أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 15th July,2001 العدد:10517الطبعةالاولـي الأحد 24 ,ربيع الثاني 1422

عزيزتـي الجزيرة

من أوراق مصححة
بعد انقضاء أعمال التصحيح .. معلمات ينتظرن التكريم
عزيزتي الجزيرة
هي معلمة في مهمة رسمية موسمية!! تلوك خيوط الصمت.. تعزف على وتر القلق والتوتر.. تحمل حقيبتها المليئة بأفكارها المبعثرة.. وأحاسيسها الشاردة.. وتطل من خلال عاطفة مكلومة وملامح مسكونة بالوجوم!!
تقبل امتحانات الثانوية العامة لتقف هذه المغلوبة على أمرها على ضفاف التوجس والترقب.. وفوق دائرة التصحيح تحلم بعدم الترشيح.. تستبشر حينما تعلم أن اسمها ليس في القائمة التعيسة.. وتذرف الأنات.. تستجمع العبرات عندما يصلها خطاب التكليف المشؤوم.. من خلال حيرة تثقل صباحاتها البهية..
ويظل التصحيح مساحة ضيقة مزروعة بالإجهاد والضغوط النفسية والأعباء البدنية لا مرأة محدودة الإمكانات.. وإنسانة ضعيفة القدرات.. هي ليست كالرجل.. لا يمكن أن تتحمل تبعات التصحيح وتمارس ركضاً مصاباً باللهاث فوق الورق الذي يكاد يحترق.. تحت لظى مشاعرها الجريحة..
وتتراكم الأوراق.. تتورم الأحداق.. تشتد لهجة الإلحاح بالسرعة.. تتواصل نصائح التذكير.. وخطب الحث.. وعبارات الهمة.. على ألسنة «المشرفات» اللاتي يزرعن الفضاء المشبع بالملل والتعب صخباً وضجيجاً!! ويحاولن أن يشعلن فتيل الحماس ويراقبن ساحة الوغى لتسجيل موقف ضد كل معلمة تبدي فتوراً أو تبرماً!! وخطابات الإنذار في الانتظار.. والويل لكل من تظهر الاعتراض أو تكشف الامتعاض.. من المعلمات المغلوبات.. المسافرات في قافلة التصحيح المحفوف بالتجريح.
آه منكِ أيتها المعلمة.. يا مصححة الفزعة.. تتأملين فضاء الموقف لتدركي أنه ليس ثمة مقابل يواكب جهودك المترعة بالشجن.. أو يثمّن هذا التعب السائح فوق ملامحك المنهكة.. حتى المقابل المادي حرموك منه.. ليظل مقصوراً على رؤساء اللجان الذين يكتفون بنقش توقيعاتهم على كشوف النتائج.. بينما تطالبين أنت يا صاحبة العبء الأكبر بالصبر والاحتساب!!
ويا لها من قسمة جائرة.
لتظل التقارير الطبية ملاذاً آمناً تضطر إليه معلمة كادحة.. لا تستطيع أن تقاوم الضغوط أو تقف في وجه التعسف.. فهلا أنصتم لخطابها الحزين وأرهفتم السمع لبوحها الكئيب.. هلا منحتموها شيئاً من الحرية في خضم الأعباء وفوق أمواج العطاء.. ترى ألا يمكن فتح قنوات جديدة تخفف حدة الموقف وتمتص الضغوط سواء في ندب المعلمات أو في التصحيح والنقل وحتى في تقويم الأداء الوظيفي للمعلمة التي تقف متفرجة أمام حدة بعض المشرفات.. فهي مجرد مستمعة فقط وستعض أصابع الندم حينما تحاور أو تناقش. نعم.. أليس من الإنصاف منح معشر المعلمات صفحات من المرونة في كتاب العمل المدرسي المترهل بآثار المسؤوليات والأعباء؟
ولعل تصحيح اختبارات الثانوية العامة مظهر من مظاهر الضغط ولون من ألوان الحدّة لمعلمات لا يملكن إبداء الرأي أو فتح أبواب الحوار.. مما يدفع شريحة منهن للبحث عن «تقرير طبي جاهز» كمسلك مشروع في عرفهن للابتعاد عن شبح التصحيح.. فهناك منهن من لا تستطيع تحمل هذا الركام من الأوراق وتلك الساعات المتواصلة فوق ساح الركض الموجع!!
وبخاصة مع غياب الحوافز وفقدان ضوابط الترشيح في بعض الأحيان ثم لماذا لا تشارك جموع المشرفات في التصحيح بدل أن يكتفين بالفرجة والمتابعة ومراقبة فلول الإجابات؟! إضافة إلى إمكانية الاستعانة بمعلمات المرحلة المتوسطة وتلك الناحية يمكن أن تكون إيجابية لو كانت هناك حوافز أسوة بالمعلمين الذين يحظون بمكافآتهم..لذا تجد من يقبل على التصحيح.. عكس المعلمات اللاتي يمنحن «إجازة أسبوع العودة» كحافز مثقوب.. يوحي بمشاعر الظلم والحرمان في نفس المعلمة التي تجد نفسها أمام منحة أسبوع هو أصلاً خال من العمل.. لتنتظر الأمل في إعادة قراءة مفردات عطائها.. والاحتفاء ببذلها.
ويظل التصحيح أفقاً مليئاً بالتباريح..فأين هو ذلك التصريح الذي يجيز عدم المشاركة في الرحلة الشاقة.
محمد بن عبدالعزيز الموسى - بريدة

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved