أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 14th July,2001 العدد:10516الطبعةالاولـي السبت 23 ,ربيع الثاني 1422

الثقافية

الغربال
أ. د عبدالله بن محمد أبو داهش
«وقفت سفانة بنت حاتم امام الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وقالت: يا محمد ان رأيت ان تخلي عنا، ولا تشمت بنا احياء العرب فاني ابنة سيد قومي، وان ابي كان يحمي الذمار، ويفك العاني، ،يشبع الجائع، ويكسو العاري، ويقري الضيف، ويطعم الطعام، ويفشي السلام، ولم يرد طالب حاجة قط، انا ابنة حاتم طيء. فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذه صفات المؤمنين حقا، لوكان ابوك مسلماً لترحمنا عليه، خلّوا عنها فان اباها كان يحب مكارم الاخلاق، والله يحب مكارم الاخلاق»)1(.
قلت: الى هذا السؤال استمع الرسول محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم لهذه المرأة العانية التي تذكرت منهج ابيها مقتنعة بمعانيه، اذ علمت عندئذ برحمة الاسلام وقيمه،ولم تجد مخلصاً تفك أسرها سوى تلك المكارم فبسطتها لخير الخلق وصفوة الانام، حتى اذا استمع لمعاني الكرم، والجود، والشجاعة والنبل، خلى سبيلها، واطلق سراحها. انها صورة فذة من صور الحياة الاسلامية في مجتمع المدينة المنورة في لحظة من لحظات ايام طيبة الطيبة، وهي تغص يومئذ بحياة مليئة بالعمل، والعطاء الانساني المشرق.
تستوقف هذه المرأة سيد الخلق اجمعين فتقص عليه امرها وهو مصغ لشكواها حتى اذا استوعب شكاتها احسن اليها، ولم يفت بها هذا المعروف، بل عادت لقومها لتقول لاخيها، وكانت امرأة حازمة «ارى والله ان تلحق به سريعاً»)2( ،وقد فعل، حيث وفد عدي بن حاتم الى المدينة المنورة اذ يقول «فخرجت حتى اقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، فدخلت عليه، وهو في مسجده، فسلمت عليه، فقال من الرجل؟ فقلت: عدي بن حاتم، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق بي الى بيته، فوالله انه لعامد بي اليه، اذ لقيته امرأة ضعيفة كبيرة فاستوقفته، فوقف لها طويلاً تكلمه في حاجتها،
قال: قلت في نفسي، والله ماهذا بملك..قال وعرفت انه نبي مرسل..فأسلمت»)3( انها ومضات مشرقة من حياة المجتمع الاسلامي في المدينة وحسب.
الحواشي
«1» سعد العفنان، «حاتم الطائي» 124
«2» ابن هشام «السيرة» 4/227.
«3» عبدالله ابوداهش «شعراء حول الرسول صلى الله عليه وسلم »157

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved