أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 10th July,2001 العدد:10512الطبعةالاولـي الثلاثاء 19 ,ربيع الثاني 1421

الفنيــة

الفنانة سهير المرشدي لـ :الجزيرة
السينما حالياً لا تعبر عن الواقع العربي
مسرحنا العربي بخير ونشاطه يعتمد علينا
* القاهرة محمد العجمي:
فنانة عشقت المسرح، وعشقها جمهورها، أحبت رسالتها الفنية فدخلت القلوب هي «سالومي» و«ليالي الحلمية» و«أرابيسك»، ابتعدت عن السينما لأنها لا تريد أن تخسر نفسها وفنها وجمهورها. تنتظر النص الجيد لتقدمه للجمهور.. وترجع أزمة السينما إلى فقر الفكر وتنصح الشباب من الممثلين بالثقافة وتعتبر أن الفن والسياسية وجهان لعملة واحدة. والفن عندها مرآة المجتمع وثقافته تؤمن بالوحدة العربية، وتقف بكل ما تملك من أحساسيس وعواطف بجوار الشعب الفلسطيني وتؤمن بأهمية التكتل العربي وترفض كل عمل فني رخيص، كما ترفض هيمنة هوليوود على أدوار العرض العربية.. إنها الفنانة سهير المرشدي حيث كان ل«الجزيرة» معها هذا الحوار:
واقع السينما
بادرنا سهير المرشدي بسؤال عن سر ابتعادها عن السينما وخاصة وأنها سبب شهرتها؟
فقالت: السينما فن جميل وراق ولكنه يعيش حالة من التعثر أفقدته متعتة وقيمته الحقيقية، فهي رسالة سامية ولكن المطروح الآن لا يعبر عن الشارع المصري والعربي.. ولابد أن نعي أن معظم القضايا السينمائية تتركز في التكلفة الإنتاجية العالية وتدهور حالة الاستديوهات علاوة على ضحالة الموضوعات المطروحة والمتأثرة بالحالة الاقتصادية المتوترة، وهنا أشيد بقرار مجلس الوزراء الأخير الخاص بتأسيس شركات الإنتاج بحيث لا يقل رأس المال عن 200 مليون جنيه وبالرغم من الصعوبة في ذلك إلا أنه طموح نتمنى أن يتحقق فالسينما في النهاية صناعة ويجب أن تتحدد لها أبعاد تجارية.. فهي إذا كانت تعتمد على الإبداع فهي بحاجة أيضاً للمال الذي يخدم هذا الإبداع بالشكل المطلوب.
* ولماذا توقفت الفنانة سهير المرشدي عن الإنتاج السينمائي بعد نجاحها السابق في ذلك؟
لقد قمت بالفعل بإنتاج عدة أفلام قمت ببطولتها مثل «بنات في الجامعة» وأبرزت خلاله مشاكل الفتاة الجامعية في فترة السبعينات وكذلك فيلم «يارب توبة»، و«حكمتك يارب» و«حكاية بنت اسمها مرمر» وقتها كانت تشغلني أحلام الفتاة وخروجها لمجالات عديدة وكان حماسي لها شديداً والآن حماسي أكبر وتجربتي أعمق وخبرتي أكبر ولكن لا استطيع تحمل تكلفة الإنتاج بصورته الحالية وأتمنى أن تتاح لي فرصة التعبير عن همومي كإنسانة تعيش مشاكل هذا الوطن بإنتاج جريء وواعٍ.
هموم
* ما هي تلك الهموم التي تشغلك؟
أنا فنانة ولي وجهة نظر ولدي القدرة على تحليل الشخصية التي أقوم بها وعلى هذا تحكمني أطر فكرية وأنا بصدد اختيار أي عمل ولكن الوضع الحالي للفن وابتعاده عن الصدق والجرأة في تناول قضايا المجتمع جعله كالمسكن الذي يزول بعد فترة ولا يؤصل شيئاً وهذا بالطبع يتنافى مع قيمة الفن وقدرته على التأثير والحث على التغيير واتساءل أين الفيلم الحر الذي ينظر للسينما على أنها ناقد اجتماعي.. ولننظر للوراء كيف خرجت أفلام ضخمة «كصلاح الدين الأيوبي» و«دعاء الكروان»، و«بداية ونهاية» وكلها أعمال عبرت عن الواقع في الحياة المصرية بعمق وحتى الأفلام التاريخية كان تناولها بعمق وتحليل.. لذا آمل في دراسات متأنية للمبدعين يتحملها أشخاص قادرون على تحمل ثقافة اللحظة التاريخية التي نعيشها.
المسرح حياتي
* بعيداً عن السينما.. ماذا عن المسرح..؟
المسرح عشقي الحقيقي الذي أجد فيه ذاتي.. وهو مجال دراستي الذي ساعدني كثيراً في حياتي الفنية والفن كفاعلية معرفية هو اضافة إنسانية وعلمية، وممارسته بهذه القيم تمثل عطاءً متميزاً، وقد قمت مؤخراً بعمل مسرحية «للأمام قف» إخراج هشام جمعة وقبلها كانت «سوناتا» الحب والموت.. وهي مونودراما مجددة كانت تحتوي شخوصاً درامية أخرى داخل العمل.
لحظة الصدق
* كيف استفدت من العمل المسرحي في خبرتك الفنية؟
أنا فنانة قبل كل شيء فحيث يستدعي عن أي دور إمكاناتي الفنية ألبي النداء وهذا ينطبق على السينما والإذاعة والتلفزيون والمسرح، وإذا كان المسرح قد يكون محدوداً بالنسبة لعدد الجمهور ولكنه ليس محدوداً لعطاء الفنان.. فاللحظة الوحيدة التي يعطي فيها الفنان فناً صادقاً بلا حدود هي لحظة وقوفه على المسرح الذي يصقل موهبته وينمي ابداعاته وخبرته وأيضاً ثقافته.
* ما أجمل دور مسرحي قمت به؟
هناك أعمال عديدة ومع مخرجين كبار.. فهناك دور حميدة في «زقاق المدق» إخراج حمدي غيث، وست البنات في معروف الإسكافي» إخراج عبدالرحيم الزرقاني وقد غنيت ورقصت فيها، وزينب في مسرحية «جواز على ورقة طلاق» وهي أول عمل جمع جمع بي مع الراحل كرم مطاوع، والذي أخرج لي أهم عمل في حياتي المسرحية والتي اعتز بها وهي مسرحية «إيزيس»..
* هل فعلاً ارتبطت شهرتك باعمالك مع الفنان كرم مطاوع..؟
لا أوافق على هذه المقولة فشهرة واسم سهير المرشدي كانا قبل ارتباطي بكرم وأتذكر بأني رشحته للعمل كممثل معي في مسرحية «جواز على ورقة طلاق» إخراج عبدالرحيم الزرقاني. أما أعمالي معه فقد جاءت تتويجاً لارتباطنا الفني والإنساني.. وبلا شك فكرم مخرج مسرحي وأستاذ من أساتذة المسرح المتميزين وعلى مدى عشرين عاماً من الكفاح جمعنا التفاهم وكانت رؤانا الفكرية متقاربة إلى حد بعيد»، وقد كان حب الناس لنا دافعاً للنجاح والشهرة، ومؤخراً قمت بأعمال متميزة مع مخرجين شباب منهم هشام جمعة وهو مخرج واعد ومتميز وأنا مستمرة في نجاحاتي وكل مخرج أعمل معه يضيف لي الجديد في خبرتي وفكري، وأنا ما زلت قادرة على العطاء مع أي مخرج ولا يرتبط اسمي بأحد.
أعمال جديدة
* وما رؤيتك عن أعمالك الجديدة.. وكيف تحططين لها؟
أنا لا أقدم على أي عمل إلا إذا كان إضافة جديدة.. فأنا مثلاً بعيدة عن التلفزيون لأني لم أجد شخصية أكثر اعتزازاً من سماسم في «ليالي الحلمية» أو «عدولة» في «أرابيسك» لذا أعطى الفرصة لنفسي كي لا أكرر نفسي وأنا الآن مشغولة بمشاكل النقابة وإجازة الفنانين الشباب بالحصول على عضوية النقابة وتربية جيل جديد يستطيع أن يعبر عن نفسه بوضوح، وعن نفسي أتمنى خوض أعمال تهتم بالمشاكل التي تعيشها الأغلبية من فقراء هذا الوطن وعلى سبيل المثال مشكلة الارهاب، لم تعجبني كل الأعمال التي تناولتها فنحن بحاجة لعمل ينزل لأرض الواقع مع الناس في المناطق العشوائية ونحن بحاجة لأعمال تستنهض الناس لكشف أخطائهم فإذا كنا بصدد تنمية فيجب أولاً خلق الشخصية التي تحمي هذه التنمية.
* وماذا عن ابنتك حنان كرم مطاوع وعلاقاتها بالعمل الفني؟
أنا أتمنى من كل قلبي أن تمارس الفن ولكن أترك لها حرية الاختيار وهي فنانة جميلة تجمع بين مزايا كل من سهير المرشدي وكرم مطاوع فهي منذ صغرها في كواليس المسرح الاجتماعي والسياسي تراقب وتنقد وأنا أرى فيها نفسي في شبابي: لديها حماس شديد للعمل والمثابرة دون مساعدة من أحد فرأيها: الفن رؤية خاصة وموهبة لا تحتاج لواسطة.
أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved