أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 8th August,2001 العدد:10541الطبعةالاولـي الاربعاء 18 ,جمادى الاولى 1422

عزيزتـي الجزيرة

رحمك الله يا شيخنا
العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول الا ما يرضي الله انا لله وانا اليه راجعون وانا على فراقك يا شيخ مقبل لمحزونون.
في يوم الاحد قبل شهر ونصف اردت ان ازور الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى حيث بلغني انه في مستشفى التخصصي في جدة، فأردت ان التقي به واسلم عليه وادعو له واستفيد منه.
فاتصلت على احد الإخوة الملازمين له في مرضه وتنقله وهو الأخ ابوحاتم فأجابني هذا الأخ الفاضل بوجود الشيخ وانه سوف يكون بانتظار زيارتي من الرياض.
فسافرت من مطار الملك خالد في الساعة الرابعة وبضع دقائق تقريبا الى جدة. فجئت الى جدة ومن ثم الى المستشفى، وكان الوعد هو ان التقي بالشيخ من بعد العصر الى المغرب في حديقة المستشفى، لأن الشيخ ينزل للطلاب وللزوار من بعد صلاة العصر إلى المغرب، ومن ثم يصعد الى غرفته في المستشفى وتمنع زيارته بعد ذلك.
ولكني لحكمة ارادها الله تأخرت في مطار جدة لظروف جعلتني اصل الى مستشفى التخصصي بعد المغرب.
فما كان مني الا ان صعدت الى غرفة الشيخ ووجدت بعض الاخوة المرافقين له عند باب غرفته، فأخبرتهم اني انا الزائر من الرياض، فرحبوا بي وذهبوا للشيخ وأخبروه بوجودي فسمح لي بالدخول رحمه الله .
وكانت المفاجأة اني وجدت الشيخ الفاضل المتواضع التواضع الذي يعجز القلم عن بيانه واللسان عن اخباره، شيخ قد طلق الدنيا واقبل على الآخرة، شيخ لسان حاله ومقاله يقول لبيك اللهم لا عيش الا عيش الآخرة.
فجلست معه وسألته عن صحته وكيف حاله، فطمأنني الشيخ وأخبرني انه بصحة لا بأس بها.
ثم تجاذبنا أطراف الحديث حول سفره وما وجده في بلاد أمريكا، فما كان من الشيخ رحمه الله تعالى إلا ان شرع في بيان مجيئه، وانه كان على نفقة الأمير نايف بن عبدالعزيز حفظه الله تعالى الذي تكفل بعنايته من مجيئه إلى سفره إلى أمريكا، والى وضعه في مستشفى التخصصي في جدة والقيام بعلاجه والى جميع ما يحتاج اليه ومن كان برفقته من الذين معه، وهم الشيخ أبوحاتم، وصالح الوادعي، وعبدالله بن صالح الوادعي، بل والسماح لي بمراسلة ألمانيا للعلاج بها، فجزاه الله خير الجزاء.
وقال رحمه الله تعالى بل قبل ايام اتصلنا بالمسؤولين في وزارة الداخلية ليسمحوا لنا بالذهاب للسوق لأننا في ضيافتهم ونريد ان نستسمحهم في الخروج فما كان جوابهم جزاهم الله خيرا إلا أن قالوا موبخين لنا )هل انتم في سجن حتى نمنعكم، بل انتم في بلادكم الثانية، بلاد الحرمين الشريفين(.
ثم بدأ الشيخ رحمه الله تعالى بعد الاستطراد منه بالدعاء لهم وللأمير نايف خاصة، وقال لي رحمه الله انما نقول هذا من باب قول الله عز وجل )هل جزاء الإحسان الا الإحسان(.
ثم عرج رحمه الله يذكرنا بهذه النعم التي يتفيأ ظلالها أهل التوحيد، من نعمة الأمن وتطبيق الشريعة واحترام العلماء الذي عز وجوده في كثير من البلدان.
فرحم الله شيخنا رحمة واسعة كيف انه لا ينسى من احسن اليه واسدى اليه معروفا، وكيف كانت نظرته الى هذه البلاد التي شرفها الله بالتوحيد، وكيف كان دعاؤه لولاة أمورها بالتوفيق والسداد.
وفعلا انه لا يعرف الحق لأهل الحق إلا ذووه وكما قال الله تعالى: )هل جزاء الإحسان الا الإحسان(
وكتبه ابن ابي عجلان محمد الخييلي - الرياض
أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved