أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 5th August,2001 العدد:10538الطبعةالاولـي الأحد 15 ,جمادى الاولى 1422

مقـالات

صراع بين حق وباطل
عبد الله العبد العزيز القنيعير
التعسف ضد الإسلام أصبح عملة رائجة في وسائل الاعلام الغربية.. وعند منظمات حقوق الانسان بل وفي الدراسات العلمية على غرار دراسة فرانسيس فوكوياما الذي قال في كتابه «نهاية التاريخ ومصير الإنسان» الذي يرى أن الحضارة الغربية سوف تكتسح العالم لتسجل نهاية التاريخ.. وإن « الإسلام نسق ايديولوجي متماسك مثل الليبرالية.. والشيوعية.. له مذهبه السياسي.. والاجتماعي.. ومرجعيته الأخلاقية.. وهو يحارب الديمقراطية الليبرالية» لذلك يتعين التعامل مع المواقف والطروحات المتشنجة بهدوء وثقة لأن هذا الموقف ينبع من احتمالين:
إما عدم فهم الإسلام ومعنى الشريعة وتنفيذ الأحكام بمقتضاها.
وإما أنهم يفهمون ولكنهم يتخيلون أن في ترديد ما يقولون مطعنا او نقطة ضعف لا ينبغي تضييع فرصة النفاذ منها لتحقيق أهداف سياسية او ايديولوجية او في أقل الأحوال تاريخية ثأرية!!
ورداً على الاحتمال الأول فان الواجب لفت الانتباه الى واقع تطبيق الشريعة والحكمة الالهية من وراء تطبيقها.. وضمانها لحقوق الإنسان.
أما الاحتمال الثاني فاني لا أستطيع أن أبرئها من حقد يعتمل في صدور العاملين فيها.. وصوره تفوق الحصر احداها استقبال رؤساء الدول الكبرى سلمان رشدي وكأنه.. أحد الأبطال.. أو الفاتحين الذي يدافع عن حرية الرأي وما هو إلا مستغل للعداء الكامن لدى الشعوب الجاهلة للإسلام إذ يرضي عداءهم للدين الإسلامي فيحتضنونه كبطل ورائد من رواد حرية الرأي! ويُنشر كتابه ويُترجم الى عشرات اللغات ما يعكس عدم احترامهم خصوصية الآخرين.. بل وحرصهم على الباسنا لباسهم.. وفرض انماطهم على غيرهم.. وسبيلهم الى ذلك هو تقويض الدعائم الأخلاقية والدروع والسياجات الإيمانية التي تحول دون هيمنة فكرهم.. ومن ثم اقتصادهم.. وسياستهم.. وثقافتهم على العالم.. والتمسح بالديمقراطية وحقوق الانسان ليس جديداً في محاولات تقويض من لا يسير في ركابهم، ويعمل على هديهم.
ولا مراء في أن منظمات حقوق الانسان وفي مقدمتها منظمة العفو الدولية تستهدف الإساءة الى الإسلام والمسلمين في كل مكان وتشويه صور الدول الإسلامية أمام الرأي العام العالمي.. ولذلك لا يمكن عزل ما تردده هذه المنظمات عن التوجه الغربي العام بوصف المسلمين بالإرهاب.. مع أن الإرهاب لا دين له ولا وطن يمارس عندهم وبصفة دائمة لكن الغرب يدرك ما يفعل ويؤمن بتآلف الأجزاء من أجل تحقيق هدف شامل وتأثير كلي متكامل.. فالفلسطينيون في نظر الغرب مجموعة من اللاجئين الارهابيين المتنازعين على أرض ليست لهم والحقوق المشروعة التي يتحدثون عنها ليس لها وجود!! ومحن الأقليات المسلمة لا تحظى بالاهتمام اللائق بها إنسانيا!! ولا يحرك مشاعرها خمسة ملايين لاجئ.. وعشرون مليون مشرد في افريقيا بسبب النزاعات الدموية.. والحروب الأهلية.. وتنسى ملايين الأطفال والنساء والمسنين الذين يموتون في الصومال.. وأفغانستان.. والبوسنة.. وكوسوفا.. وبورما.. وكشمير.. والسودان.. ورواندا.. وغينيا.. وتوجو.. وأنجولا.. وليبيريا.. لأن الغرب صنع لهم خرائط زائفة.. ومزق قبائلهم.. ووضع الحدود المصطنعة في أراضي آبائهم وأجدادهم.. واستنزف مواردهم.. وامتص دماءهم.. ورسم لهم خرائط ملغومة كلها نقاط اشتعال قابلة للانفجار بين فينة وأخرى حسب الاحتياجات.. والضرورات.. والظروف.. وهي ظروف بيع سلاح أو ضغط على منطقة أو ترويج سلع أو احتواء أمة!! وأعجب أشد العجب إزاء غيرة منظمات حقوق الانسان واهتمامها.. وتركيزها.. وحماسها.. واندفاعها.. واستمرارها.. وإخلاصها الشديد في الدفاع عن مجرم يواجه مصيرا اختاره بيده يوم اختار الاجرام طريقا ونهاية يعرفها مقدماً عندما ارتكب جريمته التي فكر فيها وخطط لها.
algnaieer@yahoo.com
ص ب 3434 الرياض 11471 فاكس 4785339 01

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved