أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 29th July,2001 العدد:10531الطبعةالاولـي الأحد 8 ,جمادى الاولى 1422

تغطية

جبر الله مصابك ومصيبتك
ناصر عبد الله الفركز
شدّ الله أزرك يا أبا فهد بالصبر الجميل والاحتساب لوجه الله تعالى وأعانك بالإيمان واليقين على وقع الحادث الجلل.
«وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون. أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون».
إن الأمير فهداً ابنك وابن هذا الوطن الغالي أعطى ما شاء الله له أن يعطي وفق النواميس الربانية التي تحدد الأعمال والآجال. عاش عمره متمتعاً بسجاياً وصفات سمت به ومعه في حياته وستبقى ذكرى خالدة بعد مماته، فهو رحمة الله عليه علم مضيء وسيرة معطرة بأريج الحب والشهامة والوفاء والفضيلة، حباه الله تعالى خلقاً رفيعاً وتواضعاً جماً وسماحة وشهامة تجاه من يعرفه ومن لا يعرفه، ووهبه الله منزلة سامقة في أفئدة الناس بكافة لا يبلغها إلا أولو العزم والهمم التي تسمو بأصحابها إلى مراتب المجد والخلود.
الفقيد الغالي صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلمان بن عبدالعزيز رحل عن دنيا الفناء حاملاً دعاء أصحاب الحاجات والمعسرين الذين قصدوه ورسم البسمة على وجوههم والأيتام والأرامل الذين مسح الدموع عن أعينهم والمرضى الذين تكفل بعلاجهم داخل وخارج المملكة ناهيك عن دعمه للجمعيات الخيرية وتفقد أحوال الأسر المحتاجة وإعتاق الرقاب وإسداء المعروف للناس أجمعين «ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم».
لقد سعدت بمعرفة الراحل العظيم قبل اثنتين وثلاثين سنة (1390ه) عندما عينت مدرساً في معهد العاصمة النموذجي وكان سموه يرحمه الله في حينه في الصف الثالث المتوسط، رأيته شاباً يطفح حيوية وبشراً ويختزن تجارب وخبرات وثقافة تفوق سنه.
جاد في دراسته وتحصيله، يحترم معلميه وزملاءه ويعامل الكل بدرجة متساوية، لا تفارق البسمة محياه، إن حدثك أسرك بحديثه الممتع، وإن حدثته أصغى إليك بأدب أبناء الملوك، يحترم الرأي الآخر ويناقش بالمنطق والحجة دون أن يفرض وجهة نظره على محدثه.
وبعد تخرجه في معهد العاصمة النموذجي وعودته إلى المملكة من الولايات المتحدة بعد انتهاء دراسته العليا وتقلده مناصب رفيعة في الدولة ظل رحمه الله وفياً للمعهد والعاملين فيه يزوره بين الحين والآخر كلما سنحت له الفرصة ويسأل بإلحاح عن مدرسيه وزملائه وكل من عرف في المعهد من إداريين وفنيين ومستخدمين دون استثناء قاضياً لحاجاتهم متفقداً أحوالهم.
عاش أبو سلطان يحمل قيم الرجولة والحب لوطنه ومواطنيه وذرفت الدموع عند سماع نبأ وفاته من كل شرائح هذا الوطن الوفي ولكن عزاءنا جميعاً بأنه سلالة شجرة مباركة تمد الوطن بالرجال الأفذاذ على الدوام .
إننا مؤمنون بقضاء الله وقدره وتلك سنة الله في خلقه «كل نفس ذائقة الموت»، «إنك ميت وإنهم ميتون».


وما المال والأهلون إلا ودائع
ولا بد يوماً أن ترد الودائع

نسأل الله تعالى أن يجمِّل والده المؤمن «الأمير سلمان بن عبدالعزيز» بالصبر والثبات وأن يعين والدته الكريمة وأشقاءه وأبناءه على مصابهم الجلل والحمد لله على ما قدّر وحكم. «إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب».

أعلـىالصفحةرجوع








[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved