أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 29th July,2001 العدد:10531الطبعةالاولـي الأحد 8 ,جمادى الاولى 1422

مقـالات

الأمير فهد بن سلمان
عائض الردادي
هاتفني الأمير فهد بن سلمان رحمه الله يوم الأحد 24/4/1422ه وما كنت أظنه كلام مودع، كانت كلماته تتدفق رقة وأدبا وتواضعا، أخبرني انه سيقوم مساء ذلك اليوم بزيارة الى رماح وانه سيقدم تبرعا ماليا للجمعية الخيرية هناك وان رغبته إذا بث الخبر ألا يُعلن مقدار التبرع بل يكتفي بتبرعه بمبلغ مالي.
كان بامكان الأمير فهد ان يكلف من يهاتفني في وكالة الأنباء السعودية ويملي عليَّ خبرا معدا سلفا ولكن حرصه على عدم اعلان المبلغ دفعه لأن يكلم بنفسه وكانت كلماته تسيل رقة حتى أحسست كأنه يرجو.
ما زالت كلمات الأمير فهد ترن في أذني وهو يكلمني مباشرة دون سنترال ليقول: أنا فهد بن سلمان سأقوم اليوم بكذا وأرجو يا دكتور ان يُكتفى بالاشارة الى التبرع دون تحديده وفي يوم الأربعاء الماضي 4/5/1422ه تلقيت مهاتفة في الوقت نفسه من زميل في الرياض يستسفر عما أشيع في الرياض عن وفاة الأمير فهد بن سلمان، وعما اذا كان الخبر صحيحا وعما اذا كان قد وصل بيان حول ذلك لوكالة الأنباء وبعد دقائق وصل البيان الذي يعلن الحقيقة بانتقاله الى رحمة الله.
هكذا رحل فهد بن سلمان بهدوء الى دار القرار، وكان من آخر أعماله الخيرية هذا التبرع للجمعية الخيرية في رماح، أما العمل الذي كان من أعمال حسن خاتمته فهو سهره طوال الأشهر الماضية على خروج الجمعية الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي الى حيز الوجود فقد عمل بدأب على وجودها حتى أعلنت في حفل رسمي حضره الأعضاء المؤسسون برعاية كريمة من والده صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أعظم الله له الأجر، وألهمه الصبر والسلوان.
قرأت مرة لقاء صحفياً معه تحدث فيه عن بره بوالدته ورعايته لها، وألمه لألمها وهي تعاني من المرض، فعرفت من ذلك اللقاء مقدار ما في قلب ذلك الرجل الراحل من عواطف الإحسان وحب لأعمال البر.
هكذا رحل فهد بن سلمان كما رحل وسيرحل بعده كثيرون، ولكن الباقيات هي الأعمال الصالحات ومن أبرزها الجمعية الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي، التي يتولى أمانتها وستفقد بغيابه رجلا له أكبر الأثر في وجودها ورعايتها، ولكنها ستبقى له صدقة جارية حين انقطعت عن الأعمال ولعل الجمعية تعمل على ما يخلد ذكره.
العزاء ليس للأمير سلمان وحده الذي نعلم ما يعانيه قلب الوالد من مرارة الأسى وألم الفراق، وليس لوالدته التي يتقطع قلبها على ابن بار بها ولكنه لنا جميعا لكل من يحب أعمال الخير حينما رحل من يرعى أعمال الخير.
فهد بن سلمان سيبكيه كل من يتألم من ألم الفشل الكلوي، فهو قد عمل على زراعة كلية لهذا وتأمين جهاز غسيل لذاك، وتأمين أجهزة لمن هم في حاجة اليها، وعلى مثل فهد بن سلمان فليبكِ الباكي.
رحم الله فهد بن سلمان وألهم الأمير سلمان بن عبد العزيز ووالدته واخوته وبنيه الصبر والسلوان وعوض الله عنه بلاده خيرا.

أعلـىالصفحةرجوع








[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved