أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 5th July,2001 العدد:10507الطبعةالاولـي الخميس 14 ,ربيع الثاني 1422

نادى السيارات

قف
محمد بن سعيد السابر
هل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟
لا يشعر كثير من الناس بالمعاناة الحقيقية واليومية التي يواجهها منسوبو المرور من ضباط وأفراد، فمن مناوبات ليلية إلى ساعات عمل متقلِّبة يفقد معها الواحد منهم ارتباطاته العائلية والمناسبات الخاصة، ناهيك عن تعرّض الساعة البيولوجية لهؤلاء لخلل في الانتظام ليصبح الواحد منهم عرضة للإجهاد والتوتر طوال يومه، كما أن طبيعة عمل بعض هؤلاء الضباط والأفراد تجعلهم يعانون من الأجواء المناخية القاسية أثناء تأديتهم لأعمالهم، فمن شمس محرقة إلى برد قارس، ومن عواصف رملية إلى أمطار وسيول.
بل أكثر من ذلك، فهم يعانون من الضجيج أينما كانوا سواء على مكاتبهم أو في سياراتهم إذ إن أجهزة النداء والإرسال التي تحيط بهم لا تتوقف عن إرسال واستقبال الأوامر والبلاغات، ويزداد الأمر سوءاً إذا علمنا أن البعض منهم يؤدي عمله وهو على متن دراجته النارية أو راجلاً لتزداد المعاناة أكثر وأكثر، حيث يصبح خطر تعرض الواحد منهم لحادث سير محدقاً من كل جانب، في حين تعمل الضوضاء الصادرة عن حركة المركبات والأبواق المزعجة على إضافة المزيد من الضغط العصبي على هؤلاء.
ومسلسل المعاناة اليومية التي يواجهها منسوبو المرور لا تتوقف عند هذا الحد فها هم يطاردون سائقا ثملاً وآخر معتوهاً وثالثاً مفحطاً وهلم جرا. ويزداد الأمر سوءاً إذا علمنا قيام هؤلاء بالتحقيق في حوادث مرورية شنيعة تقشعر منها الأبدان.
أما من الناحية العاطفية فلكم أن تتخيلوا الثرثرة التي يواجهونها يومياً مع المخالفين الذين يتنصلون من أخطائهم عندما يتم توقيفهم بخلاف الإهانات التي يوجهها لهم سائق مخمور أو رجل محسوب على نفسه «!»، أو امرأة رابضة في المقعد الخلفي لسيارة فارهة عزَّ عليها أن يقوم رجل المرور بتوقيف سائقها وتحرير غرامة ضده لتجاوزه الإشارة الضوئية، فهي بمكانها المندثر في المرتبة الخلفية التي تحيط بها الستائر أو التظليل تستطيع تحليل الموقف المروري أفضل من رجل المرور نفسه!
ولكم أن تتخيلوا أيضاً مدى الإحراجات اليومية التي يواجهها أفراد المرور من أقاربهم أو معارفهم، فهذا قريب يرغب في الحصول على تخفيض في الغرامة المرورية، وآخر يبحث عن رقم مميّز للوحة سيارته الجديدة، وثالث يرغب في استخراج رخصة قيادة لابنه أو أخيه.. وهكذا.
فهل استشعرنا جميعاً هذه المعاناة اليومية التي يمر بها إخواننا في إدارة المرور؟
هل غرسنا في قلوب أطفالنا منذ الصغر مبدأ احترام النظام المروري؟
هل علَّمنا أبناءنا احترام وتقدير رجل المرور قبل أن نعلِّمهم قيادة السيارة؟
هل أفهمنا أجيالنا بأن أهمية الانضباط في الشارع يجب أن تكون مساوية للانضباط في المسجد والمدرسة؟
هل.. هل.. هل..
كلا.. كلا.. كلا..

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved