أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 2nd August,2001 العدد:10535الطبعةالاولـي الخميس 12 ,جمادى الاولى 1422

مقـالات

أحسن الله عزاءنا وطناً ومواطنين في فهد بن سلمان بن عبدالعزيز
العميد/ علي بن هادي البشري
ما شهدته عيناي ووعاه قلبي في الرياض إبان أيام العزاء في فقيد الوطن والشباب صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلمان بن عبدالعزيز عليه رحمة الله كان واحداً من مشاهد الحياة التي لا تُمحى من الذاكرة مدى العمر.. لم يكن مجرد صورة فوتوغرافية يرسمها الخيال من واقع مشاهد فتنطبع في الذاكرة، إنها صورة مشهد لمعانٍ تزاحمت وتداخلت وتمازجت بمشاعر وعواطف إنسانية هي في الحقيقة بطانة وجداننا الإنساني نحن السعوديين تعبِّر عن مواقفنا التي نتلاحم فيها أميراً وخفيراً، كبيراً وصغيراً، فتبلور للرائين عمق ما نحن عليه من أخوة وترابط ووحدة وتفاعل مع كل حدث يفرحنا أو يحزننا.
نعم ما شهدته في الرياض التي تُرى في كل جزئية منها بصمة لأميرها سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله كان دليلاً على الفجيعة التي دهمتنا بوفاة الأمير فهد بن سلمان رحمه الله .
حشود بشرية تزاحمت في قصر الأمير سلمان على سعته حتى ضاق بها المكان وإن لم تضق بها المشاعر والأحاسيس والمعاني الدالة على هذا التزاحم.
جاءت تلك الحشود تعبيراً تلقائياً عن أكثر حالات الوجع الإنساني بفقد عزيز غالٍ كالأمير فهد بن سلمان.
فقد كان الفقيد شكلاً وجوهراً صورة حيّة وناطقة لأبيه الإنسان سلمان في سلوكه وعمله وتعامله، في همومه واهتماماته، وبذلك نال من كل الناس نفس حبهم لأبيه نفس آمالهم فيه ورجاءاتهم فيه وطموحاتهم المستقبلية في رؤاه للغد المرجو لوطنه ولمواطنيه.
كان الأمير فهد رحمه الله أكثر الوجوه الإنسانية صفاء بما تدل عليه من إنسانية مفرطة يستجيب بها لكل داعي خير نفراً أو جماعة أو هيئة أو جمعية، يعطي بلا مَنٍ.
ولهذا أحبه الناس كما أحبوا أباه، فصدق عليهما معاً الحديث الشريف: )إذا أحب الله تعالى العبد نادى جبريل إن الله تعالى يحب فلاناً فأحببه فيحبه جبريل فينادي في أهل السماء أن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض( متفق عليه .
فأي دليل على حب الله لعبده من حب الناس له.. وأي برهان أدل على القبول في الأرض من عمل الخير والعطاء غير المحدود وبلا مَنٍ أو رجاء لغير رضا الله وثوابه..
وأي تعبير عن هذا القبول وعن العرفان بحسن الصنيع وأثر عمل الخير في الناس من هذه الحشود البشرية التي شاركت في العزاء، بل في الحزن والألم والدعاء للفقيد بالمغفرة والرحمة والرضوان عند الله؟
رحم الله الأمير فهد بن سلمان وألهمنا جميعاً فيه الصبر والسلوان.
الداعي لكم ولأسرتكم ولمواطنيكم بالصبر والسلوان.
مدير إدارة الحقوق المدنية بشرطة منطقة الرياض
أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved