أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 9th August,2001 العدد:10542الطبعةالاولـي الخميس 19 ,جمادى الاولى 1422

تحقيقات

في ندوة العلاقات المصرية الإيرانية بالقاهرة:
الاتفاق الأمني بين المملكة وإيران بداية حقيقية للتقارب الإيراني العربي
د. عبدالعليم محمد الخبير بمركز الأهرام:
على إيران ومصر رسم استراتيجية احتواء مزدوج ضد إسرائيل د. أبو القاسم زادة رئيس مكتب رعاية المصالح المصرية الإيرانية:
* القاهرة مكتب الجزيرة محمد حسن:
العلاقات العربية الإيرانية مرت بمراحل متعددة وقطعت اشواطاً طويلة مابين الشد والجذب غير ان الاتفاقية الامنية بين المملكة العربية السعودية وإيران تعتبر بداية حقيقية لإعادة النظر في أهمية العلاقات العربية الإيرانية وخاصة في ظل تزايد الانتهاكات الاسرائيلية بالمنطقة فالعداء العربي الإيراني المشترك ضد اسرائيل زاد من تقارب كلا الطرفين.
وحول طبيعة الموقف الايراني تجاه التعاون العربي الاسرائيلي والموقف من الصراع العربي الاسرائيلي والعلاقات الاقتصادية والثقافية المصرية الايرانية دارت وقائع ندوة العلاقات المصرية الايرانية بالقاهرة مؤخراً وحضرها نخبة من الباحثين والمفكرين وبمشاركة وفد ايراني رفيع المستوى.
إيران وإسرائيل
أكد ابو القاسم زادة ممثل الوفد الايراني في ورقته «تاريخ الموقف الايراني تجاه اسرائيل ومشكلة فلسطين» على ضرورة مناهضة الكيان الصهيوني والاجنبي على حد سواء مشيراً الى موقف اسرائيل من الثورة الاسلامية في ايران والتي وصفها موشي ديان في ذلك الوقت بانها «زلزال هذا الشرق الاوسط ولابد من سقوطها والقضاء عليها» وخلال تلك الفترة وحتى الآن قامت الدعاية الصهيونية بإشاعة الاكاذيب ضد الجمهورية الاسلامية في الوطن العربي والعالم بأسره.
واضاف كانت علاقة ايران واسرائيل اثناء حكم الشاه قوية وخاصة عندما سمح «توديت» بعمل علاقات سياسية مع اسرائيل وتم خلالها التبادل التجاري والعلاقات الاقتصادية بين حكومة الشاه واسرائيل، وظهرت في تلك الاثناء مواقف علماء الدين تجاه اسرائيل واصفين إياها بالدولة الغاصبة واتخذوا مواقف غاضبة من علاقات الشاه بالدولة العبرية، وتطورت تلك المواقف وازدادت شدتها بعد قيام الثورة ورأت الجمهورية الاسلامية ان الوجود الصهيوني في المنطقة خطر عليها وان اي تواجد عسكري اجنبي بالمنطقة هو تهديد لها ومساندة وحماية للكيان الصهيوني، وعلى ذلك تبلور الموقف الايراني المساند للفلسطينيين حيث تعتبر ايران ان الحل السلمي ليس له قيمة مع اسرائيل وانه مجرد هدنة من شأنها ضمان الأمن لاسرائيل، وان ايران تولي اهتماماً بمسألة تسليح الكيان الفلسطيني وانها مستعدة للقيام بدورها في الاراضي الفلسطينية كما قامت بذلك في الجنوب اللبناني.
إيران والصراع العربي الاسرائيلي
وتناولت ورقة د. عبدالعليم محمد الخبير بمركز الاهرام الاستراتيجي موقف إيران من قضية الصراع العربي الاسرائيلي وكيف انها كانت من اهم قضايا الخلاف بين ايران والعرب فطبيعة الثورة خلقت موقفاً يميل للتمسك بالمبادئ على حساب المصالح وعلى هذا ظهر الخلاف بين مصر وايران وخاصة مع توقيع مصر على معاهدة كامب ديفيد وزيارة السادات لاسرائيل وتطور العلاقات المصرية الاسرائيلية من ناحية والعلاقات المصرية الأمريكية من ناحية أخرى وقد أدى هذا التعارض المتمثل في موقف كلا البلدين من اسرائيل وامريكا لترك بصمات واضحة على سياسة البلدين.
وحول الصراع العربي الاسرائيلي والموقف الايراني اضاف د. عبدالعليم ان ايران معنية بالصراع العربي الاسرائيلي بحكم الموقع والجغرافيا فكل من اسرائيل وايران يعتبران اقليم الشرق الاوسط من دوائر الامن القومي الهامة وخاصة بالنسبة لاسرائيل التي تعتبر نفسها اكثر الدول تقدما في المنطقة.
وحول نقاط الخلاف في استراتيجية التعامل مع الكيان الصهيوني بين مصر وايران يؤكد د. عبدالعليم ان مصر اختارات السلام والتفاوض مع اسرائيل بيما موقف ايران المناهض للتفاوض والاتفاق وشجب كل المواقف الاسرائيلية وتبني سياسات عملية كان لها مردود ايجابي في الصراع العربي الاسرائيلي تمثل في تحالفها مع سوريا ولبنان ودعم حزب الله وطرد اسرائيل من الجنوب اللبناني.
ويقول د. عبدالعليم في الظاهر يوجود تعارض بين السياسات المصرية والايرانية تجاه التعامل مع الكيان الصهيوني، ولكن اذا وقفنا في اهداف السياستين وجدنا بهما تطابقاً كبيراً فالموقف المصري يعتمد على خيار السلام كاستراتيجية من الناحية العلمية افضل من المواجهة المباشرة، فهي تقلل من قوة الردع الاسرائيلي وتحد من عدوانيتها، خاصة وأن هذا السلام لايعني تخلي مصر عن رؤية اسرائيل كخطر استراتيجي وكيان استيطاني وعنصري ولايعني ذلك تخلي مصر ابداً عن مساندة الحق العربي في فلسطين أو أي بقعة عربية وحرصها على الوحدة العربية ضد اسرائيل.
وقال د. عبدالعليم ان افضل استراتيجية يجب ان يتبعها الجانب المصري والايراني هي الاحتواء المزدوج للكيان الاسرائيلي لتقليص قوة اسرائيل العسكرية والسياسية كمحاولة لتهميشها وتفكيكها، وتحديد موقف عربي واسلامي يتبنى استراتيجية سلمية في المنظمات الدولية لمحاربة الكيان الصهيوني في مختلف الاتجاهات.
المقاومة والتفاوض
وعن نموذجي المقاومة والتفاوض تجاه السياسات الاسرائيلية كانت ورقة السفير علي اصغر محمدي الرئيس السابق لمكتب رعاية المصالح الايرانية المصرية بالقاهرة والتي قدم فيها مقارنة بين تجربتين متوازيتين وهما اوسلو 1993 وتجربة المقاومة في جنوب لبنان 1992 فكلا التجربتين استهلكتا نفس الفترة الزمنية ولكن النتيجة اختلفت، فالمقاومة استطاعت اجتياز عقبة الدعم الاستراتيجي والذي يؤمن حاجات المجاهدين، مع العلم ان اسرائيل نقلت اجهزة المراقبة من الحدود مع لبنان الى داخل الاراضي اللبنانية، بجانب ان اسرائيل كانت مسيطرة على المناطق المحتلة في جنوب لبنان وتستطيع ان تحاصر اهلها اقتصادياً وتضيق الخناق عليها وقد اتبعت المقاومة عدة خطوات تجاه العدو كانت من اهمها:
أ الدقة في تحالفاتها مع سوريا وايران وعدم الدخول في صراعات مع الدول العربية والاستفادة من امكانياتها السياسية.
ب الانفتاح على كافة الطوائف في لبنان وتعميم المقاومة على جميع الاراضي اللبنانية من مسيحيين ومسلمين، ولم تعتمد المقاومة بامور الدنيا والسعي من اجل الوصول الى السلطة وابتعدت عنها، ورسمت اهدافها بدقة ولم تتردد في الهجوم على العدو لحظة واحدة ولم تقف مكتوفة الايدي تنتظر المساعدات الدولية في حماية مواطنيها.
واضاف السيد محمدي ان مفاوضات أوسلو جاءت بمكاسب قليلة جداً أو أدت لارتياح اسرائيلي لمدة 7 سنوات وحمايتهم من ضربات المقاومة في الضفة وغزة وفي المقابل اعطت اسرائيل شيئاً بسيطاً وكأنها تتصدق على الفلسطينيين وواجه المجتمع الفلسطيني ظروفا صعبة للغاية ادت لاندلاع الانتفاضة الثانية «انتفاضة الأقصى» والتي جاءت رداً على الظلم والقهر الذي عاناه الشعب في مفاوضات أوسلو، وعلى ذلك فإن المفاوضات في ظل الانتفاضة والمقاومة عمل غير مجد واستراتيجية غير مفيدة لأن التفاوض يمنع العدو من التنازل امام الانتفاضة وهذه هي طبيعة الدولة العبرية.
ويؤكد السيد محمدي ان التقارب بين مصر وايران وكافة الدول العربية يجب أن يأتي في اطار الدفاع عن نضال الشعب الفلسطيني ودعمه والذي سيؤثر ايجابياً على مسيرة مقاومة الشعب الفلسطيني كما سيكون له دور سياسي في حل المشاكل بين ايران والدول العربية.
انكماش إسرائيل
وفي ورقته أكد حسن ابو طالب مساعد مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في الاهرام ان الصراع العربي الاسرائيلي عامل يقارب بين البلدين وخاصة مع عدم اعتراف ايران بمشروعية الكيان الاسرائيلي في المنطقة والعمل على إزالتها وضرورة الدفاع المسلح ضد اسرائيل.ويضيف د. ابو طالب ان اسرائيل كقوة عسكرية بدأت في المرحلة الاخيرة التزايد والتمدد وخاصة في ظل عدم توقيعها على اتفاقية الحد من الاسلحة النووية، ولكن من جانب آخر بدأت عليها مظاهر الانكماش حيث قلت عمليات الاستيطان وكذلك فان اعداد المهاجرين الى اسرائيل في تناقص مستمر، وتقلصت مساحتها الجغرافية وخاصة بعد الانسحاب من الجنوب اللبناني، وتزايد الاحساس بالخوف، لاسيما مع عدم توافقها مع البنية المحيطة والاستمرار في هذا يؤدي لتقلص المشروع الصهيوني على مختلف المستويات.
أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved