أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 8th August,2001 العدد:10541الطبعةالاولـي الاربعاء 18 ,جمادى الاولى 1422

الثقافية

د. الهويمل يحاضر عن الشعر المسرحي
* بريدة محمد الحنايا:
في إطار التنشيط السياحي استضاف نادي الباحة الادبي الدكتور حسن بن فهد الهويمل لالقاء محاضرة تحت عنوان:
)الشعر المسرحي: الواقع والمؤمل(
وقد تم تنفيذ المحاضرة مساء يوم الثلاثاء الموافق 10/5/1422ه استهل المحاضر محاضرته بالتأريخ للابداع الشعري المسرحي ومهّد لذلك بالحديث عن المسرح وأصوله اليونانية والغربية وانتقاله إلى الثقافة العربية بعد حملة نابليون. واستعرض الادعاءات التي حاول الدارسون العرب من خلالها جعل الحضارة العربية رائدة في المسرح في الابداع الشعري المسرحي، واشار الى ان المنافرات والفروسية وخيال الظل لابن دانيال بدايات فجة وليست مؤهلة لكي تكون رائدة.
ونفى ان يكون في ذلك مساس بالحضارة العربية. وقال: ان المسرح في اليونان نشأ في ظل الوثنية وتعدد الآلهة وصراعها ولما يكن لذلك مجال في الحضارة العربية والاسلامية وهذا اللون من الحضارة اليونانية هو الذي نقلته الحضارة العربية ولم تتأثر به لا عجزا ولكن استغناء. ومن صراع الريادة الحضارية عرض لصراع الريادة الاقليمية، فالمصريون يدعون الريادة في المسرح وفي الإبداع الشعري المسرحي، والشاميون يدعون ذلك.
يقدم المصريون شوقي. ويقدم الشاميون اليازجي.
وفرّق المحاضر بين الريادة التاريخية والريادة التأسيسية التأصيلية وكأنه يريد بذلك فض الاشتباك وسلّم بأن الريادة التاريخية للشام والريادة الفنية لمصر، ويقال مثل ذلك عن المسرح، وان كان الشاميون يرون ان الصحافة والمسرح والابداع المسرحي وان تم في مصر فانه تم على يد المهاجرين من الشام الى مصر وبعد العرض التاريخي الدقيق قلل المحاضر من اهمية هذا الخلاف وقال: نحن بحاجة إلى ان نكشف عن ريادة الامة العربية وأهليتها للمبادرة والحضور الواعي في كل المشاهد الفكرية والادبية والحضارية.
وليس مهماً ان تكون الريادة اقليمية، المهم ان يكون للأمة العربية حضور متميز في السباق الحضاري المعاصر. بعد الرصد التاريخي للابداع الشعري المسرحي وللعمل المسرحي تناول التحولات الفنية والدلالية وحدد رواد المسرح الشعري وعد شوقي الرائد الذي لاينازعه احد، واشار الى مصادر ثقافته وتأثره بالشعر المسرحي الفرنسي وتخلصه من التبعية.
وأشار إلى ان القول بعجز الشعر العربي عن استيعاب )الدراما( والتمثيل قول لا سند له ودلل على إبداعات متميزة عند صلاح عبد الصبور وعبد الرحمن الشرقاوي وخالد محيي الدين البرادعي وآخرين.. واشار إلى الدراسة الرصينة التي كتبها الناقد الكبير عز الدين اسماعيل عن )الدراما في الشعر العربي(. وفصل الحديث عن الابداع المسرحي عند شعراء المملكة، واشار إلى ريادة حسين سراج وتأثره بشوقي ودراسته في مصر ثم تطرق إلى التحولات الدلالية من رومانسية غزلية حالمة إلى تاريخية مباهية بالامجاد إلى ثورية ساخرة بالنظم الرجعية إلى ايديولوجية آخذة بالتيارات الحديثة إلى واقعية اشتراكية وأبان عن عيوب هذه التحولات، وأنحى باللائمة على الخطاب الثوري والواقعي الاشتراكي الذي فقد المصداقية والتأثير.
وتناول بشيء من التحامل على المسرح العربي الحديث التجريبي والتقليدي، واشار إلى المآخذ المهمة وحذر من:
العامية بوصفها لغة المسرح وقال بأن العامية اقليمية وغير فكرية.
العنصر النسائي الاستعراضي القائم على الاثارة والجذب والاغراء.
التهريج والاعتماد على الحركة والزعيق لمجرد التسلية ونتطلع إلى مسرح تثقيفي تربوي يعتمد المعلومة والمنهج واللغة العربية الفصيحة.
وأشار الى خطأ المقولة )بأن المسرح الأب الشرعي للفنون( وقال: ان المسرح لم يعد مجديا بعد تردياته الموجعة.
وقدم في النهاية نماذج لنصوص مسرحية شعرية، واشار إلى بعض التعالق المشين وضرب مثلاً بمسرحية صلاح عبد الصبور )مأساة الحلاج( التي أخذ فكرتها وصراعها وأهدافها من مسرحية )ت. س. إليوت( )جريمة قتل في كاتدرائية(.
وقال: ان تألق عبد الصبور فنيا لم يشفع له سقوطه التعالقي والدلالي. وقال ان قتل الحلاج لا يمكن ان يكون قتلاً لحرية الكلمة. فالحلاج منحرف عقديا وحرية الكلمة لا يمكن ان تكون على اطلاقها. وحذر الهويمل من قلب الحقائق، وأشار إلى استعادة التراث من قبل الحداثيين وأن بعضهم تعمد قلب الحقائق وقال بأن مثل هذه الاستعادة اساءة للتراث وتشويه للحقائق.
ولخص آراءه بالنقاط التالية:
ان البداية الحقيقية للابداع المسرحي مصرية وعلى يد أحمد شوقي.
ان الشعر المسرحي دون سائر فنون الابداع القولي.
تمثل التمرحل الدلالي: بالرومانسية، والواقعية والسياسية الثورية.
وجود انحراف فكري وسقوط أخلاقي في بعض الأعمال.
ارتباط الابداع بالخطاب السياسي الثوري.
وعن التمثيل المسرحي:
اشار إلى العامية، والمضامين المتحفظ عليها والاغراق في التهريج والتلهية والتسييس الثوري الاقليمي.
وقال بأن اسلحة المسرح: ابداعاً وتمثيلاً فريضة غائية وضرورة قائمة فالعالم في زمن التصفيات الحضارية ومن واجب المسلمين استخدام انواع الفنون لتكريس عقيدتهم واستبعد من محاضرته الدراسات التطبيقية التي قام بها على مسرح انس داود وخالد محيى الدين البرادعي ونذير العظمة وعلي عقلة عرسان ووعد بنشر هذه الدراسات التنظيرية والتطبيقية بعد اعادة صياغتها وتلافي الملاحظات عليها.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved