أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 21st July,2001 العدد:10523الطبعةالاولـي السبت 30 ,ربيع الآخر 1422

مقـالات

في السلوك المروري
يوسف القبلان
إن قيادة السيارة هي من الموضوعات التي يسهل الكتابة فيها لأنها واضحة أمامنا، وعملية نمارسها بشكل يومي فهي لا تحتاج إلى تحضير أو دراسة، كل ما عليك عمله هو ان تخرج بسيارتك الى احد الشوارع وسوف تكتشف عمليا الوضع الذي حرك الأقلام وملأ صفحات الصحف بالكثير من المقترحات والملاحظات.
ومن هذه الملاحظات ما يصل إلى درجة الايلام لأنه نوع من النقد الجارح وخاصة عندما يصدر من ملاحظ خارجي.
ويطيب لبعض العاملين من غير السعوديين الذين يعتقدون أنهم جاءوا من بلاد متحضرة (مروريا) الحديث عن سلوكنا المروري، والتندر حولها.
ونحن مثل معظم الناس يمكن أن نتقبل النقد الذاتي، ونسمح لأنفسنا بالسخرية من طريقتنا في القيادة ولكن عندما تأتي هذه السخرية من شخص خارجي فقد نقابل ذلك بمرارة وبغضب، حتى وإن كانت السخرية تشير الى مواطن ضعف نعترف بها.
ولعل من المفيد رغم قسوة الملاحظات الخارجية ان نستمع اليها في محاولة للمقارنة بما يتوفر لدينا من ملاحظات ومنها نخرج بحصيلة يستفيد منها المسؤول عن المرور، والسائق.
هذه الملاحظات كتبها أحد العاملين غير السعوديين الى صديقه غير السعودي أيضا على شكل رسالة ضمنها بعض النصائح المرورية، التي لن يغيب عن فطنة القارىء أنها مؤلمة، ولكن المثل يقول (ما حرك. دواك).
أرسل ذلك الأجنبي إلى صديقه النصائح الآتية:
إذا أردت الدخول الى شارع مزدحم بالسيارات.. أدخل بعيون مغلقة.
لا تقف عند الإشارة الحمراء إلا إذا وقفت السيارة التي أمامك.
إذا صدمتك سيارة أجرة فأنت تسوق ببطء.
إذا صدمك مواطن فأنت على خطأ.
إذا صدمت سائقاً غير مواطن فهو على خطأ.
إذاكنت تقود سيارتك في طريق جانبي وتريد الدخول إلى شارع رئيسي فلك الحق في الطريق.. فلا تتوقف إلا إذا اصطدمت بشيء.
عند التقاطعات.. إذا أردت أن تنعطف إلى اليسار فقف في المسار الأيمن وإذا أردت أن تنعطف إلى اليمين فقف في المسار الأيسر.
المرآة داخل السيارة يستخدمها السائق لتمشيط شعره أو إصلاح غترته!!
أما أنا فسوف أزيد من عندي الملاحظات الآتية:
إذا أردت أن (تفحط) فاتجه إلى الشوارع الداخلية في الاحياء، ولن تجد من يوقفك!
إذا أردت التجاوز، فيمكنك بسهولة تحقيق ذلك، حتى في الطريق السريع، فإذا كان المسار الأيسر السريع لا يكفيك استخدم (الكتف) لأنك بحاجة إلى سرعة أكبر!!
لا تقدم النصيحة أو العتب لأي سائق وقد تنهال عليك كلمات لا ترغب في سماعها خاصة أمام أطفالك.
استخدم الهاتف الجوال عند الإشارة وفي الخط السريع، فهو وسيلة مساعدة للتركيز، والتقليل من الحوادث.
عند التقاطعات داخل الأحياء لا تتوقف لان وقوفك يدل على أنك مثالي، وهذا أمر مثير للضحك!!
داخل الأحياء، يمكنك قيادة السيارة بالسرعة المحددة للخط السريع.
عند الدوار فإن الطريق يكون من حقك دائما.
بعد تلك الملاحظات والنصائح القاسية نقول وبدون بحث علمي أنه لو أمكن تتبع سلوك قائد السيارة الذي يرتكب المخالفات فسوف نجد انه هو نفس الشخص الذي يمارس ما يلي:
عدم الانتظام في صف الانتظار.
قراءة الصحف في المحلات التجارية إلى جانب لوحة (ممنوع القراءة).
التدخين في الأماكن الممنوعة.
رمي الفضلات في الشارع.
عدم احترام كبار السن.
عدم احترام العلاقات الأسرية.
عدم الانضباط في العمل.
عدم احترام حقوق الآخرين.
معنى هذا ان السلوك المروري هو جزء من الشخصية المتكاملة للانسان وليس سلوكا طارئا، أو غريبا على السلوك العام.
إذا اتفقنا على هذا الرأي فقد يكون من المناسب إعطاء المخالفين في قيادة السيارات برامج تدريبية في مجال السلوك الإنساني بشكل عام والسلوك المروري بشكل خاص وقد يتطلب الأمر مدة من الزمن مع مجموعة مماثلة في مكان واحد كنوع من العلاج الجماعي الذي يساعد فيه المشاركون بعضهم البعض من خلال تبادل التجارب واستخلاص العبر والدروس، والعمل من اجل التوصل إلى حلول مشترك تصدر منهم نتيجة إقامة حوار مفتوح وصريح.
هذا النوع من العلاج لكي ينجح لابد فيه من وضع أهداف محددة لكل مشاركة بحيث يصل في نهاية البرنامج الى تحقيق هذه الأهداف ومنحه شهادة تثبت ذلك.
هذا النوع من العلاج يشبه علاج مدمني الكحول من حيث الأسلوب لأن قيادة السيارة بطريقة مخالفة للقواعد المرورية قد يصل إلى درجة الإدمان الذي يحتاج إلى علاج.
إنه علاج نفسي قد لا يكون مرغوبا في البداية ولكن لو تم تجريبه فقد يؤدي إلى نتائج مذهلة.
إن هذا الاسلوب لن يقتصر على مجرد تبادل الاحاديث والقصص، وإنما يمكن استثماره لعرض أفلام واقعية عن حوادث السيارات وكذلك استضافة متحدثين من أفراد المجتمع المؤثرين، أو أصحاب التجارب.
ان من شروط نجاح هذا البرنامج وجود الانضباط، فالمشارك الذي لا يكمل كافة عناصر البرنامج او يتغيب عن الحضور لا يمنح شهادة إكمال البرنامج وبالتالي يمكن الاحتفاظ برخصة القيادة الخاصة به حتى يكمل البرنامج بنجاح.
وإذا أردنا مزيدا من الضبط والانضباط فقد نفكر في وضع لاصق في السيارات يوضح إن هذا السائق (تحت المراقبة) ولنتذكر أن موضوع ربط الحزام لم يتم تطبيقه بنجاح بواسطة برامج التوعية فقط. وإنما بسبب الجدية في التطبيق.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved