أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 8th August,2001 العدد:10541الطبعةالاولـي الاربعاء 18 ,جمادى الاولى 1422

مقـالات

في جنة الخلد.. أبا سلطان
محمد عبيد الحماد
هذه الدنيا ممر وليست دنيا مقر.. حقيقة ندركها ونعيشها كل لحظة.. فالرجال يأتون إليها ليرحلوا.. ولن يبقى لهم فيها إلا الأثر الطيب من العمل، والذكر العطر، وحسن المعاملة.
فجعت بلادنا بفقد أحد أبنائها الأمير فهد بن سلمان بن عبدالعزيز.. ولن ازعم القول انني سأعطيه رحمه الله بعضاً مما يستحق.. لكنه واجب ذكر حسنات موتانا.. الأمير فهد بن سلمان رحمه الله هادئ الطبع، كثير الصمت، عمله أكثر من حديثه، وعمله ينطق بما يريد قوله، والافصاح عنه، بل إنه كان يكره الحديث عن أعماله او الثناء عليها من قبل الآخرين.. لذا لم يكن يحب الوهج الإعلامي ولا المقابلات الإعلامية، عرفته رحمه الله منذ أكثر من عشر سنوات ودامت صداقتنا وتقوت يوماً بعد يوم.
ومن يعرفه عن قرب، ويسبر غور سماته وصفاته، ومعدنه، يدرك جيدا انه تخرج من مدرسة سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله بتفوق وامتياز عرف أسسها ومنطلقاتها واخلاقها وثقافتها وجسدها سلوكاً رائعاً صبغت حياته، واضفت عليها الكثير من العمق.. من حب الناس وتجاهل الذات والنظر للدنيا بمنظار انساني سام جعله يشعر بحاجة الإنسان وألمه ومعاناته ويتفاعل معها تفاعلاً نوعياً دون ضجيج.
كان الحب ثروته التي يعول عليها.. ولذا جنى وحصد ما عول عليه.
فهد بن سلمان رحمه الله تعالى من الشخصيات القليلة التي احبها الناس كثيرا، ولم يعبروا عن ذلك إلا بعد مماته لأنه لم يكن يرغب في إظهار ذلك في حياته.
التقيته بعد إنشاء الجمعية الخيرية لأمراض الكلى وكان في غاية السعادة والفرح لأن حلماً من أحلامه في مساعدة الناس تحقق، حلمه في مساعدة هذه الفئة ومد يد العون إليها.
لقد تجسدت الصورة الحقيقية للرجل وثقله الإنساني حين تدافع الناس في وداعه والصلاة عليه، والعزاء فيه.. كانت وجوههم وألسنتهم تعكس ما في قلوبهم من صدق في الدعاء والثناء.
رحمك الله ابا سلطان واسكنك فسيح جناته.. والهم والديك واخوتك وزوجتك وابنائك ونحن الصبر والسلوان.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved