أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 4th August,2001 العدد:10537الطبعةالاولـي السبت 14 ,جمادى الاولى 1422

الاخيــرة

أحسن العزاء لعاشق الرياض
فوزية عبدالله أبو خالد
إلى الوالد الأمير سلمان
أحسن الله عزاك وعظم الله أجرك في الفقد الفادح لابنكم البكر الأمير فهد
أحسن الله عزاء والدته وعظم الله أجرها
كما أحسن الله عزاء الدرعية وهضبة نجد وما ترامى من أطراف البلاد
وأكرم الله مثوى الفقيد وتغمده برحمته
لكل أجل كتاب والموت حق وكل نفس ذائقة الموت ولا اعتراض على إرادة الله. ومع ذلك فللموت سلطان ورهبة، ولخبره عندما يتخير أحداً من الأحباب مذاق اجتثاث القلب من بين الضلوع وطعم اقتلاع العيون من الوجه ونكهة موت أطرافنا ونحن بعد أحياء بما لا يقوى على مجاهدة آلامه المبرحة وطعناته العميقة إلا أولئك الذين حباهم الله حلاوة الإيمان وجملهم بنعمة الصبر.
ورغم ان مصاب الأمير سلمان في ابنه البكر قد لف حوله أبناء وبنات البلاد وخاصة أهل الرياض الذين عرفوا سلمان منذ أن وعوا أميراً للرياض ويعرفون ما يتقاسمه معهم من حب حر هذه المدينة وبردها إلا انه لابد سيشعر وعلى ما يصله يومياً من مئات كلمات العزاء بمدى عجز كلمات العزاء وإعلاناته وبرقياته عن إطفاء شرارة واحدة من جمر حريق الرحيل المفاجئ لشعرة الفؤاد، لابد ان عاشق الرياض يشعر في مجلس لايضم فهد ولا يتوقع طلته في أي لحظة ولو ضم المجلس ألوف المعزين والمواسين بأنه وحيداً تحرث روحه رياح الحزن من كل اتجاه وتعيث في صوره اظلاف الفراق الابدي وأنياب وحشة رحيل الابن الغالي.
وحده الأمير سلمان اليوم وأولئك الآباء والأمهات الذين فقدوا أبناءهم في صخب أو صمت الصروف يتوحدون في مشاعر لافحة لا ظية وإن تصبروا. ينثنون على جراحهم وسط المعزين ويتسترون على دموع عيونهم شيمة وإباء.
اما بعد ان تنفض جموع المعزين
وتخفت ما في الخارج من أضواء
فإن جذوة الفجيعة تعود للتوهج والاستعار من جديد كلما خطر طيف الغائب أو لاحت ذكراه في محاولة شرسة لقهر الغياب.
ولمثل هذه اللحظة الحارقة صبراً جميلاً يا أبا فهد وبالله المستعان.
لك أصدق العزاء وللفقيد خالص الدعاء ولله الامر من قبل ومن بعد.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved