أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 7th August,2001 العدد:10540الطبعةالاولـي الثلاثاء 17 ,جمادى الاولى 1422

مقـالات

مركاز
مشكلة العام!!
حسين علي حسين
حالما تبدأ نتائج الثانوية العامة أو التوجيهي في الظهور، حتى ينتصب السؤال الذي اصبح تقليديا من كثرة تداوله، وهو: أين يذهب هؤلاء الطلاب والطالبات؟ العدد كبير والأماكن محدودة، بالكاد هناك أماكن ل 30% من الخريجات والخريجين، والباقي هناك بعض المعاهد الخاصة والحكومية وبعض الكليات الأهلية التي تتميز بأسعارها العالية وهي مثل جامعات الدولة تضع قائمة لنسب محدودة لمن يرغب الالتحاق بها، ورغم الاعتراض على هذا المبدأ الذي تلجأ اليه الكليات الاهلية او الخاصة، الا اننا لا نملك اجبارها على غيره، فاذا كثر الخطاب تمنعت العروس وشمخت، واخذت تختار وتختار، وحسن السوق ولا حسن البضاعة، هكذا يقولون، والسؤال الآن، البقية الباقية من الطلبة والطالبات اين يذهبون؟ البيوت أصبحت مثل المخازن، يضاف اليها في كل عام مجموعة جديدة من حملة الثانوية، حيث هناك ينعمون بالدفء شتاء وبالبرودة تحت المكيف صيفا، وبالتسكع في المقاهي وعلى الارصفة وفي جلسات امثالهم من الذين تمنعت عن قبولهم الجامعات والمعاهد!!
أصبحت الشهادة الثانوية الآن لا قيمة لها، اذا لم ترفدها شهادة جامعية، أو شهادة معهد معترف به او لغة، أو دورة متقدمة في التعامل مع أجهزة الحاسب، الشهادة وحدها غدت تؤهل الواحد من هؤلاء لممارسة الفراغ فقط، نوم وأرق واكتئاب، وربما قادته نتيجة هذا الفراغ القاتل الى الانحراف، الذي بدأ يطل برأسه في عدة صور، سرقات، نصب، قتل، مخدرات، بلطجة، كل هذه العادات المرذولة التي تكافحها كافة المجتمعات المتقدمة، هي نتيجة لعدة ظروف ابرزها البطالة، حتى قيل في المثل ان اليد البطالة نجسة، والشخص العاطل (عويل) أي عالة على غيره، يأكل مجانا وينام مجانا، ولكن لماذا يفعل هكذا، غالبا لانه لم يجد من يدله على الطريق الصح او يفتح امامه الفرص الصح!
اصبح خريجو الثانوية الذين لديهم أسر قادرة، يذهبون لكسر نحس (المجموع) الى كل مكان في العالم، من أوروبا الشرقية الى مصر والأردن والامارات وحتى السودان، كل هؤلاء يبحثون عن مقعد في جامعة، عز عليهم في بلادهم، رغم استعدادهم لدفع ما تطلبه بعض الكليات الأهلية القليلة.. مطلوب تكثيف الكليات الأهلية، فمن العيب أن يكون في دولة صغيرة كالأردن أكثر من (20) جامعة وفي المملكة لا توجد ولا جامعة واحدة خاصة، كليات صغيرة بتخصصات محدودة. ثم لماذا المجموع اصلا طالما هناك من هو قادر على الدفع؟ خاص ونحن نعرف والقائمون على أمور التعليم العالي يعرفون انه ليس كل من تحصل على مجموع عالٍ في الثانوية، قادر على ان يحصل عليه في الجامعة والعكس أيضاً صحيح.. فتح الأبواب امام خريجي الثانوية هو البديل للعديد من الأمور التي لا نود رؤيتها في مجتمعنا الآمن المطمئن!!

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved