أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 13th August,2001 العدد:10545الطبعةالاولـي الأثنين 23 ,جمادى الاولى 1422

تحقيقات

«الجزيرة » تلتقي مسؤولي وأطباء المركز الذي يخدم مراجعيه من حائل وتبوك والقصيم والحدود الشمالية:
مركز التأهيل النفسي بالقصيم يفتح أبواب الأمل لمدمني المخدرات
تكتيكات علاجية لإعادة المريض لدوره الاجتماعي..و 70% من المعالجين يراجعون المركز طوعياً
إخفاق الأسرة في تحمل مسؤوليتها سبب الإدمان ومعظم المتعاطين من المراهقين والشباب
تحقيق مريم شرف الدين
انشأت الدولة رعاها الله الى جانب المراكز والمستشفيات المتخصصة في علاج الادمان من المخدرات عدداً من المراكز المتخصصة التأهيلية الاخرى وفي كل منطقة من مناطقها المترامية الاطراف.
ومركز التأهيل النفسي بالقصيم يعتبر احدى المؤسسات التي اثبتت جدواها ضمن استراتيجية الدولة في اعطاء بارقة الامل للمدمنين لاخراجهم من الظلمات واعادتهم الى الحياة من جديد.
«الجزيرة» القت المزيد من الضوء على هذا الصرح الانساني الذي يساهم في تحقيق اهداف الدولة وخططها العلاجية وفي البداية التقينا بالمشرف العام على مركز التأهيل النفسي بالقصيم الاستاذ/ عبدالله بن محمد البليهي ليحدثنا عن نشأة المركز قائلا:ً ان مركز التأهيل النفسي بالقصيم أنشىء في اطار ما شهدته وتشهده المنطقة من تطور في مختلف المجالات وعلى رأسها المجال الصحي «مجال علاج الادمان» الذي حظي ومازال يحظى بدعم ورعاية خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله وحكومته الرشيدة ونظراً لموقع القصيم الجغرافي وما تحتضنه من محافظات عديدة..وتعداد سكاني كبير جاء افتتاح هذا المركز ليكون وسيلة تساهم بأخذ يد كل من وقعوا ضحايا في براثن تعاطي المخدرات والادمان واعانتهم وتشجيعهم والعمل على تعافيهم.
وسعة المركز «ثلاثون سريراً» وينقسم الى قسمين القسم الاول منه ويضم «18 سريراً» وتقدم خدماتنا من خلالها لمن تقدموا طواعية للعلاج ويمثلون «70%» من طالبي العلاج.
استراتيجية المركز
* ومانوعية الخدمات العلاجية التي يقدمها المركز؟
يقول الاستاذ البليهي قبل ان نسلط الضوء على نوعية هذه الخدمات وحتى يكون للقارئ الدراية الكافية بالاستراتيجية الكاملة التي يستند عليها المركز واحاطتهم بذلك فان خدمات المركز تغطي عدداً من المناطق خلاف منطقة القصيم وهي منطقة حائل، الحدود الشمالية، ومنطقة تبوك.
اما الخدمات العلاجية التي يقدمها المركز لنزلائه فتعدد البرامج العلاجية والخدمات المقدمة للمرضى بالمركز لان رحلة العلاج تبدأ منذ اللحظات الاولى لادخال المريض للمركز ووفقاً للحالة يتم اجراء الفحوصات الطبية الشاملة.
ومن البرامج العلاجية:
العلاج النفسي: ويبدأ عقب زوال الاعراض الانسحابية حيث يبدأ الاخصائي النفسي والاجتماعي بدراسة الحالة ثم عمل برامج فردية ورسم خطة علاجية بواسطة الفريق العلاجي.
العلاج الاجتماعي: ويتمحور حول توثيق العلاقة مع الاسرة واعادة المريض الى دوره الاجتماعي داخل محيطه الاسري الذي افتقده خلال فترة التعاطي.
العلاج الديني: وتتمثل هذه النوعية من العلاج في بناء علاقة مع وزارة الشئون الاسلامية والدعوة والارشاد وعقد دروس ومحاضرات من شأنها تنمية الوازع الديني الى جانب دور المسجد واداء صلاة الجمعة والصلوات الخمس والمحاضرات التي تعقد فيه، ويوجد هناك مرشد ديني بالمركز لتوعية المرضى وحثه على التوبة والطريق الصحيح.
العلاج الطبيعي: ويساهم في اعادة حيوية الانسجة مع التدخل في حالات الاعاقة البدنية الناتجة عن التعاطي.
العلاج الرياضي له اهمية كبرى في العملية العلاجية لاننا كما نعلم العقل السليم في الجسم السليم ولهذا الغرض يتوفر في المركز ملعب رياضي وصالة رياضية فيه كافة الامكانات اللازمة لممارسة الرياضة تحت اشراف مشرف رياضي.
العلاج بالعمل: وهذه النوعية من العلاج تعتبر من الاساليب التي تهدف الى تعليم المرضى مهارات جديدة كما انه يتم الكشف من خلاله عما يعاني منه المريض بطريق لا شعوري من خلال الرسم الذي اصبح من احدى الوسائل المهمة للوصول الى اعماق النفس البشرية.
تكنيكات علاجية
كما يوجد هناك تكنيكات علاجية اخرى متمثلة في العلاج «بالسيكودراما» وهي من الوسائل الحديثة عما يعاني المريض من مشاعر مكبوتة ضد الآخرين والتوتر الذي يشعر به عند الاشتياق حيث يتم من خلال هذه النوعية من العلاج على الدراما واعطاء الفرصة لنفوسهم مرضى الادمان بتقمص ادوار درامية والتعبير من خلالها بالصورة التي تجعله يشعر بعظم الذنب الذي اقترفه بحق نفسه وبحق اسرته والمجتمع الذي من حوله.
وحقيقة هذا النوع من العلاج تحققت من خلاله نتائج ايجابية ساهمت في معالجة الكثيرين منهم وتعافيهم.
* بعد هذه السنوات من انشاء المركز ما ابرز التطورات التي شملته؟
من خلال مسيرة التأهيل التي مضى عليها ست سنوات ومديرية الشئون الصحية بالمنطقة وعلى رأسها مديرها سعادة الدكتور ياسر بن سعيد الغامدي وهي تولي اهتمامها بتطوير البرنامج العلاجي الذي يخدم اكبر فئة من الفئة العمرية ومع تنامي اعداد المتعافين تم افتتاح قسم الرعاية اللاحقة..وتفعيل دور العيادة الخارجية بشراء اجهزة طبية مساندة لعلاج قلق الادمان بواسطة الابر الصينية اضافة بالطبع الى اجهزة قياس التغذية الروحية.. التي يقاس بها مدى استبصار المريض بتعافيه.
الكشف اولاً
كما توجهنا الى المدير الطبي بالمركز حيث تحدث بداية عن اهم الخطوات التي دأب المركز على اتباعها للتعامل مع هؤلاء المرضى منذ اللحظات الاولى التي يتم احضارهم فيها الى المركز.
فقال: عندما يلتحق المريض بالمركز يتم الكشف عليه من قبل اخصائي الطب النفسي الذي يحدد طبيعة الحالة ثم اخذ عينة من دم المريض لتحديد نوعية التعاطي الذي يتم بمقتضاه رسم الخطة العلاجية.
* كثيراً ما نسمع عن العملية الانسحابية في العلاج لكن باعتبار ان هناك الكثير من الناس يجهل واقع هذه العملية هل بامكانكم تعريف القارئ بها..والمدة التي عادة ما تستغرقها؟
الحقيقة ان المخدرات عادة ما تؤثر في بناء جسم الانسان وتفكيره والحالة النفسية المزاجية بصفة عامة حيث يترتب على الادمان الاعتماد البدني والنفسي ويظهر جلياً وبصورة واضحة عند توقف المدمن عن العقار وهنا بالطبع تظهر الأم بدينة ونفسية، ولذلك يبدأ العلاج من زوال الاعراض الانسحابية التي عادة ما تدوم لمدة ثلاثة ايام من دخول المريض للمركز لتبدأ بعد ذلك الخطة التأهيلية.
* لكن ماهو السبب الذي يدعو الى الاعتماد على المهدئات وبشكل كبير بالنسبة لمرضى التعاطي وتظل هي المحور الاساسي في العملية العلاجية؟
في الاجابة السابقة تحدثنا عن العملية الانسحابية ولكن حتى يكون للقارئ دراية بهذه الاسباب..فان المهدئات يتم الاستعانة بها في علاج الاعراض الانسحابية وهي ادوية مضادة للقلق ولكن في ذات الوقت الذي قد تتسبب في احداث نوع من الاعتماد عليها في حالة متى ما اسيء استخدامها.
لذلك فهي توصف بأمر الطبيب وبمعرفة اخصائي الطب النفسي وهي لا تسبب حالات ادمان شديدة كغير المواد المخدرة او الكحول بل ومن اليسير العلاج في حالة الاعتماد عليها اواذا حدث ذلك.
اما بشأن المدة التي يصل فيها الى حد الادمان من جراء تناوله بهذه العقاقير فالحقيقة ان التعاطي اياً كان نوعه او صغر حجم المادة المتعاطاة فإنها تزداد تلقائياً وذلك لان المتعاطي لا يستطيع التحكم في نفسه وعند تعاطيه للمادة دون ان تحدث له الاثر المنشود، فهذا مما يجعله يقبل على الزيادة ويقع بالتالي في دائرة الادمان بزياد المادة حتى تتحقق له اللذة والمتعة الوهمية ومنها المرحلة العلاجية يقرر له الخروج ويتم بعدها تحويله الى الرعاية اللاحقة بالعيادات الخارجية التي يتم رسمها بمراقبة المريض بعد ثماني زيارات بالشهر ولمدة ستة شهور ليتم بعد ذلك تقيم وضعه وعادة ما يمن الله عليه بالثبات على التعافي.
تحدده نوعية العقار
كما يشاركنا الاستاذ/ عبدالرحمن بن ناصر السلمي مساعد المشرف العام فيتحدث عن كيفية تقييمه لاستجابة هؤلاء المرضى للعلاج قائلاً: الحمد لله فنحن مجتمع لا يرث المخدرات..ولكي يكون لديهم طقوس تجعلهم يرفضون فكرة العلاج منهم من اسر ذات وازع ديني يدفعها الى العلاج وتتقبله ونتيجة هذه القناعة فقد من الله على كثير منهم بالتعافي فأصبحوا مرشدين لهم اسهامهم الواضح في العملية العلاجية.
اما بالنسبة لطبيعة العلاج فتعود الى نوعية العقار ومدة التعاطي.
وأعتقد ان مرحلة الشفاء تعتبر معجزة..يستطيع المريض المتعاطي ان يتجاوز بها معاناته.. لكن مع هذا ربما قد يتكرر عودة بعض المتعافين الى نفس الطريق بعد رحلة الشفاء..لهذا اتساءل ماهي المخاطر التي من الممكن ان تترتب على تكرار العلاج؟ وما عدد المرات التي من الممكن ان يتقبل فيها العلاج وهل من الممكن ان تفشل العملية العلاجية بعد ذلك؟
ويضيف السلمي التعافي يعتبر استبصارا وليس دخولاً بمفهوم الشفاء المطلق فالانتكاسة واردة بالتالي خلال مرحلة العلاج والتأهيل والنظام يضمن للمتعافي «4 مرات»..ومن ثم يتم مساءلته شرعياً لإعادة تأهيله..واعدادهم لإزالته بالنسب الطبيعية وكما ذكرت الانتكاسة واردة في هذا المجال فالدراسات في مجال علاج الادمان اوضحت ان «90%» من المتعالجين المرضى الذين تمت معالجتهم تعود انتكاستهم لعدم مراجعتهم المستشفى وان «80%» منهم يتعافون نتيجة لعلاقتهم الوثيقة بالرعاية اللاحقة.
ولذلك يوصي الاطباء بتفعيل دور الرعاية اللاحقة التي يستدعي من خلالها وجود مرشدين للتعافي الذين يساهمون بدورهم في نشر الوعي الوقائي.
* وعندما نقول ذلك لان الخطر في الحقيقة يكمن في المريض او تقبله لفكرة العلاج وهو ما نطلق عليه بانكار واقع التعاطي الذي من خلاله يبقى المريض في ظلاله لان المريض عادة ما يمن الله عليه بالتعافي من خلال قوة الارادة واقتدائه بالقدوة الصالحة لذلك تقل فرصة الفشل.
تشجيعه ودعمه
* من وجهة نظركم ما اهم العوامل التي قد تؤدي الى نجاح العلاج..ودور الاسرة في ذلك؟
يقول السلمي: نجاح العلاج يتمثل في صلاح الحال وتقبل في المجتمع والاسرة بصفة خاصة للمتعافي بعد خروجه من المركز او اي من المستشفيات الاخرى التي تعالج مثل هذه الفئة من المرضى، وعدم نبذه والعمل على رعايته وشغل اوقات الفراغ والابتعاد عن اصدقاء السوء وضرورة مساعدته في ايجاد صداقات جديدة.
كما يتطلب الامر ضرورة دعمه دينياً ونفسياً واجتماعياًً لتشجيعه على افضاء مشاعره للآخرين واحترام وجهة نظره وتحقيق ذلك باعادته للدور المنوط به داخل الاسرة وحثه وتشجيعه على مواصلة التعافي مع مواصلة وتقديم الدعم والمساندة الاجتماعية وكل ما من شأنه يحول بينه وبين استمرار التعاطي.
ويؤكد..ان العلاقة المهنية التي يبنيها المعالج مع المريض من خلال بقائه بالمركز على اثرها يتوقف تعاون المريض وتحقيق التعافي لان هذا احد ما نركز عليه مع ابنائنا من الاخصائيين النفسيين والاجتماعيين.
* من خلال المدة الزمنية التي يقضيها المريض بالمستشفى ما اكثر المشكلات التي يواجهها المريض وكيفية مواجهتكم لها؟
عملية التكيف مع المكان..وهذا شيء طبيعي حتى من الممكن ان يشعر به او يجده الانسان السوي وليس المريض فقط ولذلك يبدأ المريض برفض خطة العلاج التي من خلالها يتعامل معها المعالج بتكنيك دقيق لازالة الانكار ولكن ما ان يتم عمل جلسات علاجية حتى يتم هناك توافق وتكيف مع البيئة وتقبل المريض للخطة العلاجية ونحن نقول «اعسر الناس اسرعهم هداية» وبالتالي سلوك الادمان اصبح مفهوما لدى المعالج خاصة في مرحلة الاعراض الانسحابية ثم يصبح اخاً لك بعد ذلك.
التوعية فعالة
في تقديركم مع وجود مستشفيات الامل والحملات الوطنية التي تقوم بها كل من المراكز والمستشفيات المتخصصة لمعالجة الادمان والادارة العامة لمكافحة المخدرات واللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات هل ساعد ذلك على تراجع نسبة المتعافين..والشباب للتقدم للعلاج؟
يقول السلمي من خلال ممارستي للعلاج والعمل بمركز التأهيل النفسي بالقصيم لم اشاهد اي مريض له معاناة حديثة مع التعاطي وانما مضى عليه خمس سنوات او اكثر. وهذا بالطبع مما يدل على ان التوعية لها اثر جيد وفعال وهو ما بدا واضحاً من خلال نسبة المتقدمين لطلب العلاج التي ارتفعت.
وكما ذكرت آنفاً يدل على اثر الجهد المقدم من الادارة العامة لمكافحة المخدرات واللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات وما تقوم به وزارة الصحة واهتمامات معالي وزير الصحة في تطور ونمو مستشفيات الامل والمراكز المتخصصة بمستوى ادائها وكل ذلك يتضح لنا في مستوى الوعي الذي وصل اليه المواطن.
ولهذا اقول..ان الوعي لن يتحقق بصورته المتكاملة واستشعار المتعاطي للخطر الذي يحيق به وباستشعار الاسرة للعلامات التي تنفتح على المتعاطي وعليه توصي برامج التوعية بزيادة وعي الاسرة وادراكها ومعرفتها لاكتشاف حالة الابن في مرحلة مبكرة قبل ان يصل الى مرحلة متأخرة من الادمان والحقيقة ان ما يعانيه المريض المتعافي من انكار للمشكلة هو الذي يصل به الى مرحلة الادمان.
* وعلى من تقع المسؤولية؟
المسئولية تقع هنا على المريض باعتبار انه مسئول عن تعافيه او عن انحداره لهواية التعاطي والاسرة الواعية بامكانها ادراك مشكلة الابناء ليتم انقاذهم وكما ذكرت كلما كان الاكتشاف مبكراً كان العلاج ايسر ومن ثم يكون التعافي اسرع.
* هل هناك انشطة اخرى للمركز غير دوره العلاجي؟
في الواقع يقوم على عاتق المركز العلاج والتأهيل والتوعية. ويشارك المركز وزارة المعارف ممثلة بادارة تعليم القصيم وتحقيق ذلك من خلال المعارض والمحاضرات التوعوية التي يتم اعدادها لطلاب المدارس ومشاركة ادارة مكافحة المخدرات كذلك في برامجها التوعوية اضافة الى اعداد المحاضرات الدورية داخل سجون منطقة القصيم والبرامج داخل دور الملاحظة والاحداث وهذا ما يطبق خلال السنة حيث يتم تخصيص يوم الاثنين من كل اسبوع في زيارة المؤسسات الاجتماعية الادبية وتوعية النزلاء وهذا النشاط يلقى كل ترحيب من الجميع.
تعاون مشترك
كيف باستطاعتنا ان نعزز من التعاون المشترك بيننا كدول عربية او خليجية لتبادل الخبرات والمعلومات في هذا المجال..وبالذات منها برامج الرعاية اللاحقة للمدمنين بعد العلاج وفقاً لسياسة هذه النوعية من المستشفيات بمعنى توحيد الجهد العلاجي والخطط الخاصة بالتعافي.
جميعنا يعلم بأن هناك تعاونا مشتركا في مكافحة المخدرات من خلال امانة وزارة الداخلية في مكافحة المخدرات لكن على مستوى التعافي وبرامجه أعتقد اننا محتاجون الى مؤتمرات علاجية وتأهيلية تعقد مع كل الدول التي تعنى بالمتعافين.
وأعتقد اننا بحاجة الى زيارة واجراء لقاءات مع مستشفيات الامل والتباحث عن قرب عن معرفة احتياجاتنا لتطوير البرامج والالتقاء ايضا بالمسئولين في اللجنة الوطنية للتوعية بأضرار المخدرات حتى نتفق على صيغة او لغة موحدة توجه لكل فئة عمرية ومهنية.
ايضا نحن بحاجة الى توفر المعلومة وسرعة تبادلها.
للآباء والامهات
ووجه السلمي دعوة في ختام حديثه للآباء والامهات قائلاً لا يفوتني ان اوجه دعوتي الى الآباء والامهات واقول: ان اي ابن قدلا يلجأ الى طريق غير سو ي او لتعاطي المخدرات الا حينما يفشل كل منكما في تحقيق ادواركم الاسرية بامانة، وهذا مما يستدعي العودة الى تقمص هذا الدور بمصداقية مما يتطلب فتح آفاق جديدة للحوار معهم والتعرف على احتياجاتهم والاكثار من الدعاء لهم بالصلاح والثبات لانه حتى وان كانت المخدرات مرضاً يمكن علاجه..الا ان هناك الكثير ممن ابتلوا بهذا المرض قضوا نحبهم ولكن مع ذلك الوقاية تبقى خيراً من العلاج وتتطلب المزيد من الجهد لدرء الخطر عن هؤلاء الابناء وايصالهم الى بر الامان.
90% منهم شباب
وتوجهنا بالسؤال للدكتور سيد زكي خريبة الاستشاري النفسي بالمركز..حول كيفية التعامل مع الفئة العمرية التي تتراوح اعمارها بين 1625 سنة وهم يمثلون 90% من متعاطي المخدرات كما تذكر ذلك الدراسات فقال: هذه الفئة العمرية كما يتضح لكم تقع في مرحلة المرحلة الاقبال على حب المغامرة وخوض التجارب ومحاولة استكشاف المجهول..ونتيجة لذلك يقع البعض من المراهقين فريسة لهذا الوباء، ولهذا قمنا باعداد معرض توعوي تحت شعار «التجربة تكلف الكثير» واستهداف الشباب..لتوضيح خطر اتجاههم نحو المخدرات والتعاطي.
اضف الى هذا ان هذه المرحلة «16 عاماً» تعد المرحلة الاساسية لتكوين الهوية ولكي يشعر الفرد بهويته المفقودة التي لم يجدها من خلال الاسرة وهذا بالطبع مما يدفعه للبحث عنها من خلال الاصدقاء الذين عادة ما يكون بينهم اصدقاء سوء. هذه الفئة التي عادة ما تحاول جر كل من حولهم الى نفس الطريق.
وبالتالي هذا مما يجعلهم يحثونهم على تجربتها من اجل ان تكتمل هويته المفقودة واحاطته بالكثير من المغريات لتزيينها له..ليدخل بعدها في طور الادمان. لذا يستوجب التركيز على الاهتمام باختيار السبل السوية للتنشئة الاجتماعية منذ مراحل الطفولة المبكرة خاصة ذات العلاقة بالموضوع «الاب الام المحيط الاجتماعي» ومن ناحية اخرى شغل اوقات الفراغ بالانشطة التي تعود بالنفع عليهم وتقوية الوازع الديني في نفوسهم.
خطوط دفاعية
ويضيف د. زكي ولهذا تتعدد الخطوط الدفاعية للوقاية من الادمان لحماية هؤلاء المراهقين وغيرهم فالاسرة، وكما ذكرت لها دور، ودور مهم للغاية لا يمكن اغفاله حيث تشكل خط الدفاع الاول او المؤسس الاول للوقاية الاولية ضد المشكلات البدنية والنفسية والاجتماعية وباعتبارها التي تسهم بتنشئة هؤلاء الابناء التنشئة السليمة والصالحة وبمقدورها اكتشاف نقاط الضعف وخفض حد التوترات التي قد تحدث في الاضطراب النفسي للابناء التي تكون حاملاً حاسماً في تعاطي المخدرات.
كذلك يتمثل خط الدفاع الثاني في الجماعات المحيطة به من اقارب ورفاق لان الجماعات غير القادرة على اشباع حاجات أبنائها ورعايتهم لهم انما يقدمون ابناءهم لجماعات الانحراف التي قد يجد فيها الابن مالايجده في جماعته.
اما بالنسبة لوسائل الاعلام كالصحافة والاذاعة والتلفزيون فمن خلالها يتم تقديم البرامج الثقافية التي تعمل على تنمية مفهوم الذات بصورة صحيحة وكيفية التعامل مع الضغوط كما يجب عليها ان تنتقي الرسالة الاعلامية المناسبة وتجنب الموضوعات التي تدعم الادمان بصورة مباشرة.
أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved