أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 5th August,2001 العدد:10538الطبعةالاولـي الأحد 15 ,جمادى الاولى 1422

مقـالات

أحزانُك يا أبا فهد أحزانُنا
الشيخ سليمان بن عبدالله آل مهنا
الحمد لله الذي كتب الفناء على أهل هذه الدار، وصلى الله وسلم على نبيه محمد وآله وأصحابه الأطهار أما بعد:
فقد فجعت البلاد قبل أيام بوفاة أحد أبنائها البررة، وشبابها المتوقِّد إخلاصاً ونبلاً، حين رحل إلى الدار الآخرة صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلمان بن عبدالعزيز رحمه الله تعالى رحمة واسعة.
لقد كانت الفاجعة كبيرة بحجم الأمير الراحل الفذ، وكبيرة بحجم والده الأمير المكلوم الذي امتلأت القلوب محبة له وإجلالاً ومهابة وتقديراً. وترددت العقول والقلوب بين حزن على فراق «فهد» وحزن وإشفاق على الأب «سلمان» الذي أصيب في فلذة كبده، وكلنا في هذا الموقف «سلمان».
كان الأمير الراحل يرحمه الله متوقِّد الذكاء، بشوشاً، ذا أدب جمّ، تخاله في كثير من خصاله وطباعه أباه الشهم «سلمان» فقد اكتسب منه صفات كثيرة، لعل أهمها عزوفه عن الدنيا وانصرافه عن السعي في طلبها والتزيّد منها وما جُبل عليه رحمه الله من سخاء بالغ، وخلق فاضل، وأدب جمّ فأحبته القلوب، وعظّمته النفوس، فلا غرو إذاً ان تذرف المآقي، وتبكي الحناجر، وتحزن القلوب، يوم ترجَّل هذا الأمير الفتى مودعاً عالم الدنيا.
إن الرحيل عن هذه الدار أمر محتوم، ومصير لا مفرّ منه، كما قال الحق جل شأنه: «كل مَنْ عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام». ولنا في رحيل خير الخلق أجمعين محمد صلى الله عليه وسلم أكبر السلوى والعزاء وليس للمرء سوى الصبر والاحتساب فينال بهما الأجر والثواب كما قال سبحانه: «ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشِّر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون».
فالعزاء إلى الأب الصابر «سلمان» الذي عرفناه في الشدائد قوياً وعند البلاء صبوراً، وإلى والدة الفقيد وإخوانه وزوجه وأولاده، وإلى الأسرة المالكة الكريمة والحمد لله على ما قضى، وله الشكر على ما أبقى، ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.
* رئيس المحكمة الكبرى بالرياض

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved