أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 29th July,2001 العدد:10531الطبعةالاولـي الأحد 8 ,جمادى الاولى 1422

تغطية

فقيد الوطن
د. عبد الإله بن سعد بن سعيد
انتقل الأمير فهد بن سلمان الى رحمة الله وانتشر خبر وفاته في كافة البلاد وعندما سمعت نعيه وكنت خارج الوطن صرت اردد قول المتنبي:


طوى الجزيرة حتى جاءني خبر
فزعت فيه بآمالي إلى الكذب
حتى إذا لم يدع لي صدقه أملاً
شرقت بالدمع حتى كاد يشرق بي

أخذت القلم لأكتب ويداي ترتعشان خوفاً رهبة وحباً لذلك الرجل الطيب التي اجتمعت فيه كل صفات الشهامة، والكرم والسخاء، والطيبة، والعطف، والحنان، والمحبة. اكتب وأنا اعرف انني لن اوفي الرجل حقه مهما كتبت ومهما عددت كان من اهم صفاته رحمه الله عدم محبته للظهور الاعلامي الا ما ندر واضطر اليه اضطراراً. فمن منا شاهد في يوم من الايام صورة الأمير الراحل في الصحف اليومية. لقد كان قليل الظهور ويحرص على ذلك رحمه الله.
ومما يؤكد ذلك لي أنه بعد وفاته اتصل بي كثير من الاصدقاء والزملاء يسألون هل تعرف الأمير الراحل؟ ما شكله؟ ما صفاته؟ وكم عمره؟ ويؤكدون انهم لم يشاهدوا له صوراً في الاعلام.
هذه صفة وسمة من سمات اهل الخير الذين يعملون بصمت وبنية صادقة وخالصة لوجه الله تعالى لا يريدون جزاء ولا شكورا الا من رب العالمين. كان رحمه الله يستمتع ويتلذذ بمساعدة الاخرين وكان حينما يعطي أو يقدم خدمة انسانية يبتسم ابتسامة الفرِح المسرور كأنما هو الذي حصل على هذا العطاء أو تلك الخدمة. كان رحمه الله يحمل بين جنبيه قلبا طيباً سليم النوايا نقي السريرة وكان سمحاً محبا لا يرد طلباً لاحد مهما كانت الظروف والاسباب ويتألم كثيراً اذا لم يُحقق الطلب. قبل عشر سنوات ذهبت الى سموه رحمه الله ودعوته لحضور احدى المناسبات الاجتماعية ولكنه اعتذر مني بلباقة وكان يشرح لي بأنه مسافر وهو يتألم من عدم قدرته على تلبية الدعوة. ومرت الايام وصرفتني الصوارف عن اللقاء بالأمير رحمه الله وبعد سبع سنوات التقيت بسموه رحمه الله، في احدى المناسبات في المنطقة الشرقية وبعد ان سلمت عليه قال هل لازال في نفسك شيء من عدم تلبيتي لدعوتك قلت وأنا لا أتذكر متى كانت الدعوة أصلاً وفي اية مناسبة ابداً ايها الامير كنت مقدراً لظروفك، ومتفهما لمشاغلك. الا يكفي هذا ان يكون سببا لمحبة الأمير رحمه الله.
مات فهد بن سلمان وترك في الكرم والسخاء والصدق والنزاهة ثلمة لم ترتق الا بعد فترة طويلة من الزمن.رحمك الله ايها الأمير الاريب رحمة واسعة واسكنك فسيح جناته «قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا» وعزاؤنا لسمو سيدي الأمير سلمان بن عبد العزيز ولإخوته جميعاً ووالدته واخته ولابنائه الكرام وبناته والله المستعان. وإنا لله وإنا إليه راجعون.

أعلـىالصفحةرجوع








[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved