أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 9th August,2001 العدد:10542الطبعةالاولـي الخميس 19 ,جمادى الاولى 1422

الثقافية

للغد كلمة
«ألف أبجدية.. ومحبرة..»
إيمان الدباغ
وحيث تساوينا في حرب الاشواك.. لم يبق الا ان اقول: تهاني الحارة.. اقولها لاني ادرك ان تلك الاشواك هي التي تغتسل في محبرتي بالنيابة عنا.. تخط ما لم تلفظه الحقائق.. وتبصق على الواقع صورا ملطخة بحكايا حكم عليها بالنفي قبل ان تخترق الابجدية بثوبها الفضي مركب الحرف الذي نقشناه فوق عروقنا طربا اغتاله ناي يرقد على حافة نهر لم تطمر مياهه بعد آثار اقدامنا..
أأقول مرحى لكل ذلك التساوي في ينابيع اعماق لم تقرأ بعد.؟؟ أم انعي كلانا لاننا في نفس اللحظة تخوننا اقدامنا.. فنستعيض عنها باذرعتنا..؟؟ تظل ترتفع عارية في النسمات فنتسابق في العطاء مرة أخرى؟؟
لسنا يا عزيزي سوى خواطر مكتنزة كالعقاقير الملونة في عبواتها.. وحشوات التبغ في لفافاته العريقة.. نحن من أراد ان يكشف للواقع اجهزة استقبالنا الداخلية.. فالتقطت موجاته اثمن ما يحمله القلب الانساني: الحب للبشرية جمعاء.. حنان وجنان يتناوبان في مقتطفات من موت وميلاد.. موت حينما يستهدفنا ذكاؤنا ان نلحق بالركب المجنون الذي يغوينا بشيء قتلناه حينما ابصرنا ان الدنيا تسخر بالشر أكثر منها بالخير.. فيصبح الموت حينئذ اجمل ما يهطل من الوعود والهدايا.. لاننا ابصرناه ونحن نمسك بالغد نريق دم الشيطان الذي يؤمن بان الملائكة لاتمشي على الارض.. ولاننا لسنا ملائكة سمعنا صوته واغتلناه بما ملأ به الله افئدتنا من اليقين.. فاختصرنا نصف مرحلة الخوف من الموت الحقيقي حينما يصبح الرفات سيد كل شيء.
اما الميلاد يا عزيزي فهو ما لم تذقه روح حرمت من نشوات التحليق في آفاق العطاء وبساتينه في حدود لا ينتهي مداها لدينا عند حد البصر... في كل لحظة صدق هناك ميلاد.. وفي كل يد نمدها لنمسح آهات المقهورين يصدح ميلاد.. وفي كل عبرة نذرفها عبر التآخي يدق ميلاد.. وفي كل عناق حين المواساة يعلن ميلاد.. الا ترى كم نحن محظوظان حين نتجدد بهذا الميلاد كل يوم الف مرة..؟ كم نحن ندرك ان للمولى نفخته في ارواحنا قبل ان نقبل الى الحياة ونواجه فيها كل هذا المصير..؟؟
يا شريكي في المحبرة المتأوهة: اخيرا ايقنت ان المحابر قد تثرثر بما لا يعنيني..
واني منحت نفسي براءة اختراع ابجدية جديدة.. بلغة فطرية قد لا يعيها الا من جرؤ ان يتوغل في اعماقنا للحظة فغرق فيها لانه لم يتعلم السباحة.. فانتشلناه واقسمنا عليه ان لا يشي بسرنا..
فلنبق هكذا اذن حتى ينتقل الميلاد الى شرف اكبر.. شرف البداية الى حياة ابدية الى حيث العود هو المستحيل..
aldabbagh@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved