أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 12th July,2001 العدد:10514الطبعةالاولـي الخميس 21 ,ربيع الثاني 1422

الثقافية

أحاديث..وأحداث
مبدأ الثواب والعقاب في المدارس.. (3)
عبد الكريم الجهيمان
هناك حكمة لسياسة الجماعات وسياسة الأفراد.. ولكن هذه الحكمة ألصق بسياسة الجماعات..
وهذه السياسة تشتمل عليها هذه الجملة الخالدة التي هي «الشدة في غير عنف واللين في غير ضعف»..
فهل نحن في مدارسنا نتبع هذه السياسة؟!
يقول لي أحد المدرسين إننا نستجدي من الطلاب أن يلتزموا الأدب.. ونستجدي منهم ان يؤدوا واجباتهم.. ولا نملك أن نعاقب المشاغب بأي عقوبات حتى ولو كانت بسيطة كإيقافه خارج الفصل.. أو بعثه الى المدير أو الى المرشد الطلابي.. لقد انغرس في نفوس الطلاب منع العقاب بجميع صوره وأشكاله وهناك بعض الطلاب ولا أقول كلهم لا يقدرون هذه الحماية وهذه الحرية حق قدرها!! بل يسيئون استعمالها.. ويحولونها الى فوضى ومشاغبات في الفصل الدراسي وفي أثناء الاستراحات بين الحصص!!
وأنا يا كاتب هذه السطور أرى أننا بهذه السياسة نسيء الى الطالب ونعطيه حماية لا يحسن استعمالها.. كما نسيء الى المدرسة والمدرسة حيث تسلب منهم حرية التصرف في بعض المواقف التي تحتاج الى قوة وحسم في الحدود المعقولة..
إن المدرسة ومدرسيها في حاجة ماسة الى منحهم سلطة كافية تكبح بعض الشطحات التي يرتكبها بعض الطلاب ولا أقول كلهم..
ولقد سمعت كثيراً من أحداث المدارس.. ولكن الحدث الذي أثار أعصابي هو حدث التلميذ الذي دخل على مدير مدرسته وضربه في غرفة الادارة.
ان مثل هذه الجرأة في رأيي يجب ان تعالج بشدة وأن تذاع وتشاع بين الطلاب حتى لا تتكرر مرة اخرى!!
ونحن في وقتنا الحاضر امام مشكلتين لابد من ارتكاب اخفهما في سبيل اتقاء أكبرهما..
أولى هاتين المشكلتين هما ان نعطي الطلاب كامل حريتهم في أن يتصرفوا وهم يعلمون ان لا عقاب..
أو أن تعطى المدرسة ومديرها واساتذتها سلطة في حدود منظمة بحيث يحق للمدرسة ان تعاقب وان تحرم بعض الاشقياء من الطلاب يوماً أو يومين من بعض هواياتهم حتى يأتي ولي أمره يتعاون مع المدرسة على إصلاح ابنه أو يأخذ ابنه الى حيث ما يريد..
واعتقد ان اخف الضررين ان نعيد المدرسة سلطتها وحرمتها وأن يختار من أساتذة المدرسج هيئة لتقرير العقوبات على بعض الطلاب الذين لا يلتزمون بآداب السلوك وأداء الواجبات..
عفواً يا رجال المعارف وأنا احترمكم وأقدر جهودكم ولكنني انشر هذه الآراء البسيطة التي لا تستند الى احصاءات ولا بحوث عميقة.. انشرها من باب الذكرى والتعاون وإلا فإنكم أكثر علماً وغيرة واخلاصا.. ولا امتاز عنكم إلا بشيء واحد وهو كبر سني .. فقد بدأت بالتدريس وتأليف الكتب المدرسية قبل ما يقارب السبعين عاماً .. أي قبل أن تولدوا يا رجال المعارف.. وقد قيل في الأمثال: «من سبقك بيوم سبقك بتجربة» وأنا مغرم بالأمثال واعتبرها خلاصة تجارب الآباء والأجداد.. وهذه الأمثال نتيجة تجارب مريرة.. وأحداث مثيرة.. ومع إعجابي بالأمثال فأنا لا اعتقد انها صائبة مائة في المائة.. وإنما ارى ان فيها جوانب من الصواب لا يستهان بها وإذا كان فيها جوانب من الاخطاء فهو نتيجة لاختلاف الظروف وأحوال المعيشة والظروف السائدة..
وكثرة ثرثرتي في هذا الموضوع لأنه في نظري يتعلق بمستقبل أمة وسمعتها.. ومكانتها بين الدول المجاورة..
ولهذا فأنا ادعو الأدباء والمفكرين للتطرق الى هذا الموضوع وأمثاله.. فالحقيقة بنت البحث والله الموفق الى سواء السبيل!!

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved