أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 15th August,2001 العدد:10548الطبعةالاولـي الاربعاء 25 ,جمادى الاولى 1422

مقـالات

خواطر
في بيروت
د. عبدالمحسن محمد الرشود
جمال بيروت وهواؤها العليل وهدوء طبيعتها وبساطة سكانها تتمثّل في شواطئها البعيدة عن داخل المدينة وضوضائها، وزحام سياراتها وضجيج فنادقها الخمسة نجوم وكثرة المرتادين.
في منطقة «الدامور» على الطريق المؤدي إلى صيدا تلقيت دعوة كريمة من صديق قديم تجمعني به روابط كثيرة.. يسكن في بيت على جبل مطل على البحر، لا يفصل بيننا وبينه سوى أمتار.
في هذا الشاطىء يتناثر اللبنانيون مستمتعين بجمال الشاطىء ورماله النظيفة ورائحة البحر، واللعب مع الأمواج التي تأخذ المرتادين في مدها وجزرها داخل وخارج البحر.
ترى الأطفال يسبحون مع آبائهم، في مناخ عليلٍ يُتوّجه البحر المتوسط بوافر من اعتداله المصحوب بالندى على ضفاف شواطئه.. والخدمات المقدمة على قدر من الرقي والتعامل الإنساني الطيب المتمثل في ابتسامة لبنانية أخاذة مع نغمات فيروز الحالمة ينقلها هواء البحر ليجعلها قريبة من مسامعك «بحبك يا لبنان» و«على جسر اللوزية تحت أوراق الفيّة» و«طلع لي البكي» وغيرها من إبداعات وديع الصافي وفيلمون وهبي والرحابنة.
في هذا الموقف السياحي الجميل، يتحلل السائح من مواعيده، والتزاماته.. ليندغم - إذا كان سبّاحاً - في البحر يرتفع تارة مع الموج ويهبط أخرى، والسماء الزرقاء الصافية الملبدة بالغيوم التي رسمها الخالق في صورة بديعة ليس لها مثيل.
حقاً إن اللبنانيين يحترمون السائح العربي، ويتعاملون معه كما يتعاملون مع اللبناني - على حد تجربتي - بل إنهم إذا ما رأوه في نفس المكان أكثر من مرة فإن وشائج وروابط إنسانية تنشأ بينهم وبينه ويحاولون إسعاده.. أذكر مرة أنني عزمت على دخول البحر للاستمتاع بأمواجه فقال لي أحدهم:
«دير بالك.. هنيك صخرة» حرصاً منه - جزاه الله خيراً - ولكن المكتوب لا بد كائن.. فمع الأمواج و«الربكة» البحرية نسيت نصيحته وإذا بركبتي تصطدم بالصخرة فتدمى.. فما كان من القائمين على الشاطىء إلا أن أحضروا لي مطهراً، وضمدوا الجرح الذي لم أحس به إلا في الطائرة عندما قفلت راجعاً إلى الرياض.
لست أقول إن داخل مدينة بيروت غير سياحية أو إنني أقلل من متعة السياحة بها.. أو الجبل لكن هذه الأماكن ممتعة في الليل بعد غروب الشمس وخلو الشواطىء من مرتاديها..
لكن ما أريد التأكيد عليه متعة النهار والبحر التي تبدأ من التاسعة صباحاً وحتى السابعة مساءً.
الشواطىء اللبنانية متوفرة الخدمات من طعام، ومشروبات ومقاه، ودورات مياه «نظيفة» وغيرها من الخدمات.. فلماذا لا يستفيد السائح العربي من البحر اللبناني بدلاً من جلوسه طوال اليوم في ردهات الفنادق يسلّم على هذا و«يدردش» مع ذاك ويجوب المقاهي داخل المدينة وكأنه يبحث عن إنسان فقده!!.
بيروت ليست «البيتي كيف» أو «الكونكشن» أو «القراند كيف» وغيرها من المقاهي المزدحمة بالسواح لدرجة الصراع على المقاعد والواجهات المطلوبة!!!.
بيروت هي الهواء الطلق والسماء الصافية، الهدوء الجميل.
ما يلفت النظر، ويبعث على الإعجاب أيضاً بالنسبة لبيروت هدوء المطار - داخلاً أو خارجاً - والنظام المعمول به في استقبال وتوديع المسافرين.. فلا ضجيج ولا فوضى، ولا كلام كثير.
دخولك المطار واستلام حقائبك و«تختيم» جوازك لا يأخذ وقتاً يذكر مقارنة بدول عربية يفترض أنها سياحية أيضاً.
ALRESHOUD@HOTMAIL.COM
ص. ب 90155 رمز 11633 الرياض

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved