أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 21st July,2001 العدد:10523الطبعةالاولـي السبت 30 ,ربيع الآخر 1422

الثقافية

الغربال
أ.د. عبدالله بن محمد بن حسين أبوداهش*
قال القاضي أحمد بن حسين المفتي الإبي (000 1294ه):
لشدا تحرّك من شذاه ما سكن
فصبا لعهد صِبا وحنّ إذا سكن(1)
وقد استدرك عليه المؤرخ القاضي عبدالله بن علي العمودي (1278 1398ه) بقوله: «سبقه الى هذا المعنى ابن سبط التعاويذي الشاعر المشهور بقصيدة يمدح بها الإمام المستضيء، وذكر فيها فتوح اليمن على يد أخي صلاح الدين، وهلاك الخارجي بها، وأول القصيدة:


قل للسحاب إذا مرت
ه يد الجنائب فارجمن
عج باللوى فاسمح بدمع
ك للمعاهد والدمن
يا منزل الأنس الجمي
ع وملعب الحي الأغن
سكنت بك الآرام من
بعد الأحبة والسكن
أين استقلت بالحبي
ب ركابه ومتى ظعن
شوقي المغرّب شردت
ه يد البعاد عن الوطن
ولقد عهدتك والزما
ن بشملنا يك ما فطن(2)

قلت: يبدو لي أن عدداً من شعراء النونيات الذين أتوا من بعده قد تأثروا بهذه القصيدة، وصدروا عن معانيها وألفاظها، حيث اتخذها أولئك الشعراء محور أساس تدور حوله قصائدهم في القاموس اللفظي الشعري والقوافي، فهي بحق أقواس دائرة تدور حول محور واحد، وحيث ان ابن سبط التعاويذي أسبق هؤلاء الشعراء جميعاً فهو صاحب الريادة في هذا الميدان.
ومن أولئك الشعراء المقلدين شرف الدين اسماعيل بن أبي بكر المقري (754837ه) في قصيدته:


أحسنت في تدبير ملكك يا حسن
وأجدت في تحليل أخلاط الفتن(3)

ومنهم: السيد المرتضى الوزير (758 822ه) في قصيدته التي يقول فيها:


كل له شجن ومالك في العلا
شجن سوى الإصلاح يالك من شجن
ولأنت في الإسلام رأس واحد
والرأس مهما اعتل يتبعه البدن(4)

ومن أولئك أيضا القاضي عبدالرحمن بن عبدالله باكثير الذي يقول:


حب السهاد الجفن والنار الحشا
والشيب والسقم المفرق للبدن
وغدا له وسط الفؤاد مخيم
والصبر ولّى والتسلي قد ظعن(5)

ومنهم المفتي الإبي الذي سبق والسيد القاضي أحمد بن عبدالفتاح الحازمي (1333 1410ه) الذي يقول:


قل لابن ود والوليد ومرحب
والحاملي رايات عباد الوثن
هل صادفوا قرنا شجاعا باسلاً
أم هل حمى الأعداء منه بالمجن؟
لم تلقه متململاً في غزوة
إلا بمحراب إذا ما الليل جن(6)

الحواشي:
(1) عبدالله أبوداهش. «النونيات» 68.
(2) أحد مجافيعه، وانظر «وفيات الأعيان» لابن خلكان 7/160، 161.
(3) عبدالله أبوداهش، كتابه السابق 43.
(4) المصدر نفسه 52.
(5) المصدر نفسه 59.
(6) المصدر نفسه 78.
* رئيس قسم الأدب والبلاغة والنقد أبها .


أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved