أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 5th July,2001 العدد:10507الطبعةالاولـي الخميس 14 ,ربيع الثاني 1422

الاقتصادية

في الإقتصاد
التدريب بين الواقع والمأمول
د، سامي الغمري
لم يعد دور الشركات المحلية كانت او الاجنبية قاصرا على انتاج السلع وتقديم الخدمات فحسب، بل اصبح لزاما عليها خاصة كانت او عامة ان تولي تنمية القوى العاملة وبناء العقول وتطوير الخبرات كل العناية والدراية الكاملة لتواكب المنافسة والتميز الموقعي في زمن الاسواق المفتوحة، والتدريب هو عملية مخطط لها بداية من القرار وانتهاء بالتنفيذ بهدف تصحيح الاداء والمهارات للموظف وباستمرار من خلال التجارب والتعلم للوصول الى اداء اكثر فعالية، كما ان تدريباً بدون تخطيط مسبق انما هو هدر للموارد والجهود ومضيعة للوقت والمال، وطالما بقيت هناك فجوة ظاهرة بين الاداء الفعلي للموظف وبين الاداء المرغوب والمأمول فيه فتبقى هناك دائما حاجة تدريبية قائمة لتصحيح انتاجية الموظف المتهاون، وقد يقال احيانا ان شخصاً بعينه يحتاج الى فترة او دورة تدريبية في احد المعاهد الداخلية او الخارجية يراد بها ان الموظف يعاني من قصور مهني وأن هناك فعلا فجوة بين ادائه الحالي وبين الاداء المطلوب، او المتوقع منه، وعند مناقشة فجوات الاداء لموظفي الشركات فان من الاحرى ان نطرح السؤال التالي: هل التدريب هو الوسيلة الوحيدة لسد فجوة الاداء الوظيفي الحالي والمطلوب منهم؟: من الناحية العملية هناك اربعة وسائل لسد فجوة الاداء وعلاجها يتم اما: اولا بتحفيز العاملين معنويا وماديا بطرق الترقيات والعلاوات المالية، او ثانيا بتوفير الموارد اللازمة للتغير نحو الافضل وذلك بادخال الحاسوب والميكنة، او ثالثا باستبدال موظف بآخر اكثر منه كفاءة وامتيازا،، او اخيرا بتوفير فرص التدريب المتنوعة التي قد تساعد الموظف قيد العمل، برفع انتاجيته وعطائه والتخلص من حالة القصور وضعف الابداع، والتدريب الان من اساسيات العمل الناجح وبمفهوم يختلف بعيدا عن الاساليب التقليدية المعتمدة على السيطرة والاجبار في الاداء،
تلك الاساليب العتيقة نراها لاتزال تتبع حتى الوقت الحاضر في الشركات الصغيرة والتي غالبا ماتؤدي الى نتائج سلبية في محيط العمل، فتزول تدريجيا روح المبادأة والابداع ويشعر فيها الموظف بالحيرة والاحباط بل يتوقع ان تظهر فيها وتلقائيا سلوكيات المخالفة والدفاعية وهبوط مستوى الاداء والانجاز للموظف وعلى النقيض فان المفهوم الحديث للتدريب يقوم على تغير المفاهيم المتأصلة للموظف حول رغبته وحبه للعمل، وامام المنافسة الحادة فان الشركات تحتاج حاليا الى موظف يخترق حواجز الوصف الوظيفي لاداء العمل وكضرورة لنجاح الشركة وارضاء عملائها، وعليها ان تبحث دائما عن فرص تبزغ وتفتح لها ابواباً جديدة من التطوير والنمو والتوسع وقد يكون الموظف المتدرب الناجح الذي يتعامل مع مشكلات العمل بكل رحابة صدر وسعة بال وحكمة ضالتها في المرحلة المقبلة، ويجب على الشركات ان تدرك ان عليها حقا وطنيا تجاه ابناء هذا البلد المبارك والتي تعمل فيه والحق يتضمن تدريب وتعليم القوى العاملة وان كنا مانراه هو عكس ذلك، فكثير من الشركات تناست دورها التعليمي في خضم الصراع مع منافسيها المحليين والدوليين، والبعض منها في الواقع اصبح يستورد الخبرة والعلم من الخارج بهدف تطوير منتجاتها بينما بقيت القوى العاملة الوطنية على نفس الدرجة السابقة من المهارة دون تطوير، ثم بعد هذا كله يحلو لها ان تتكلم عن المنافسة والاسواق المفتوحة وتجهل في حينها اولى قواعدها التي يفترض منها ان تبادر بالاخذ بها، والبعض منها يتكلم عن العولمة وهمومها فيما نراها تساهم وبسابق اصرار في بطالة شباب قادرين على العمل او حتى اتاحة فرصة تدريب اولية لهم حتى يثبتوا جدارتهم المهنية،

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved