أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 20th July,2001 العدد:10522الطبعةالاولـي الجمعة 29 ,ربيع الثاني 1422

تراث الجزيرة

القصيدة ليست للقبالي!!
في عدد سابق كتبت عن تاريخ بعض القصائد، وما تلاقيه من تحريف، قد يتخذ طابع الهوى وينهج أسلوبا احترافيا متعمدا أما من قبل الراوي أو المؤلف، وما بين يدينا الآن شاهد من تلك الشواهد العديدة، فدعونا نستعرض تلك القصيدة التي أوردها منديل الفهيد في كتابه من آدابنا الشعبية الجزء الثالث طبعة 1417ه ص147، ومحمد كمال صاحب كتاب الأزهار النادية الطبعة الخامسة ص149 ونقل منه حرفياً حمود النافع صاحب كتاب شعراء من الزلفي وهي كالتالي حسب رؤية ابن فهيد حيث قال من القصائد التي عارضت قصيدة دغيم الضحاوي التي مطلعها:


يا كليب شب النار ياكليب شبه
عليك شبه والحطب لك يجابي

قصيدة راعي القصر، قصر العشروات القبالي التميمي، وذكر محمد كمال وحمد النافع أن القبالي اسمه علي والقصيدة هي:


يا علي شب النار يا علي شبه
لا مال في مشمرخات الهضابي
باغٍ الى شبيتها واضلهبه
قلط ثلاثٍ لونهن كالغرابي
حنكيةٍ ما ينفعه لو تربّه
بلفودها تلقى سنا النار صابي
ياللي تقول النار كلٍ يشبه
الفرق بالمنبا ولين الجنابي
زادك وميسورك ولين المحبه
اخير من كبشٍ سمينٍ يجابي
ان سمح الباري وسانع مهبه
نقضب مكان الشب بين الغيابي
باغٍ الى من السنين اشلهبه
وجونا فزيع محتتين الزهابي
اظهرت للعطشان فرغ المصبّه
لزمالته بارض الخلا لا تهابي
صينية المرحوم يا علي ربه
وصوا بها الصانع بزين الربابي
دنياك ما عمّر بها تود ربه
الواحد اللي واعدك بالحسابي
النار دربه هين والمسبه
والطيب وعر والمراجل صابي
وش عاد لولك غرسٍ تقل عنه
دبسه يضجر مع عروض الجوابي
ما تنهج إلا في ذراعين خبّه
وخمسك وما مدت عينك يجابي

وأضاف عليها صاحب كتاب الأزهار النادية وشعراء من الزلفي هذه الأبيات:


يوم إن دلوك ما تقدا مصبه
عن الحوض عالت زلمت بالترابي
طيبي وطيبك بين رجليك ذبه
لاجت بهم فالله لك والحبابي
الضيغمي كل المراجل بعبه
وحنا نلقط ما وقع بالترابي

***
وأنا أقول وبالله التوفيق:
آل القبالي معروفين منذ القدم وهم أصحاب قصر العشروات، وينتسبون لآل حماد من ذرية العنبر بن عمرو بن تميم، وهم عائلة من مئات العوائل التميمية التي تسكن الجبلين منذ القدم وأشهرهم أهل قفار، الذي سجل لهم التاريخ الكثير من البطولات ليس هذا مقامها، وإنما أوردت هذه الكلام لأن المؤلفين يخنقون بعض الحقائق، وأقلها عدم نسب الشاعر لقبيلته أو التعريف به، ومن ثم إقحام اسمه في قصيدة ليست من بنات أفكاره. عزيزي القارئ المتذوق، القصيدة أعلاه ليست لعلي القبالي، لأنه لا يوجد في زمن دغيم الضحاوي من آل القبالي شخص يدعى علي، أضف لذلك لا يوجد بين آل القبالي شاعر ومن يعرفهم يجزم بذلك. ولو فرضنا أن هناك شخصا يدعى علي القبالي فهل يعقل أن ينادي ويخاطب نفسه بالقصيدة بقوله:


يا علي شب النار يا علي شبه
لا مال في مشمرخات الهضابي

من ناحية أخرى وبعد سؤالي لبعض الأطراف اتضح أنها لشخص يدعى ضيغم الشويني العنزي يسكن مع آل القبالي وقد ذكر منديل الفهيد أن هناك رواية تنسبها لشخص يدعى ضيغم، وهذا يؤكد كلامي.
مما سبق فأنا أنفي القصيدة عن القبالي للأسباب آنفة الذكر ولا أجزم بأنها لضيغم، لأن قرائن الاثبات لم تتوفر كما توفرت قرائن النفي.
**
ختاماً آمل أن يعاد النظر من قبل المؤلفين في قائل هذه القصيدة للوصول للحقيقة ليس إلا، فقد سئمنا من هذه التجاوزات.
عزيزي القارئ هذا نموذج من ضمن عدة نماذج سنتطرق لها لاحقا.
والله من وراء القصد.
فوزان الماضي
fozanalmadi@hotmail.com

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved