أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 15th July,2001 العدد:10517الطبعةالاولـي الأحد 24 ,ربيع الثاني 1422

مقـالات

بوح
تحرير الإرادة
ابراهيم الناصر الحميدان
عكف علماء الاجتماع منذ عشرات السنين على رصد سلوكيات الإنسان في مراحل مختلفة من حياته بغية تحليلها وتفسيرها نفسياً واجتماعياً حتى يتسنى لهم الخروج بنظريات تسهم في التوجيه والإرشاد السلوكي بما في ذلك تسامي العلاقات الاجتماعية بين الافراد - من الجنسين - والإفادة في التربية المنزلية التي هي أساس بناء العلاقات الاجتماعية ومنطلق تشكل الأفراد من حيث غرس الفضائل والصفات الحميدة وإبعاد الشوائب والظواهر الغريبة التي قد ينحدر إليها الإنسان بدون وعي مسبق بنتائجها. على أنه من تلك الحصيلة وعبر الرصد تحقق الخروج بنظريات شبه علمية في تحليل سلوكيات الإنسان ووضع الوسائل التي تفضي إلى تحرير إرادة الإنسان مما علق بها من شوائب خلال مسيرتها الحضارية وهي نقطة هامة في سبيل وضع الأحكام التي تفرق بين السوي والشاذ بغية التخلص من مظاهر السلوك البدائي قبل تحكيم العقل وسيطرته على التصرفات بعيداً عن الأمراض الاجتماعية ذات الدلالات السلبية على مستقبل الإنسان ذلك بأنك حين تحاول تصحيح سلوك معين فلابد أنك قد أدركت مضاره وتبحث عن السلوك المعاكس علمياً وثقافياً. ومن هذا نفهم بأن معظم النظريات الاجتماعية إنما انطلقت من دراسات علمية موثقة وليس عشوائياً رغم انه يعاد النظر في أية نتائج ليست مضمونة التفسير والتحليل. على أن من أصعب الأمور التي يحاول الإنسان تجنبها حتى لا يقع في مضارها تلك النواهي الكثيرة التي تعلق بالسلوك دون أن يفطن إليها الفرد إلاّ بعد أن تترسب في أعماق شخصيته مثل الخوف فالمفروض للتكامل الشخصي أن يحمل الإنسان قدراً من الشجاعة لولا أن التربية الخاطئة تنزع منه تلك البوادر لتغرس بدلاً منها ما يخالفها.
وهناك فارق بين الاعتداء والدفاع عن النفس. والخوف المتأصل سوف ينجم عنه الكذب وهي صفة سيئة هي الأخرى لأنك تبرر الخوف بالكذب ففي منازلنا نسمع النواهي تنهال على الأطفال دون توعية. أي أنها تربية خاطئة تؤسس على الجهل وترغم الطفل دون توعية. أي أنها تربية خاطئة تؤسس على الجهل وترغم الطفل على القبول رغم عدم قناعته ولهذا فإنه عندما - يخرج من شرنقة الأسرة - يبدأ في تجاهل كل ما قيل له بل قد يفعل الضد أو العكس كأن يميل إلى الاعتداء أو الاستيلاء على ما ليس له بما يشبه السرقة. والمشكلة الأعمق هي أن يستمر معك مثل هذا السلوك فتحرم من نعيم الحب لأنك تعودت على الكراهية وتنسى فضيلة الشجاعة لأن الخوف استقر في أعماقك وكلما مارست النقد الذاتي لتحرر إرادتك اكتشفت الصعوبة في تغيير طباع اعتدت عليها حيث ان البخيل يستحيل أن يكون كريماً إلاّ ما ندر وبعد معاناة طويلة ومغالبة النفس هي من أشق الأمور - في المواقف المحرجة - مثل أن يحتاج الغريق إلى من ينقذه أو الحريق إلى مبادرة الشجاع لمساعدته والضعيف إلى من يقف إلى جانبه في مواجهة الطاغية الوحش أو المتوحش إن الخطوة تتقرر في لحظات لأنها وليدة الموقف المتسارع الذي لا يحتمل التفكير المتأني لذا فإن علينا الاهتمام بتدريب إرادتنا منذ الطفولة على الشجاعة في اتخاذ المواقف الإيجابية دون اللجوء إلى تبرير النكوص لعوامل الخوف القابعة في ذواتنا وعلى المربين - سواء في المنزل أو المدرسة - غرس فضيلة الفعل الإيجابي المتعاطف مع الآخرين لا التركيز على الفردية السلبية التي سوف تنتهي إلى تجنب التعاطف مع المجتمع للسادر في ذلك السولك ومقاطعته مهما حاول التقرب من الأخرين.
للمراسلة ص ب 6324
الرياض 11442
البريد الإلكتروني
I-AL-Homidan@hotmail.com

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved