أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 7th August,2001 العدد:10540الطبعةالاولـي الثلاثاء 17 ,جمادى الاولى 1422

مقـالات

على مثل فهد فلتبك البواكي
صالح محمد الجاسر
الموت حق على الجميع لن يستثنى منه أحد مهما بلغت صحته او سطوته او ماله فهو طريق الكل سائرون عليه.. وحين يموت الانسان لا يبقى له سوى العمل الصالح الذي قدمه فهو الشفيع له حين لا ينفع مال ولابنون الا من أتى الله بقلب سليم.
ومن علامات الخير التي يستدل بها الناس على من يصطفيه الله تعالى الى جواره ما يذكره الناس عنه من عمل خير وسعي الى الصلاح والاصلاح وتلمس حاجات الناس، ولهذا فالناس شهداء لله على خلقه فمن قدم عملاً خيراً سيجده عند المولى القدير كما سيجد أثره بين الناس بالذكر الحسن وبالتحسر والأسى على فقده رغم علم الجميع ان هذا لا يرد منية ولا يمنع أمرا قدَّره الله.
لقد كان فهد بن سلمان رحمه الله قدوة في حياته وقدوة في موته.. قدوة في حياته بما اتصف به من كريم خصال وتواضع وكرم وأريحية وعطف على الصغير والكبير وتلمس لاحتياجات الناس.. وقدوة في وفاته لما يراه الناس من حب كبير وتأثر ممن عرفه ومن لم يعرفه، فالكل تأثر بموته والجميع يدعون له بالمغفرة والرحمة جزاء ما قدمه من عمل كان الكثير منه غير معروف للناس فهو لم يكن ممن يعمل ليذكر او يشكر، بل من الذين يعملون الخير ليوم لا ينفع فيه الا العمل الحسن.
لقد كانت وفاة الأمير فهد بن سلمان فاجعة مؤلمة ليس لوالديه ولأبنائه فحسب، بل لكل من عرفه او سمع به او اطلع على ما كان يعمله من خير ويتمتع به من خصال كريمة فقد كان رحمه الله سهلاً في تعامله قريباً من القلب يستطيع من يتعرَّف اليه ومن أول مرة أن يدرك ما يتمتع به من تواضع وإقبال على الناس وحب لهم ومسارعة للخير وكان يعطي عطاء من لايخشى الفقر يسعد بقضاء حاجات الناس اكثر من سعادتهم هم بقضائها لا ينتظر من يسأله العون والمساعدة، بل يعرضها على من يعتقد انه بحاجة اليها بشوشاً متواضعا في قوله وتعامله مقبلا على الناس مما جعله محبوبا من الجميع.
ولكل هذه الصفات كان الجميع يشعرون بفقد فهد بن سلمان وكان الجميع يدعون له بالمغفرة والرحمة وكان الجميع يشعرون بالحزن على فقده.. ففقد الخيرين يبعث على الأسى في النفس..
وفي وفاة فهد بن سلمان رحمه الله اجتمع على الناس حزنان حزن بفقده وحزن لحزن والده الذي طالما كان قريباً من الناس في أفراحهم وأتراحهم، حيث زاد من شعور الناس بالأسى واللوعة كون الأمير فهد على ما هو عليه من خصال حميدة ابن لواحد من أقرب الناس الى قلوبهم، رجل عُرف عنه انه القريب في الشدة والفرج وفي الفرح والترح مشاركاً للناس في همومهم مخفف عنهم آلامهم فرح لفرحهم الكل يشعر انه جزء منه فلهذا شعر الجميع ان وفاة فهد لا يعزى فيها سلمان بن عبدالعزيز وأسرته فقط، بل الجميع يستحقون التعزية، فحزن سلمان حزن للجميع كما ان فرحه فرح للجميع.
رحم الله فهد بن سلمان وجعل ما قدمه من عمل في ميزان حسناته وخالص التعزية لوالد الجميع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وسمو والدة الأمير فهد وإخوته وأبنائه، راجين من المولى القدير ان يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يلهم الجميع الصبر والسلوان انه على كل شئ قدير.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved