|
| الثقافية
من دون مؤاخذة سيحط الرحال على أرض ليست خارج نفسه، إنها الأرض التي حضنت بذرته وتفرعت منها وفيها كل عروقه التي امتدت من أول العمر إلى منتصف الأحلام وآخرها سواء. يحط الرحال ويهيئ لنفسه مكاناً جديداً لا يخرج به عن نفسه تلك النفس التي أخذته كثيراً إلى غيرها ولم تعطه من ذاتها غير أقل من التهدئة: أهدأ ، فثمة قلوب بلا أجساد ترعاها وتحفظ خفقاتها من التشتت في الحياة .. اهدأ، فثمة أهلة لا تستدير مع انحناءات الجهات.. اهدأ أيها القاضي علي حلمك بمنتصف الأدلة وبضع قطرات من الفرات: لا شيء الآن يستثير الجدل، كل المسافات ضاربة في القريب وكل اللمسات تأخذك إلى البعيد، تنأى بك الخنادق وتدنو بك التلال أيها الجوال في داخل ذاتك قف حيث أنت.
|
ينكرك الجمر، وتشعله
وتمد يديك إلى الأوكار
تختبر الضوء، وتعزلهُ
ليطول ظلامك في الأسفار
يا أنت الأقرب والمهجور
يا أنت الأغرب والمعذور
ستظل وحيداً.. وبعيداً
ستظل شريداً .. وسعيداً
وعيونك أشهى من خطواتك
تخطو، من أين .. إلى أين؟
ويضيع سؤالك في الشفتين
الآن تحب الناس جميعاً
والآن الناس هناك..
أيامك ، أنت، هناك..
وضمير الغائب يحضر فيك
فهل يؤذيك؟
ستقول كثيراً .. وتغني
وستعد أسيراً.. وتمني
بالفرجة من أعلى الصفحات
الأرض شمالاً وجنوباً
والدرب سيبقى مكتوباً
من تحت جفونك والقسمات..
فلماذا تمضي؟ لاتسأل
مادمت ستقضي.. لا تخجل
مما ستراه على المرآة. |
ادخل من حيث خرجت وتوقع ان تتلقفك المداخل بشموع كثيرة تنتظر منك اشتعالاً حتى تتمسك بك وتجعلك فرصتها النادرة، أنت الصاحب المقفرة حيث لا غيرك يسير إلى وحشة مطمورة تحت الينابيع . ادخل ولا تخرج من دون طريدة مستحيلة كبقائك في هذا المضمار فلسوف تكفيك خطوة واحدة خارج الدرب لتصل إلى ما لا تريد.. فهناك ستستعيد ثقتك بالصدمات ، وسوف توزع نفسك في كل الجهات بحثا عن الذي ضاع منك منذ اليوم الذي لم تهتد فيه إليه. ادخل أيها الخارج على سجع حياتك بايقاعات يحسبها الراقصون انحداراً إلى حيث تتجمع الخطى وتتفرق الكلمات. فادخل أو اخرج، سيان: لم يبق غيرك في انتظارك..
|
|
|
|
|
