أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 8th August,2001 العدد:10541الطبعةالاولـي الاربعاء 18 ,جمادى الاولى 1422

عزيزتـي الجزيرة

المقابلة الشخصية
تضع جامعاتنا شرطاً اساسياً لقبول الطالب في الجامعة وهو اجتياز المقابلة الشخصية ويكون الهدف الظاهري من اجراء هذه المقابلة هو معرفة مدى ملاءمة الطالب للوظيفة المتوقعة بعد التخرج، ولكن هذه المقابلة تفتقر بشكل كبير للموضوعية والمصداقية العلمية حيث ان من يقوم بهذه المقابلة في الغالب ليس من المتخصصين في مجال علم النفس او التربية لكي يستطيع قياس مالدى الطالب من القدرات والاستعدادات والميول والمهارات، وليس لديه خلفية كاملة يستطيع على ضوئها تغيير انماط السلوك الانساني، لذلك تخرج المقابلة على شكل حديث عابر يتضمن بعض الاسئلة التعجيزية.
ومن جهة اخرى تصرح الجامعة بان هدف المقابلة هو معرفة هل يصلح هذا الطالب لان يكون معلماً مثلاً بعد اربع سنوات من الدراسة وفي الحقيقة لا ادري كيف يكون الحكم على هذا الطالب الذي اتى من المرحلة الثانوية لايعلم شيئا عن التدريس والذي من المفترض ان الجامعة هي التي سوف تعده وتهيئه لمهنة التدريس، وهناك شيء آخر وهو ان الطالب يحضر الى هذه المقابلة وهو خائف وقلق لان هذه المقابلة سوف تحدد مستقبله العلمي والمهني وهذه الحالة من الخوف والقلق والاضطراب تنعكس آثارها على الاداء في المقابلة حيث يكون ذهن الطالب مشتتاً وليس لديه فرصة للتفكير في الاجابة على الاسئلة، وبذلك تفرز لنا هذه المقابلة مفارقات عجيبة وغريبة فكم سمعنا عن طالب يحصل على نسبة 98% او 97% الا انه لايستطيع اجتياز هذه المقابلة فهل ينقص هذا الطالب الذكاء ام المهارات ام القدرات؟! وفي الواقع ان العيب في هذه المقابلة وليس في ذلك الطالب المتفوق.
وانني لا اتمالك نفسي من الضحك عندما اتذكر تلك المقابلة التي اجريت لي في احدى الجامعات لأتخصص في علم النفس فقد قام بهذه المقابلة اربعة من اساتذة الجامعة وكان وجودهم بهذا العدد امراً مثيراً للقلق بالنسبة لي وهؤلاء الاساتذة عرفت فيما بعد انهم متخصصون في الكيمياء والرياضيات وكانت الاسئلة الموجهة لي عبارة عن سؤالين الاول عن اسمي وقد اجبت بجدارة عن هذا السؤال اما السؤال الثاني فلم يحالفني الحظ في الاجابة عليه وهو عن اعمق نقطة في المحيطات وانتهت المقابلة على ذلك وقبلت في الجامعة ولا عجب في ذلك فقد اجبت عن نصف الاسئلة.
ولكنني عرفت المقابلة بمعناها الحقيقي اثناء دراستي في الجامعة فقد كان هنالك مقرر دراسي على مدى فصل دراسي كامل عن المقابلة الشخصية يتضمن 4 ساعات بشكل نظري وساعتين عملي من كل اسبوع وكان هذا المقرر من اصعب المقررات في قسم علم النفس ولا يمكن فهمه الا لمن لديه خلفية قوية في علم النفس.. اذن لايمكن ان يجري هذه المقابلة كل من هب ودب لاسيما وانها على جانب كبير من الحساسية والأهمية لذلك فانني آمل ان ارى المقابلة الشخصية تأخذ طابعها الحقيقي من حيث جوهرها ومن حيث من يقوم بها ومن حيث بعدها عن الامور الشخصية لكي يتم القبول وفق أسس موضوعية وعادلة وسليمة وبالله التوفيق.
مانع شار
محافظة شرورة

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved