أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 9th August,2001 العدد:10542الطبعةالاولـي الخميس 19 ,جمادى الاولى 1422

مقـالات

شدو
ما بك إلا العافية..!
د. فارس محمد الغزي
هل هو من طبعك أو تطبعك الهرب من مشكلات الحياة سفراً تخيلياً/ افتراضياً إلى ماضيك.. حيث مرابع البراءة، ومراتع السلوان، ومنادح الصحة نفسها..؟ حسنا إن يكن من عادتك «الاقلاع!» الى الوراء ذهنيا هروبا من شدة وطأة التفكر في الحاضر والمستقبل.. فعليك الاقلاع عن هذا الاقلاع.. إياك والسفر تقهقرا.. عليك بالسفر قدما.. إلى المستقبل.. جاعلا من مشاكلك خلفك بدلاً من القبوع خلفها فمنحها الفرصة «للتراكم» واعاقة طريقك الذهني.. وكما تعلم فالطريق الذهني هو وقود طريق الواقع المحسوس، بله الشرط الأساس لإزالة ما يعترض طريقك الحقيقي على الأرض من معوقات أرضية..، على كل دعني أدعوك ونفسي إلى فضيلة مواجهة المشكلات وجها لوجه، وعدم الركون إلى السفر الذهني «التقهقري» من أحلام اليقظة.. والشرود والسرحان..، عليه فسنلجأ إلى أحد المناهج العلمية «السرية!» المخصصة أصلاً لخلق المشكلات فنقلبه «رأسا على عقب».. اقصد نسخِّره في سبيل حل المشكلات لا صنعها، عليه لو سمحت فسنطبق هذه التجربة لحل مشكلاتك الشخصية لافتين نظرك إلى أننا سنعتبر مجرد قراءتك ولو لسطر واحد من هذه المقالة، هو توقيع وإقرار «بالتبرع» من قبلك برضاك وإرادتك الكاملة للانخراط في أتون تجربتنا غير المضمونة هذه بدون اي قيد او شرط منك او مسؤولية على الجريدة او الكاتب..، وعموما فأعتقد أنها «قد وِزت!» فالأمر إذن «ما يمديك!» حيث من الواضح أنك قد قرأت منها ما يكفي لحرمانك من حق «كان لك!» واعني بذلك الانسحاب، فيجب عليك الآن الاستعداد لإجراء بعض «الفحوصات» العقلية الضرورية لسبر غور ابعاد واعراض مشكلتك، وتقرير عما اذا كنت في حاجة عاجلة «لعملية جراحية..!» استشعارا عن بُعد..، والا ففي حال تبين عدم حاجتك لعملية، فسيتم الاقتصار فقط على منحك من «المهدئات» ما سوف يجعلك تثور ثورة عارمة في وجه مشكلاتك، وخلال عملية ثورانك هذه سيتم ضخ كميات من «مضادات عدم حيوية الذهن» في ذهنك مكافحة لوهن الذهن وانتفاء حيوية التفكير الخلاق بما يتوافر لديك من غير علمك من حلول ناجحة ناجعة..، عليه فعليك ان تسأل نفسك وتجيبها في آنٍ عما يلي.. انظر هل تستطيع ان توضح «سبب» مشكلتك «ونتيجتها» أيضاً..؟ حسنا ما هي نتيجة مشكلتك «اكتبها لديك»، وما هو في اعتقادك سببها.. «دوِّن السبب كذلك».. الآن حاول ان تضع السبب مكان النتيجة أو النتيجة مكان السبب لا فرق على سبيل المثال، فأنت قلق «السبب»لهذا فمعدلك الدراسي متدنٍ «النتيجة» أو العكس: فمعدلك الدراسي منخفض «السبب».. مما أدى الى قلقك «النتيجة» لاحظ هنا ان المسألة على غرار «صِبَّه احقنه؟!».. حيث لم يتغير شيء.. وهنا سنضطر الى مصارحتك، بل الصراخ في أذنك بعبارة «قم ما بك الا العافية!»، فليس هناك من سبب أو اسباب غامضة مستعصية لمشكلتك هذه، فالحل بيدك حيث ان كل ما لديك هو مجرد «دنافيس نفسية!» باستطاعتك في الحقيقة التخلص منها، على سبيل المثال، فباستطاعتك نفض غبار الكسل عنك، فالقضاء على قلقك المسبب لانخفاض معدلك الدراسي، والعكس صحيح أيضاً، فباستطاعتك نفض غبار كسلك، فالقضاء على تدني معدلك الدراسي المسبب بدوره لقلقك.
الآن قرار مغادرة مصحتك «الذاتية» بيدك، أما في حال أصررت على المزيد من التحليل فلن تكون المستوصفات الخاصة «اطيب منا!» اقصد على الرحب والسعة.. فنحن على اتم الاستعداد، فدعنا إذن نأخذ عددا من التحاليل والاشعة والفحوصات المجانية «صدِّق أو لا تصدق!»، وفي هذه اللحظة «ولا تهون انسدح!» حيث سيتم «تنويمك!» أو الحجر عليك لا فرق حتى تشفى «بالقناعة التامة» بأنك سليم معافى، وان الدواء الوحيد الذي أنت بالفعل بحاجة إليه هو عقاقير «بلاسيبوز!» أو عقاقير الوهم المستخدمة لأغراض الضبط والسيطرة في التجارب العلمية والطبية.. والمسخرة كذلك للتخلص من إلحاح متوهمي الأمراض المزمنة «الموسوسين!» من «غير!» أمثالك..!

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved