أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 13th August,2001 العدد:10545الطبعةالاولـي الأثنين 23 ,جمادى الاولى 1422

مقـالات

ثناءٌ صادَفَ أهلَه
أ. د. عبدالكريم محمد الأسعد
قرأت وقرأ الناس بسرور بالغ الرسالة الصادقة التي أرسلها فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي رئيس حملة ائتلاف الخير لتخفيف الحصار عن الشعب الفلسطيني ودعم صموده إلى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز المشرف العام على اللجنة السعودية لدعم انتفاضة القدس.
لقد أثلجت الصدور كلُّ كلمة في هذه الرسالة المباركة من مرسِل هو شيخ بارز من شيوخ المسلمين إلى مرسَل إليه هو أمير متميز من أمراء العرب في موضوع هو أيضاً متميز وبكلام هو كذلك كلام صادق نبع من القلب فجرى إلى القلب ثم استقر في سويدائه.
لقد كانت هذه الرسالة شكراً يستحقّه الأمير المشكور من الشيخ الشاكر ومن غيره، وذلك لوقفته المباركة المستمرة مع مجاهدي فلسطين المنتفضين بعزم على الاحتلال الصهيوني والذائدين بإيمان عن كرامة الأمة العربية كلها في معركتهم البطولية الدائرة رحاها والمشتدّ أوارها يوماً بعد يوم.
لقد كان للدور المتميز للجنة السعودية، ولتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير نايف أكبر الأثر في شحذ الهمم لمواصلة الجهاد ببسالة وصبر ومثابرة، كما كان لهما الأثر نفسه في تخفيف المعاناة عن العائلات الفقيرة من أسر الشهداء والجرحى والمعاقين والأسرى بالإضافة إلى أصحاب المنازل المهدمة والمزارع المجرّفة.
إن عطاء هذه اللجنة برئاسة سمو الأمير نايف خصوصاً، وكذلك عطاء المملكة العربية السعودية وشعبها على وجه العموم، أمران لا تخطئهما العين ويحسّ بهما الجميع، وهما لا يحتاجان إلى صخب أو حتى إلى مجرد إعلان، فهما يتمّان بكل تواضع وشفافية وبما يشبه الصّمت، وذلك على النحو الذي جرت به عادة هذه البلاد وأهلها من التضحية التي لا يقصدون بها إلى تحقيق غرض ولا يرجون منها حمداً أو شكوراً.
ليس هذا الذي نراه من العون المتواصل المبارك بكلّ ألوانه الإنسانية والمالية والسياسية أمراً جديداً، إنّه ممتد لم ينقطع في يوم من الأيام منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله وإلى هذا العهد الميمون بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسموّ وليّ عهده الأمين الأمير عبدالله وسموّ النائب الثاني الأمير سلطان أمدّ الله في عمرهم جميعاً.
لم يغب عنهم ولا عن الحكومة السعودية الرشيدة ولا عن الشعب السعودي المعطاء لحظة واحدة مغزى الانتفاضة الحقيقي في تحدّيها للاحتلال الصهيوني لفلسطين، وفي دفاعها عمّا تضمّه أرضها من أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، فضلاً عن كون هذه الانتفاضة تشكّل في الحقيقة وواقع الأمر الخط الأول للمنافحة عن بلاد العرب كلّها وعن قيم الإسلام وكينونته ومقدّساته ومصائر أبنائه.
لقد أثار ما نراه من حماس قويّ وعمل جادّ فعّال وتوجيهات عالية سديدة كوامن النّفس وحرّك أمواج الفكر وأضرم نار التأمّل وأضاء نور الأمل، وأثار في الوقت نفسه تساؤلاً قديماً جديداً عندي وعند الكثيرين نسمح له الآن بالانطلاق صراحة على هذه السّطور، تُرَى: ماذا لو أنّه تمّ تأسيس اللجنة السعودية الحالية قبل أربعين سنة تقريباً هي عمر حركة فتح وعملت هذه اللجنة منذ البداية بالإشراف الدقيق الحاسم والمستقيم الذي نراه الآن لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، ثم تمّ تقديم ال 5% التي تقتطع منذ أمد بعيد من دخول الفلسطينيين العاملين في المملكة بالإضافة إلى السيل المنهمر من المساعدات المالية السعودية المباشرة التي خصّصت جميعاً )لفلسطين( إلى هذه اللجنة المنضبطة التي ستقوم بدورها بتقديمها إلى مستحقّيها )فعلاً ووحدهم وبشكل مباشر( على النحو الذي يحدث في هذه الأيام؟ أما كان حال فلسطين وأهلها في جهادهم وانتفاضتهم سيصبح خيراً ممّا نراه يوميّاً على مسرح الأحداث وأفضل؟ وهل كان الناس في فلسطين سيقعون فيما هم واقعون فيه الآن من قسوة الحاجة وضغط الضرورة وثقل الضائقة وتزاحم الأحوال الرديئة واشتداد البأساء وامتداد الضرّاء؟ مجرد تساؤلات لا نقصد بها إحراجاً أو مسّاً بأحد، وإنّما هي خواطر يزحم بعضها بعضاً واستفسارات يأخذ بعضها برقاب بعض.
لكن يبقى القول بأن تصويب مسار المساعدات الضخمة التي قدّمت )لفلسطين( خلال أكثر من ثلاثة عقود وما زالت تقدّم ولو بعد حين ليس بقصير، ووضع الأمور في نصابها السّليم ولو طال الانتظار، وتسليم المال لمن هو لهم فعلاً )ويداً بيد( بدول وسطاء ولا دخلاء ولا منتفعين ولا منتهزين أفضل ألف ألف مّرة من أن تبقى الأمور على النحو السّابق سداحاً مداحاً عند المتلقِّين .
لا يعرف أحد على وجه الدقة كيف يصرفون هذه المساعدات ولمن وفي أيّ وقت وفي سبيل تحقيق أيّ هدف وفي أيّ المجاري تسير وفي أيّ الحسابات تستقرّ.
تحية مرّة أخرى إلى الشعب السعودي النبيل وحكومته الرشيدة وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وسموّ وليّ العهد وسموّ النائب الثاني، وتحية ملؤها الاعتزاز والإكبار لسموّ الأمير نايف الذي يشهد له الجميع بالصّدق والإخلاص والتفاني وبأنه رجل المهمّات في الملمّات مع الدعاء له بمزيد من الصحة والتوفيق.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved