أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 2nd August,2001 العدد:10535الطبعةالاولـي الخميس 12 ,جمادى الاولى 1422

مقـالات

الفرح والحزن عند عبدالعزيز بن سلمان
د. محمد بن سليمان الأحمد
قابلت الأمير عبدالعزيز بن سلمان لأول مرة أثناء أزمة احتلال دولة الكويت الشقيقة إذ كان يستضيف في قصره لقاءات اسبوعية تجمع العديد من أبناء المجتمع بينهم أساتذة الجامعات، ورجالات الصحافة والأدب وبعض المسؤولين، وكان يتم في هذه اللقاءات مناقشة مختلف الموضوعات الأدبية والثقافية والاجتماعية بكل وضوح وبساطة، وكانت تلك المناقشات وخصوصاً مع الوزراء تتم فيها المكاشفة والمصارحة.
ثم عملت مع أكثر من مائة أستاذ جامعي تحت رئاسة سموه الكريم خلال المنتدى العالمي السابع للطاقة، وكان الأمير عبدالعزيز يدير الأعمال التنظيمية والتحضيرية لهذا المنتدى بكل جدارة حتى تحقق للمملكة نجاح على المستوى الدولي غير مسبوق.
في أيام وليالي المنتدى الدولي للطاقة كنت أرى عبدالعزيز بن سلمان وهو يواصل الليل بالنهار من أجل نجاح المنتدى، وعندما تحقق ما يصبو إليه ابن سلمان من نجاح للوطن ولابناء الوطن كان الفرح والابتهاج بكل معانيه ظاهراً على كل ملامح سموه، ولم ينسب هذا التفوق لنفسه رغم ما بذله من جهد، بل نسبه أولاً وأخيراً للعاملين معه من منسوبي وزارة البترول والثروة المعدنية والمتعاونين معها من الجهات الأخرى.
هذه صورة من صور الفرح التي رأيت الأمير عبدالعزيز بن سلمان يتفاعل فيها مع أفراح الوطن.
ولكن يوم الخميس قبل الماضي رأيت الأمير الشاب والحزن يخيم عليه، بل يخيم على الرياض العاصمة وعلى كل الوطن وعلى كل مواطن، فقد أعلن في اليوم الذي سبقه عن وفاة أمير الخير، والأعمال الخيرية شقيق عبدالعزيز بن سلمان، وقبل ذلك نجل أمير الرياض وابنها البار سلمان بن عبدالعزيز، الذي له في قلب كل شاب وطفل سعودي مكانة الأب وفي قلب كل رجل وامرأة من أبناء المملكة مكانة الأخ العزيز.
خلال الأسبوع الماضي تبينت لكل من يعرف عبدالعزيز بن سلمان صورة جديدة، إنها صورة الحزن الذي ظهر على كل ملامح هذا الأمير لقد. بان الحزن رغم الإيمان بالقضاء والقدر عليه وهو يحمل نعش شقيقه، وبان الألم على سموه، وعلى والده الكريم وعلى كل اخوانه وهم يستقبلون آلافا بل مئات الآلاف من المعزين والذين توافدوا طوال أيام العزاء خلال الأسبوع الماضي على قصر أمير الرياض المحبوب من العاصمة ومن مناطق المملكة، بل ومن خارج بلادنا لتقديم العزاء في العزيز على الجميع فهد بن سلمان بن عبدالعزيز.
رحم الله فهد بن سلمان الذي تعلم من والده الكريم الكرم بكل معانيه والوفاء بكل معانيه ، وفعل الخير، والسعي من أجل أن تسود كل بلادنا المحبة والمودة. الأعمال الخيرية عند فقيد الوطن لا تحتاج إلى شهادة فقد أكدها كل المصابين بفشل كلوي وكل المحتاجين إلى غسيل كلوي فقد كان فهد بن سلمان رحمه الله معهم يحس بآلامهم ويسهر للعمل من أجل راحتهم، ويبحث عما يحقق لهم السعادة والراحة ويزيل عنهم آلام المرض وأوجاعه.
لقد كانت السيول العارمة من البشر المتوجهة إلى قصر ابن الرياض البار وأميرها المحبوب للتعزية في أمير الخير والمكرمات فهد بن سلمان، خير دليل على ما يكنه كل مواطن سعودي وعربي ومسلم من محبة وإجلال وتقدير للأسرة السعودية المالكة، بشكل عام ولسلمان بن عبدالعزيز وأبنائه على وجه الخصوص.
العزاء في فهد بن سلمان للوطن كل الوطن ولكل مواطن في أرجاء الوطن وقبل ذلك لوالده الكريم ولوالدته الصابرة المحتسبة ولإخوته الإعزاء ولحرمه المصون ولابنائه البررة و«إنا لله وإنا إليه راجعون».
ندعو الله أن يعوضه في شبابه الجنة، وأن يسبغ علينا نحن وكل المكلومين بفقده الصبر والسلوان وأن يجمعنا به مع الصديقين والشهداء والصالحين إنه بالإجابة جدير. «وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون».

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved