أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 8th August,2001 العدد:10541الطبعةالاولـي الاربعاء 18 ,جمادى الاولى 1422

مقـالات

النبل يبكيك والجود والشيم
د. توفيق بن عبدالعزيز السديري
إذا ادلهم الخطب وكبر المصاب تلعثم اللسان وأخرس القلم وتظل الفجيعة أكبر من كل الكلمات مهما كانت بليغة ويبقى الحدث الجلل أعظم من كل ردود الفعل، فلا يستطيع الشعر ولا يقوى النثر ان يتسع لتصوير المصيبة وتذبل الكلمات وتموت عاجزة عن تصوير الأحاسيس والمشاعر إزاء هولها، ولكن جملة واحدة تحتضن النفوس والمشاعر والأحاسيس والأفعال وردود الأفعال «إنا لله وإنا إليه راجعون» نعم إنا لله وإنا إليه راجعون هي قول خالق الكون والحياة والموت ومقدر الأفراح والأتراح إنا لله وإنا إليه راجعون هي خلاصة الإيمان وخلاصة الحقيقة.
أقول هذا ولا أدري كيف أرثي رجل النبل الصادق والإنسانية الحقة فهد بن سلمان بن عبدالعزيز ولا أدري ماذا أرثي النبل أم الوفاء، الصدق أم العطاء، الجود أم التواضع، نعم إنني أرثي كل هذه الصفات الإنسانية العظيمة في شخص فهد بن سلمان وغيرها مما لا استطيع تسطيره، وكأني بكل الصفات والقيم النبيلة تبكي رجلها تبكي فهد بن سلمان، ومن رأى هول وقوع الفاجعة على الناس من مختلف المستويات ومن رأى المصلى يوم سجي جثمانه الطاهر للصلاة عليه ومن رأى المقبرة وكيف اكتظت بآلاف الناس وقد غصت الطرق المؤدية إليها بالناس مشاة وركبانا ومن رأى بيت الوالد الصابر المؤمن سلمان بن عبدالعزيز وكيف ضاق على سعته بالجموع الكثيرة المعزية، من رأى ذلك كله عرف من هو فهد بن سلمان، فالناس شهود الله في أرضه.
فهد بن سلمان أمة في رجل، فهد بن سلمان تيتمت أمة بكاملها بموته، نعم هذا هو فهد بن سلمان، وهذا غيض من فيض من مكانته ومقامه بين الناس، هذا سليل الأمجاد هذا من تربى في مدرسة سلمان بن عبدالعزيز وكفى.
فالعزاء لنا جميعاً في هذه المصيبة والعزاء كل العزاء للوالد المكلوم المؤمن المجاهد المرابط سلمان بن عبدالعزيز وللوالدة الثكلى الصابرة المحتسبة، وللاخوة الذين فقدوا اخاً وعضداً ومشيراً ساروا واياه في خضم هذه الحياة، وللاخت التي فقدت اخاً كبيراً حانياً، وللزوجة المخلصة والأبناء الذين غاب عنهم القمر المضئ ولكن عزاء الجميع بالله ثم بسلمان الأب صاحب القلب الكبير والأيادي البيضاء.
عزاؤنا لك يا أبا فهد فلقد فقدت ابناً وصديقاً واخاً ومصابك مصابنا جميعاً وكلنا لك فهد.. رحمك الله يا فهد وامطر عليك شآبيب رحمته ورضوانه وجعل قبرك روضة من رياض الجنة فلقد عظم بك المصاب وجل الخطب وبكاك القلب قبل العين والكل يبكيك والنبل يبكيك والجود والشيم، فلقد كنت قصيدة حب غنتها القلوب قبل الشفاه.
أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved