أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 10th July,2001 العدد:10512الطبعةالاولـي الثلاثاء 19 ,ربيع الثاني 1421

القرية الالكترونية

النافذة
الفجوة الرقمية)2/2(
م/ مشبب محمد الشهري
في الأسبوع الماضي بدأنا الحديث عن وجود فجوة رقمية بين ممتلكي تقنية المعلومات وبين غير ممتلكيها. سواء كان ذلك بين مجموعات المجتمع الواحد أو كان بين مجتمعات مختلفة وقد رأينا وجود تلك الفجوة بين مجموعات المجتمع الأمريكي بين البيض وبين الملونين وكذلك بين الرجال وبين النساء. وبين الشباب وبين الشيب.
أما وجودها بين المجتمعات فقد رأينا مدى اتساعها بين الدول المتطورة وبين الدول غير المتطورة )النامية(. والأسوأ في الأمر إن هذه الفجوة في اتساع وليس العكس.على الرغم من تفاؤل بعض المحللين في تضييق الفجوة الرقمية بين من يملك الإنترنت وبين من لا يملكها وذلك مع الوقت ومع إدراك الدول النامية لأهمية هذه التقنية للازدهار الاقتصادي. إلا إن الحاصل كان عكس ذلك تماما.
فالفجوة الرقمية في اتساع مهيل. ومثال على ذلك كانت فجوة الإنترنت بين أمريكا الشمالية وبين أفريقيا في عام 1997م كانت 297 ضعفا، بينما أصبحت في شهر أكتوبر من عام2000م 540 ضعفا.
ومن أسباب انتشار تقنية المعلومات في الدول المتطورة هوانخفاض تكاليف هذه التقنية وذلك بفضل تطور البنى التحتية لشبكات الاتصالات وكذلك انخفاض أسعار الأجهزة.
أما الوضع في الدول غير المتطورة فيختلف كثيرا.
فلا زالت تقنية المعلومات عالية التكاليف ولا زالت ترف لا يقدر عليه إلاعلية القوم. كما إن البنى التحتية خاصة شبكات الاتصالات في كثير من دول العالم الثالث لا زالت بدائية.
ومن أهم أسباب وجود الفجوة الرقمية هو اختلاف الوعي المعلوماتي بين مجتمعات الدول المتطورة والدول غير المتطورة.
فالفرد في مجتمعات الدول المتطورة يعي مدى أهمية قيمة المعلومة وإن وجود تقنية المعلومات وتقنية الإنترنت أصبح ضرورة من ضروريات الحياة اليومية في تلك المجتمعات والذي لا غنى عنها. وعلى النقيض في الطرف الآخر في مجتمعات الدول غير المتطورة والتي لا زالت تعتبر تقنية المعلومات ترفا لا يبرر تكلفتها. ومثالا على ذلك عندنا في المجتمع السعودي كثير من الناس لا يرى في الإنترنت وامتلاك الحاسوب الشخصي إلا وسيلة من وسائل الترفيه مثل التلفزيون أو ال«البلي ستيشن». وكثيرما نسمع من الآباء من يقول «سوف أشتري كمبيوتر للأولاد ليتسلون ويلعبون عليه». لهذا ترسخ مفهوم إن جهاز الحاسب الشخصي خاص باللعب لدى كثير من الناس.كان هذا على مستوى المجتمعات فماذا عن مستوى الحكومات.
قد لا يختلف اثنان على إن تقنية المعلومات أصبحت تحظى باهتمام كثير من حكومات العالم بما فيذلك الدول غير المتطورة. واصبح هناك اقتناع تام بأن هذه التقنية الفتية فيها الدواء الناجع لأمراض اقتصاديات تلك الدول.
إلا اننا لا نزال نرى اتساع الفجوةالرقمية بين الدول المتقدمة والدول المتخلفة. فعلى سبيل المثال في مجال التجارةالإليكترونية نرى اتساع الفجوة بين الدول التي تكون تكاليف الإنترنت فيهاعالية وتتقاضى أجور الاتصال بالإنترنت حسب الوقت وبين تلك الدول التي تكون أجور الإنترنت منخفضة ويكون الاتصال بالإنترنت مفتوحا. حيث تكون التجارة الإلكترونية في الدول المفتوحة الاتصال مزدهرة.
أما عن تضييق هذه الفجوة. فأهم عامل هو تطوير التعليم في الدول غير المتطورة بحيث يبرز هذا اللاعب الجديد على الساحة وأعني بذلك اللاعب تقنية المعلومات والذي سوف يكون له دور مهم على مسرح الحياة.
لهذا لا بد من تسليط مزيد من الأضواء على هذا اللاعب الجديد سواء في مناهج التعليم أو في الثقافة العامة وتبيان أهمية الدور الذي ستلعبه هذه الشخصية الجديدة في حياتنا.
ومن الأسباب المهمة كذلك لتضييق الفجوة الرقمية هو قيام حكومات الدول غير المتطورة بتبني التقنيات الحديثة للاتصالات وتقنية المعلومات على وجه العموم وتوفر ذلك لمواطنيها بأسعار معقولة ولا تعتبر هذه الخدمات مصدرا من مصادرزيادة الدخل.
ففي كثير من البلدان تعتبر الاتصالات أحد أهم مصادر الدخل لديها.لهذا لا بد من تقديم خدمات الاتصالات وخدمات الإنترنت في نطاق المعقول وذلك في سبيل نشر هذه التقنيات بين الناس وسوف يكون مردود ذلك إيجابياً على الاقتصاد العام.
ومن الأسباب في تضييق الفجوة تنويع وسائل الاتصال بالإنترنت. مثل التلفونات النقالة )G3( وأجهزة المساعدات الرقمية اليدوية وغير ذلك من الوسائل التي تسهل الاتصال بالإنترنت بتكاليف أقل.
mmshuhri@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved