أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 15th July,2001 العدد:10517الطبعةالاولـي الأحد 24 ,ربيع الثاني 1422

مقـالات

العلوم في بطون الكتب
أ.د. عبدالرحمن بن سعود بن ناصر الهواوي
لقد أصبح الكتاب - مع الأسف - في وقتنا الحاضر وخصوصاً في بلدنا العزيز - المملكة العربية السعودية- عند بعض الأشخاص من مقتنيات وتراث وذكريات الماضي، وعند بعض الناس الآخرين صار جزءاً من أثاث المنزل - هذا إذا وجد في المنزل كتاب - يستخدم للديكور والزينة فقط.
ويعد الكتاب في حقيقة الأمر من أعظم ما أبدعه عقل الإنسان، فالكتاب، ومنذ بداية الحضارة البشرية، معدن - منجم - لا ينضب بما يحتوية بين دفتية من علوم وآداب وروايات وشعر ونثر، وأخبار الأمم السابقة، وما أبدعته من حضارة وتقدم. ونحن نرى في أيامنا هذه بعض الكتب التي لها مئات السنين، ولاتزال تشترى بأغلى الأثمان وتطبع عشرات المرات وتقرأ.. وهنا نتبين أن الكتاب هو الجهد الخلاق المبدع لعقل صاحبه وهذا جهد يشمل البشرية جمعاء.. إن قراءة أي كتاب في أي موضوع كان يعطي عقل الإنسان الفرصة للتفكر والتعمق ويتيح للعقل الفرصة للبحث عما وراء السطور، وما تعنيه الكلمات والجمل وماهو المقصود منها.
لقد أبدع عقل الإنسان منذ قرون عديدة في اختراع وتطوير ضروب متنوعة من التقنية في مختلف فروعها وأدواتها، وقد وصل الإنسان إلى قمة ذلك في القرن العشرين.
واستطاع عقل الإنسان الخلاق في السنوات الأخيرة أن يتوصل ويخترع ما يسمى بالشبكة العنكبوتية أو ما يطلق عليها الإنترنت، والتي سمحت للإنسان في أي مكان أن يطلع - وبسرعة البرق - على ما يبدعه أخوه الإنسان في أي بلد من بلدان الدنيا في مختلف مجالات العلوم والتقنيات والاختراعات والإبداعات المختلفة.. إلخ.
ومع هذا فالكتاب لا يزال يلعب دوراً مهما في نشر المعارف والعلوم في الدول المتقدمة، والتي لها الباع الطويل في الصناعة والاختراعات وأنواع التقنيات.
لقد أصبحت الإنترنت عندنا سلاحاً ذا حدين، فأصحاب العقول النيرة استفادوا منها في تتبع المعارف والعلوم الحديثة، وفي حركة البنوك والأسهم، والتجارة والصناعة. وغير ذلك من نواحي الحياة الضرورية والتي تهمهم.. ولكنها- الإنترنت - صارت عند بعض الأشخاص وسيلة للسب والشتم.. فهذا موقع لفلان من الناس يرد فيه على موقع لفلان آخر بطريقة سمجة ممللة، وأصبحت عند آخرين وسيلة للتسلية وتضييع الوقت، وكأنها صارت مثل لعبة الورق - البلوت - وهذا موقع للفنان الفلاني والفنانة الفلانية تبث منها أغانيها.. وهنا نتبين الوجه الآخر السلبي لهذه التقنية ودورها في إلغاء دور العقل والفكر، حتى إن بعض الناس صار عبداً لهذه الآلة يحركها بطريقة عفوية ساذجة دون أن يعرف ماذا يريد، وما هدفه منها، وأصبحت أماكن الإنترنت كالمقاهي مضيعة للوقت.. وهنا نتبين مرة أخرى قيمة الكتاب والقراءة بصفة عامة.
ولقد سبقنا الأقدمون في معرفة قيمة الكتاب، وقيمة القراءة، وقد صدق شاعرنا المتنبي عندما قال قبل ألف عام:


أعز مكان في الدنى سرج سابح
وخير جليس في الزمان كتاب

لأن الكتاب كما يقول العكبري: يقص عليه أنباء الماضين، ولا يحتاج له إلى تكلف، ولا يحتاج أن يتحفظ منه سراً وغير. وصدق أيضاً الشاعر الآخر - أبو الحسن ابن عبدالعزيز في قوله:


ما تطعمت لذة العيش حتى
صرت في وحدتي لكتبي جليسا

الرياض
ص.ب: 87416

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved