أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 13th August,2001 العدد:10545الطبعةالاولـي الأثنين 23 ,جمادى الاولى 1422

عزيزتـي الجزيرة

لله درُّك من أمير
المتتبع لأحوال الناس وطرق تفكيرهم يجد اختلافاً كبيراً بينهم بإختلاف أنماطهم وأخلاقهم ومستويات حالاتهم المادية، فالفقير يبحث عن لقمة العيش ويسأل عنها وعن الأسعار ويهتم بهذه الشؤون،التي يعتبرها متوسط الحال أموراً لا تستحق الاهتمام بها بشكل كبير، ومتوسط الحال يسأل ويهتم بأمور قد يعتبرها الغني ليست بذي أهمية، والغني يهتم بأمور ليست هي اهتمامات الفقير ومتوسط الحال، وكلٌّ لا يهمه أمر صاحبه، فالغني لايهتم بسعر ) الرز والبصل( زاد أو نزل، ولا يطالب بتخفيض سعره أو حتى في قرارة نفسه يعتبره غالياً على الفقير وذلك أضعف الإيمان لأنه لا يعلم عن حاله شيئاً.. وهكذا دواليك.
ولكن أليس هناك من يهتم بالفقير ومتوسط الحال والغني؟ تراه من يكون، إن كان فقيراً فكيف يهتم بمتوسط الحال وإن كان متوسط الحال فكيف يهتم بالغني وإن كان غنياً فلا أعتقد أن لديه الوقت للاهتمام بذلك، ولكن ظهر من خالف اعتقادي وتحديداً في حفل افتتاح المرحلة الأولى لمنتجع وتلفريك الهدا وقرية الكر ولعل من شاهد حفل الافتتاح عرف من هو إنه ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير/ عبدالله بن عبدالعزيز، فهو الأمير الغني والغني الأمير، فعند وقوفه أمام إحدى عربات«التلفريك» سأل أول ما سأل عن سعر ركوب العربة قائلاً: كم السعر؟ في الحقيقة بداية سؤاله تعجبت هل تجد ذا مال وسلطة يسأل عن سعر أو قيمة.. نعم إن كان مهتماً بأمر من هم أقل منه وخاصة إن كان ولي عهدهم الأمين، فقيل له: إن السعر خمسة وعشرون ريالاً. فقال ولي العهد: إنه «غالي»، بل وأخذ يردد... غالي.. غالي.. هل تراه يراه غالياً عليه؟ فالقيمة«25» ريالاً ماذا تساوي أمام صاحب المال والجاه... ولكن هؤلاء هم ولاتنا حماهم الله يهتمُّون بالصغير والكبير والضعيف والقوي والفقير والغني من الشعب حفظهم الله ورعاهم .
إن التلفزيون السعودي لم ينقل الحفل مسجلاً بل نقل وسجل أروع صور التلاحم بين القادة والشعب وبين الملك والعامة والتي نراها دائماً مجسدة في قلب صاحب القلب الكبير ولي العهد.. فلله درّك من أميرٍ لاتعرف الاهتمام بأمورك الخاصة فقط، بل يشغلك أمر المسلمين، فهنيئاً لك وطوبى يا من تترك في كل دار تحل بها بصمة، وكل بصمة تدل على معنى من المعاني التي تذكرنا بمواقف الخلفاء الراشدين في اهتمامهم بعامة الشعب وخاصته وهي معانٍ سامية لا يتركها إلا أمثالك من الرجال.. فجزاك الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
عبدالرحمن بن عبدالعزيز بن علي السالم

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved