أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 7th August,2001 العدد:10540الطبعةالاولـي الثلاثاء 17 ,جمادى الاولى 1422

المجتمـع

عندما تكونين أُمَّاً لأول مرة
الأمومة مرحلة جديدة تدخل الفتاة عالم المسؤولية
تحقيق ـ نوال السلامة:
كلمة مكونة من حرفين ولكن لها معنى كبيراً في قلب كل فتاة وامرأة على وجه الأرض، فكلمة "أم" تحمل بين طياتها معاني الدفء والحنان والتضحية ومعاني أخرى لا سمعها ولاحسها إلا من عاشها منذ لحظاتها الأولى، ربما عجز القلم على وصفها وبيانها، فإذا ما كان الزواج بدأت طيور ذلك الحلم ترفرف فوق سماء الزوجية حتى تدوي صرخات الطفولة والبراءة في ذلك المنزل السعيد عندها يتحقق الحلم، ، ومحاولة منا لمشاركة الأمهات مشاعرهن وهمومهن كان هذا التحقيق مع عدد من الأمهات ليبدين لنا مشاعرهن حينما أصبحن "أماً لأول مرة"، ،
امتلاك جميع الوقت
في البداية أبدت المعلمة أماني جمال مشاعرها بعد قدوم طفلها الأول فتقول: كان شعورا رائعا لطالما تمنيته لإشباع غريزتي المرتبطة بكينونتي الأنثوية وهي شعور الأم المتحملة للمسؤولية التي سوف تسأل عنها يوم القيادة شعور حلمت فيه حقا في منامي، اني أحمل طفلتي الصغيرة وأرضعها وأضمها بشدة، وأذكر أن أول عمل بادرت اليه هو وضع طفلي على صدري ثم قبلته ودعوت الله له أن يحفظه، وبلا شك بدأت أشكل حياتي وفقا لاحتياجات ومتطلبات هذا الطفل بل واستحوذ الطفل على تفكيري فالمسؤولية أصبحت أكبر ولا بد من توزيع الوقت في الأغلب مع الطفل والبيت والزوج والمجتمع وكذلك العمل إذا كنت موظفة،
وأردفت أماني جمال قائلة: ولعل الصعوبة في هذه الفترة تكون في قلة الخبرة، لكن مع الوقت أصبحت بعد توفيق الله أمرا عاديا حيث قمت بترتيب أولوياتي الأهم والمهم وهكذا،
لحظات لا توصف
وأما المعلمة أم صالح فقالت: لقد كان شعوري يوم مجيء الطفل الأول ممزوجا بين الفرح والسعادة حيث أصبحت أما وبين الخوف تجاه هذه المسؤولية العظيمة التي أوكلت إليّ، كما ولا أظن أنه سيكون هناك اختلاف بين أي امرأة في استقبال المولود الأول،فهي لحظات لا يمكن وصفها إلا ببعض التصرفات ذات المعنى العظيم كأن أبادره بالقبلة وأقربه الى صدري وأرعاه وأسهر على راحته لاسعاده، أضف الى ذلك أن هذا الطفل أصبح شغلي الشاغل حيث كنت أقضي معظم الوقت معه وأفضله على من سواه وهذا يرجع الى فطرة المرأة التي خلقها الله عليها،
وأما عن الصعوبات التي واجهتها أم صالح فقد أكدت أنها لم تواجهها الكثير من الصعوبات ولله الحمد سوى العناية ببعض الأمور الخاصة بطفلها من طعام وغيره،
المشاركة الزوجية
وتشير المساعدة بمدارس الذكر "م، د" الى أن قدوم الطفل الأول جمع بين أمرين وقالت: الأول لحظات تملؤها الفرحة ويعيشها القريب والبعيد، أما الأمر الثاني فهو أخذ العهد على نفسي بتوفير الرعاية الكاملة لهذا الطفل الذي اعتبر أنه بداية لمرحلة جديدة كما وأنه على أي أم فرحت بهذا المولود التكيف مع الوضع الجديد وتنظيم الوقت وقراءة كتب التربية والاقتداء بالسنة في تربية الأبناء،
وأضافت "م، د" أن الحياة الزوجية كانت قبل قدوم الضيف الجديد روتينية لا روح فيها وبعدها دبت الفرحة داخل البيت وتبدل السكون الى حركة وتغيرت الحياة تغيرا جذريا وقالت: ويجب على كل أم أن تشكر الله أولا على هذه النعمة، ومن ثم وضع قواعد للتربية وأشدد على مسألة في غاية الأهمية ألا وهي الاتفاق مع الزوج على أسلوب واحد في التربية لأن الاختلاف قد يؤثر سلبا في بناء شخصية الطفل،
بعض الصعوبات
بينما ترى أم سليمان معلمة اللغة العربية بمدارس دار الذكر أن لحظات إطلاق الصرخة البريئة بالمنزل شيءلا نعوضه ولا تساويه جميع ما في هذه الأرض وقالت: وذلك مصداق لقوله تعالى "المال والبنون زينة الحياة الددنيا" الآية، صحيح أن البيت أصبح يعج بالصراخ والصياح وعدد ساعات النوم قلّت والزيارات نقصت ووقت القراءة أصبح شبه معدوم، بل ولم أجد أي صعوبات تذكر سوى قلة نوم طفلي فأصبحت مشغولة طوال النهار معه وتغلبت عليها بالعمل في وقت نومه، وقد تكون الصعوبة في حالة محاولة التوفيق بين مسؤوليات الطفل والوظيفة وقد اجتزتها باحتساب الأجر من الله، وأذكر جميع الأمهات حديثات العهد باحتساب الأجر والإخلاص في تربيته والدعاء بالصلاح وقراءة الكتب والاستفادة من خبرة الآخرين في تربية أبنائهم،
همّ التربية
كما تؤكد المعلمة أم عبد الرحمن أن مسألة الأمومة حلم يراود الفتاة وأمنية تداعب خواطرها، وهذا ما شعرت به عندما أصبحت أما للمرة الأولى وقالت: ولا أخفيكم أنني استيقظ أحيانا من النوم وأظن أن ولادتي حلما، وقد لاحظت أنني أقضي معظم وقتي إن لم يكن كله مع طفلي،
وحول الصعوبات التي واجهتها تقول أم عبد الرحمن: الصعوبات الحسية مقدور عليها حيث استفدت من تجارب من سبقنني في هذا، ولكن تبقى مسألة الصعوبات التي تواجه كل أم في التربية وغرس القيم وتعويده الطاعة لله تعالى وحفظ كتابه، صحيح أنني قرأت كتبا كثيرة عن التربية والتعليم ولكن كلها يصعب تطبيقها ويتشتت الذهن، لذا فقد لجأت الى أحسن سبيل لتربية الطفل ألا وهي "القدوة" فكل تصرفات الأم درس غير مباشر يتلقاها الطفل دون أن يشعر وتترجم الى أفعال وشخصية يتبناها،
ونصحت أم الرحمن في ختام حديثها الأمهات حيث قالت: الى من حملت بين ذراعيها وليداً جديداً وبين جوانحها أروع صور العطاء أذكرها بأن الأمومة رمز كبير لا تضيعيه في الأكثار من الأمور التي لا فائدة منها كالاعتناء الجسدي الزائد بالطفل والمبالغة في اكسابه النعومة والترف بل اجعليه امتدادا للرعيل الأول ابذري فيه بذرة الخير لتثمر عطاء يعود عليك بالخير في الدنيا الآخرة وتذكري قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "يأتي القرآن صاحبه في القبر"، ، ، ـ الى أن قال ـ ويكسى والداه حلتين لا يقوم لها أهل الأرض، فيقولان: مم كسينا هذه؟ فيقال: بأخذ ولدكما القرآن " الحديث،

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved