أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 20th July,2001 العدد:10522الطبعةالاولـي الجمعة 29 ,ربيع الثاني 1422

عزيزتـي الجزيرة

اكتملت فيها جميع ركائز الحياة
الدعوة المحمدية ومجابهة العولمة
الحمد لله والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. لا شك ان الدعوة المحمدية التي حملت الرسالة للبشرية عامة تهدف الى معرفة الله والاهتداء بهديه والحكم بما انزل الله، وقد رسخ رسول البشرية هذا المفهوم وجاهد من اجله حتى تحققت السعادة والرخاء للأمة المسلمة حيث عم الامن والسلام وانتشرت الفتوحات الاسلامية حاملة معها مشاعل النور واستمر هذا النهج في قوة ونشاط طيلة القرون المفضلة التي وضعت اسس تقدم هذه الامة حيث ازدهرت الحضارة الاسلامية في القرون الاخرى ولكنها كانت متفاوتة حسب الاجواء والاوضاع السياسية التي تفرض ذلك، أما في عصرنا الحاضر الذي اصبحت الامة فيه متعلقة بالجوانب المادية المجردة التي لم تأخذ البعد التأصيلي الذي يفعل الثوابت والذي بموجبه انعكس على هويتها والبيئة المحيطة بها واصبحت تابعة يفرض عليها كل شيء مما جعلها متخلفة لم تستطع مواكبة ركب التقدم ولم تستفد مما حباها الله به من خيرات الا ما شاء الله وفي ظل هذه الاجواء سيطر العالم المادي المتقدم بكل الجوانب المادية سيطرة على الانتاج ووفرة البيئة والتقدم التقني والتكنولوجي وثورة المعلومات )الإنترنت( بالاضافة الى الاقتصاد العالمي ككل الذي بموجبه افرز لنا لغة فلسفية بما يسمى بالعولمة علماً بأنه لو استشعرت الامة المسلمة طيلة عصورها ولا سيما المتأخرة هذا المفهوم لأدركت ان الدعوة المحمدية هي السباقة الى ترسيخ هذا المفهوم كما قال الله سبحانه وتعالى )وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين( وهذا التوجيه الرباني موجه الى الأمة عامة لكي تسعد بهذه الرسالة وعمارة هذا الكون روحية ومادية باعتبار ان الاسلام اكتملت فيه جميع ركائز هذه الحياة من خلال هذا النبي العظيم الذي خاطبه الله سبحانه وتعالى في هذه الآية )اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا( نعم، لقد اكتمل هذا الدين من خلال نبي الرحمة الذي أتى ليرشد البشرية من عبادة العباد الى عباده رب العباد اذ يتضح لنا ان مفهوم العولمة في حياتنا الحاضرة ما هو الا علامة على تخلف الامة المسلمة مما جعل الكثير من الحكومات ولا سيما بعض الدول الاسلامية ترسخ هذا المفهوم في منتدياتها ومؤسساتها في خططها التنموية معلنة الاستسلام، متجاهلة ثوابت هذه الأمة ولكن نحمد الله ان ولاة الامر في هذه البلاد باعتبارهم يحكمون بشرع الله مدركون تماماً لمفهوم العولمة وما انبثق منها من مفاهيم اخرى تأخذ بعداً فلسفياً اخر كالتجارة الحرة بما يسمى بحقوق الانسان ومؤتمرات السكان والتنمية اخذين بعين الاعتبار البحث عن الحكمة أينما كانت انطلاقاً من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الحكمة ضالة المؤمن، فلهذا لم تستسلم لمفهوم العولمة على مصراعيه، بل مازالت تحاول وتوظف جوانب الحكمة فيها لخدمة ابنائها بصفة خاصة والأمة الاسلامية بصفة عامة.
والله الموفق والهادي الى سواء السبيل..
منصور إبراهيم محمد الدخيل
مكتب التربية العربي لدول الخليج

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved