|
| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة..
للمواقف رجال وللرجال مواقف وفي ساعات الضيق تبرز الرجال، فلقد أكبرت ذلك الموقف الكبير وأنا اتصفح جريدة الجزيرة ليوم الثلاثاء 5/4/1422هـ عدد 10498 وبالأخص ما كتب في الصفحات الداخلية حول عفو الشيخ دغيلب البقمي في ساحة العدل بالرياض عن قاتل ابنه في اللحظات الأخيرة بسعي من أهل الإصلاح للتنازل، وانها لدقائق حرجة تنتظر فيها الجموع القصاص فإذا بالعفو يسبقه، فلله در ذلك الشيخ على عفوه ولله در من سعى بالتنازل في تلك الساعات الحرجة، وها هي مواقف الرجال تظهر وها هي مكانتهم تعلو وتبرز، وليس بغريب على أبناء هذا الوطن المعطاء وليست هذه هي الحادثة الوحيدة، بل إنها كثيرة ولله الحمد وأصبحت سمة نراها كل فترة على صفحات صحفنا المحلية ولعل ما يبذله أصحاب السمو الأمراء والعلماء والدعاة والمخلصون ومن سعى بين القتيل وبين ذوي المجني عليه لمعين كبير على اعتاق الكثير من القصاص ومنحهم حياة جديدة ليصبحوا أعضاء صالحين في مجتمعهم ووطنهم، فجزاهم الله خير الجزاء وبارك في جهودهم وجعلهم في موازين حسناتهم، وإنها لدعوة لكل من يستطيع الاصلاح بالسعي للخير واحتساب الأجر من الله، قال تعالى «ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً».
أخيرا.. أكرر شكري لجريدتنا الجزيرة على تتبعها لمثل هذه الحالات والكتابة عنها شحذاً للهمم وبياناً للمواقف الشجاعة وتشجيعاً للمصلحين وتذكيراً بوقفتهم، ولعل الأثر العربي العفو عند المقدرة يتضح جليا في مثل هذه القصص ويذكِّرنا بقصص الأسلاف، فإن الخير في أمة محمد إلى قيام الساعة ولن يندم مصلح على إصلاحه وعاف عن عفوه فإن الأيام ستخلدهم وستذكرهم بالخير على أعمالهم.. سدد الله خطاكم للخير.
محمد بن إبراهيم السلوم «أبو أسامة» - تمير
|
|
|
|
|
