أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 13th August,2001 العدد:10545الطبعةالاولـي الأثنين 23 ,جمادى الاولى 1422

منوعـات

وعلامات
مهرجان جدة ومعرض الكتاب ..!
عبد الفتاح أبو مدين
إن مهرجان جدة السنوي المزدهر، يتجدد ويزداد كل عام تألقا وانبهاراً، حتى سمي اليوم: «جدة.. غير!» . وهذا دليل على النجاح الذي وصل اليه، وسيكون بحول الله وقوته في الأعوام القادمة أكثر امتاعا وزحمة ومحط أنظار الذين تجمعهم العروس في الصيف، فرصة الإجازات وعطلة الدراسة، ثم تعلق الأبناء والنساء بالرجال، أن يرحلوا بهم الى جدة ..غير . ففيها الرؤى والمتع والسهر والبحر والفن والحياة، التي تخصب ليلا حتى الصباح، وتهدأ نهارا للنوم، ثم الاستعداد لسهر متجدد، في أحضان البحر وموجه الذي ينعكس فيه الأضواء المتألقة، عبر شريط طويل من الشمال الى الجنوب، وهناك أجواء أخرى للسهر في غير ساحات البحر وأرصفته وما يحفل به الشاطئ من متنزهات وفنادق ومطاعم وسهر طويل.. جوانب أخرى تنافس البحر، إن استطاعت.!
هذا المهرجان الرائع الحافل بكل شيء، اختفى فيه هذا العام معرض الكتاب ، الذي تألق في العام الماضي، وكان جذابا وغاصا بالمرتادين، الذين لم تثنهم ساحات اللهو عن قيمة الكتاب، ليكون له شأنه، لأن المعرفة رصيد حق ومتعة لا تعادلها غيرها عند مدمني القراءة، وإن كان رواد معرض الكتاب أكثرهم غير أولئك الذين جاءوا الى البحر بدافع الأبناء والزوجات، كأنهم ملوا الصحراء والجفاف، وأرادوا شيئا من نسمات اليم ونداه، بجانب أسواقه وأمسياته الحالمة الوسنى.
إن الحياة ليست فقط لعبا ولهوا وزينة وتفاخر، وتكاثر في الأموال والأولاد، ولكنها قيمة تشاطر هذا كله، هي المعرفة ، التي غابت في مهرجان جدة هذا العام، فغاب خير كثير.. وكان ينبغي أن ينداح معرض الكتاب ضمن هذا المهرجان المتشعب المحتوى والرؤى، ولكنه غاب، كأنه غير مهم، وغير ذي بال..!.
وانطلاقا من طرح أستاذنا عبد الله فراج الشريف ، في صحيفة المدينة المنورة، بالعدد الصادر يوم الاثنين 2 5 1422ه ، فأني أهيب بحماسة سمو الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة، أن يتفضل مشكورا بجعل معرض الكتاب مرتبطا بمهرجان جدة غير ، ليكمل عقد العروس بجواهره اللامعة البارزة، حين يكون للكتاب سوق، وتذلل الصعاب أمامه، ويبدأ الإعداد له مبكرا، حتى لا يتأخر افتتاحه عن موسم المهرجان..!.
إن الأمير عبد المجيد يدعم المعارف ويرعاها، ويحث عليها، وهي قيمة غالية، لأن الحياة بلا معرفة، حياة مفلسة، وإن غمرت بالمال والإنفاق والتزاحم على الطيبات والملذات.! إننا نرجو أن يكون في هذه المواسم شعار: القراءة للجميع ، لندفع عن أنفسنا أننا أمة لا تقرأ، على حين أن أول آية من الكتاب العزيز، هبطت من السماء الى كون الإنسان ومحياه: اقرأ !
لا نريد أن يكون معرض الكتاب متعثرا، تعترضه المصاعب وسبل التعطيل وعرقلة تجدده كل عام مع جدة غير لأنه عنوان نهضة وارتقاء ونجح وإنجاز، مقدم على ما عداه من سبل المتاع، ومتاع الحياة قليل.!.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved