|
| مقـالات
الكل بصادق الإيمان يعلم أن الأعمار ودائع مستردة، لكن نوادر الرجال، مثل فهد، لا يغيبهم الموت حتى وإن افتقدنا أجسادهم ومجالسهم. إن ذكرى فهد باقية بيننا، يحسُّها الأب والأم والأبناء والإخوان والزوجة وكل أقرباء النسب والرحم فلهم جميعاً أحسن العزاء وعاجل السلوان، ويحس بذكراه جميع أصدقائه وأصحابه الذين عرفوا فيه جم التواضع، ودماثة الخلق ورحابة الصدر، وبشاشة اللقاء فلهم من العزاء جزيله، ويحس بذكراه كذلك تلك الأسر التي حَنا عليها وغَمَرَها بفضله فسدَّ عوزها وقضى حاجاتها فلها أيضاً حقها من العزاء.
عَرَفَتْه سبل الخير وأعمال البر، ومناهج الإحسان، فقد كان أحد أطواد الخير يلجأ إليه الفقراء والمعوزون وذوو الحاجة ولا يزال هذا الطود قائماً أشم يتجسد في والده، أمد الله في حياته، وفي إنجاله وإخوانه وهكذا تحفظ ذكراه بهم.
إننا لم نفقد فهداً فهو في أذهاننا ذكرى عطرة، وأعمال خير بارزة، وصدقات جارية، أما جسده فهو أمانة استردها بارئها وكلنا أمانات سوف تسترد يوماً، والفقيد حقاً من الخلق هو الغائب بجسده وذكراه أما فهد فذكراه تملأ جوانحنا وتضيء ربوعنا فهو لم يبرحنا بروحه وإن كان سبقنا بجسده إلى رحمة الله الواسعة فنحن على أثره مقتفون، «إنا لله وإنا إليه راجعون».
|
|
|
|
|
