أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 15th July,2001 العدد:10517الطبعةالاولـي الأحد 24 ,ربيع الثاني 1422

مقـالات

شدو
أقلام الصيف أفكار الشتاء..!!
د. فارس محمد الغزي
في كل صيفٍ تهبُّ سموم الصيف فتنحسر اوراق المطبوعات كمّاً.. وتشحُّ الموضوعات نوعا.. فيحل الاحباط.. وترتفع اسهم كتاب الاحتياط.. بينما ينزوي كتاب وكاتبات الزوايا تبعثرا هنا.. وهناك نقاهة.. يترنحون بياتا صيفيا.. ويتزودون بمستلزمات وقود الاحراق لبيات شتوي قادم عليه. وبما أن الاعتراف هو سيد الادلة.. وأن )الاعتراف يهدم الاقتراف( فها هنا اعترف هنا بأنني ذات يوم خاطئاً اعتقدت بأن الصيف )خمول وجمود وكسل(.. غير ان قِصَر أمد اعتقادي جنبا الى جنب مع اعترافي هذا كفيلان بمنحي البراءة من اتهام الصيف بما هو بريء منه من جمود وخمول بل ومنحه البراءة من )دم( اللبن اقصد تهمة إضاعته للبن.
إن ادّعاء جمود الصيف ليس سوى دعوة الى ضحالة.. بل هو ذريعة تملص من مسؤولية.. او فلنقل عَرَض افلاس فكري.. حين يتذرع بعض الكتاب )بسفر( القراء.. بل يصرون على )تسفير( الجميع بثقة توحي بتحول المدن الى مدن اشباح ينعق بوم البَيْن على اسوارها.. وما ذلك الا للتسويغ، فتبرير إلقاء الكتاب جانبا وركل القلم بالقدم.. تنصّلاً من مسؤولية فكر وتنوير وتواصل لا انقطاع موسمي فيها سوى لدينا نحن فقط.. يحدث هذا في الوقت الذي لا أحد في الحقيقة يعلم حقيقة أعداد المسافرين.. او مستوياتهم الفكرية او جرائدهم المفضلة.. علاوة على ان الانترنت تقبع في كل حدب وصوب من هذا الكوكب.. امتدادا من القرى )الزلفاوية( القابعة بكل وداعة فوق كثبان الرمل الوديعة إلى منطقة.. )برادوي( في مدينة نيويورك الصارخة بالحياة احتجاجا على سأم الحياة.. والمشكلة ان المشكلة تتكرر.. والجعجعة تجعجع بطحين لا اثر له سوى في مسامع المجعجعين ومرة اخرى فإنك لو سألت عن )معايير( ومؤشرات وأدلة هذا القطع بجمود الصيف فلن يجيبك سوى أصداء تساؤلاتك لتسأل نفسُك نفسَك..؟ هل هي ارقام التوزيع.. ام معدلات الاشتراكات ام اعداد الاعلانات في صيف المهرجانات.. ام ماذا؟ ماهو الدليل على اتهام الصيف بخمول الفكر.. وجمود الافكار.. ما هو السر.. ومن يملك الدليل على ان عالم العولمة يشاركنا هذا )الموات( الفكري القسري الجبري المكرور في وقت نحن فيه بأمس الحاجة للحياة فكرا وأدبا وعلما..؟ ألا يكفينا قصور ما لدينا من مؤسسات فكرية وأدبية وعلمية دأبها استغلال فصل الصيف خمولا استعدادا لخمول الشتاء أَوَليس في الاجازة )مهلة( للقراءة؟ بل أَوَليست الاجازة الصيفية فرصة للقيام بالمؤجل من مشاريع الشتاء فكريا؟.. كيف لنا تفنيد اتهامات )متهمي( الصيف تبرئة لذواتهم غير البريئة؟ بل كيف لنا الخلوص من تجمد الاطراف وانكماش الافكار تذرعا بلواقح الشتاء؟ واين العاصم من تمدد هذه الاطراف بالصيف تعللا ببوارح الصيف الى حد سيلان الفكر هباء منثورا؟ وما الذي يُعيق الأقلام عن مداعبة العقول فكرا صيفيا يسيح على الورق افكارا..؟! اهو بيات )العقلية السديمية( المتأصلة رغم انف المواسم السديمية ام هو بيات المواسم كل المواسم.. وكلها الحياة؟..
ماهو الحل يا ترى؟.. الحل بيد القائمين على صحافتنا .. اشترطوا على الكُـتَّاب قبل ان تستكتبوهم ان لا اجازة )فكرية( فالسفر صيفا ليس عذرا )للتسطيح الفكري( حيث ان الصيف في الحقيقة فرصة )لتغيير( نمطية التواصل الفكري مع القراء من خلال نقل الجديد النافع من فوائد السفر والترحال..
)بكل صراحة(.. متهم الصيف بالجمود ليس سوى )مفلس( شتاء.. متضخم الجيوب مادة.. ديدنه الهروب في الصيف تعويضا لخمول الشتاء..
للتواصل ص.ب 454 رمز 11351 الرياض

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved