أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 8th August,2001 العدد:10541الطبعةالاولـي الاربعاء 18 ,جمادى الاولى 1422

العالم اليوم

أضواء
كيف نجرِّد شارون من وهم الانتصار؟!!
2 - 3
جاسر عبدالعزيز الجاسر
عمليات اغتيال القيادات الفلسطينية التي أصبحت النهج الأساسي في خطط ارييل شارون لمواجهة الانتفاضة الفلسطينية والتي يجب الاقرار بأنها حققت العديد من الأهداف لصالح هذا الارهابي المحترف سواء على صعيد الارهاب السياسي والنفسي باتجاهين ففي الوقت الذي رفعت عمليات الاغتيال الحالة النفسية في معسكر الارهابيين وقوّت الموقف السياسي لارييل شارون شخصيا.. في المقابل انعكست سلبا على الجانب الفلسطيني الذي اصبح قادته مكشوفين أمنيا سواء قادة السلطة الذين لهم تعاملات مع الرسميين الإسرائيليين وبالتالي اماكنهم وتحركاتهم معروفة ويمكن الوصول إليهم بأسهل الوسائل، أو قادة الحركات الفلسطينية خارج السلطة من حماس أو الجهاد وحتى قادة فتح الذين يقودون العمل الفدائي والميداني...
كل هذه القيادات مكشوفة وأماكنها محددة ومعروفة للأجهزة الاسرائيلية التي لا تخفي عزمها على تصفية كل القيادات الفلسطينية التي لا ترضخ لأوامرها في فرض «الاستسلام» ولديها قوائم اغتيالات تضم بالاضافة الى قادة حماس والجهاد والقادة الميدانيين لفتح قادة السلطة الفلسطينية، وهكذا فإن الكل مستهدف والذي يسهل عمل الاسرائيليين ليس فقط وجود كل هذا الكم الهائل من العملاء والفلسطينيين المتعاونين مع العدو الاسرائيلي بل أساليب العمل الفلسطيني السياسي والميداني، فالفلسطينيون سلطة ومعارضة وكأنهم لم يصدقوا أنفسهم بأنهم فعلا أصبحت لهم دولة وأن «الحكم الإداري المحدود» الذي وفرته اتفاقيات أوسلو، فأخذوا يتصرفون وكأن العمل النضالي قد تحول الى عمل استعراضي، ويكفي أن نشير هنا إلى أن كل قادة العمل الفلسطيني سواء المحسوبين على السلطة اوالمعارضة يعرفهم القاصي والداني في كل مدينة فلسطينية وفي كل منشأة فلسطينية في المصنع، في المدرسة، في الجامعة، في كل مكان يمكن لأي فرد تشخيص مستويات القيادات الفلسطينية، بل ان بعضا من القيادات يستعرضون قواهم، بل ظهورهم بمناسبة وبدون مناسبة، ويمكن حتى للزائر الطارئ لرام الله أو غزة ان يعرف كبار القادة الفلسطينيين من سياراتهم المرسيدس ومواكبهم، ورغم ان العمل الفدائي وكفاح الشعوب حتى في الفترات الفاصلة بين نيل الاستقلال والتفاوض يفرض على المشتغلين في الميدان النضالي وعناصر المقاومة ألا تكشف عن كل أوراقها، وألا تظهر للسطح أو للعلن حتى تكتمل العملية التفاوضية ويصبح الوطن مستقلا تماماً.. هذا ما فعله الفيتناميون والجزائريون ومناضلو المؤتمر الافريقي في جنوب افريقيا، ولهذا فقد استكمل كل هؤلاء نضالهم بأقل الخسائر، ورغم ان كل ما ذكر فقد اخترق صفوفهم عملاء جنّدهم الامريكيون والفرنسيون والعنصريون في جنوب افريقيا، إلا أن الالتزام النضالي وعدم الانبهار بالسلطة والاستعراض جنب المناضلين الجزائريين والافريقيين والفيتناميين ما يعانيه الفلسطينيون الآن، والذين يجب عليهم العمل جديا على العودة للعمل السري وإلغاء العلنية التي يأتي في مقدمتها التخلي عن المواكب وعن استعمال السيارات التي أصبحت هدفا لصواريخ طائرات الأباتشي.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved