أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 4th August,2001 العدد:10537الطبعةالاولـي السبت 14 ,جمادى الاولى 1422

منوعـات

وعلامات
سيبقى من يستحق البقاء.!
عبدالفتاح أبو مدين
* مقالة للدكتور عبدالله باقازي، في ملحق الأربعاء، الصادر بتاريخ 20 ربيع الآخر 1422ه، عنوانها: «ماذا سيبقى منهم»..؟! وحين نتجاوز عن مرجوع الضمير، في منهم لأنه لم يسبقه شيء يعود عليه، وهو تعبير خاطىء يمارسه بعض الكاتبين، نصل الى أسماء لأدباء كبار، ساقهم الكاتب، مثل: عبد الحميد الكاتب، الجاحظ، عبد الله بن المقفع وأبي العلاء المعري، وأسامة بن منقذ، أمين نخلة، ميخائيل نعيمة، جبران خليل جبران، جبرا إبراهيم جبرا، أحمد رامي، مصطفى محمود، نازك الملائكة، علي محمود طه، بدر شاكر السياب، صلاح عبدالصبور، غازي القصيبي.
* إنه حشد غير قليل لأسماء بارزة، عبر مراحل التاريخ، غير متقاربة زمناً ، والدليل على ذلك تلك الأسماء التي أتى عليها الكاتب.. ولست أدري ماذا يعني الكاتب بهذا السؤال الاستنكاري، لأولئك الأعلام؟
* إن حياة المرء محددة بأجله المحتوم.. لكن ليس تساؤل الكاتب حول هذا الجانب، لأن قضية الفناء أمرٌ مفروغ منها.! وهؤلاء المشاهير لهم آثار تدل عليهم إذاً هم باقون بما أنجزوا وأبدعوا، بدليل أننا ما زلنا نقرأ الشعر الجاهلي وصدر الإسلام وشعر ونثر العصور: الأموي والعباسي، ومرحلة الانحطاط، وعصر النهضة وما تلاها إلى اليوم.
* واذا كان الكاتب يعني ذاكرة الزمن، فالذنب ليس مرده أولئك الأعلام، الذين ذهبوا مع من بقي منهم.. إن طرح الأخ باقازي يذكرني بقول الإمام الشافعي: «نعيب زماننا والعيب فينا».!
* حينما يصبح مثقفونا منسيين يصبح العيب فينا، وفي تربية الأجيال، حيث تصبح سوء تربية ، والعيب كذلك فيمن يعلم الأجيال، في مختلف مراحل التعليم، بدءاً من الابتدائية حتى أكبر شهادة تمنحها الجامعات.
* ان النجاح الجزافي في الثانوية، الجامعات، مرده المناهج من جهة.. هذا بالقياس إلى التعليم العام. أما بالقياس إلى الجامعات، فإن الخلل في المعلمين، الذين لا يريدون أن يتعبوا طلابهم، لكي يوثقوا ما يكتبون إذا كانوا يكتبون شيئا.. ولذلك نرى الكثير من خريجي الجامعات مفلسين وأخواتهم يهتممن بزينتهن فقط، ولا جهد لهم ولا لهن في الدراسة يذكر.. ومع ذلك تعطى لهم شهادات النجاح. وهذا يعني ان الجامعات لا تعلم، وإنما يتخرج فيها أميون، بشهادات تعلن أنهم ناجحون.
* ونتساءل: فيم هم ناجحون؟ والجامعات لا تستطيع الرد على هذا الاتهام.. والشجاع ربما يقول: إن الضعف آت من التعليم العام..!
* إن وزر التقصير مرده سوء التربية والقصور والتقصير.! وأستنكر أن يلقى رجل يحمل أكبر الشهادات بهذا الاستفهام الاستنكاري، الذي يظهر فيه ما يشبه طي الماضي، ونسيانه، كأنه لم يكن ولعل مرد ذلك اعتبار الحياة وكأنها كسل وخمول، في مفاهيمنا العارضة.
* إننا إذا جحدنا فإن للتاريخ ألسنة، تحاجُّ وتجادل بمنطق الحق.. وإذا جاءت أجيال، حيل بينها وبين القراءة وأقامت قطيعة، مردها سوء تربية وضعف تعليم، فان ألسنة حال الأزمان عن أولئك الأعلام تردد: «تلك آثارهم تدل عليهم».
* إن كنوزنا الأدبية، وهي حية وباقية، ستظل كلماتها ومعانيها ترن في أذن العربي إلى ما شاء الله، لأن آثار المبدعين باقية، بدليل أننا نقرأها إلى اليوم، وقد مضى عليها خمسة عشر قرناً، وما زالت جديدة جلية حية، لم يمحها الزمن، لأنها قيمة، لأمة كانت قيمة، وصدق الله القائل: «فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض».

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved