أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 15th August,2001 العدد:10548الطبعةالاولـي الاربعاء 25 ,جمادى الاولى 1422

القرية الالكترونية

عدوى أزمة الإنترنت تنتقل للقطاعات الأمريكية الأخرى
بقلم أندي جولدبيرج (د ب أ):
سجلت شركة نظر إليها سابقا كرمز على القدرة اللامحدودة للتكنولوجيا على تحقيق الثروة، سجلت رقما قياسيا لم تكن لتود تحقيقه، فقد أعلنت شركة جي.دي.إس يونيفيز في كندا وسيليكون فالي عن خسائر سنوية تقدر ب51 مليار دولار، وهو رقم يساوي إجمالي الناتج القومي لكل من جواتيمالا ولوكسمبورج وسريلانكا مجتمعة، وقد نجمت هذه الخسارة الفادحة بالكامل تقريبا عن انهيار قيمة أسهم الشركات التي استحوذت عليها جي.دي.إس يونيفيز في ذروة ثورة الانترنت لكنها خسارة تعمل كمؤشر رغم كل شيء على عمق هوة المتاعب التي يكاد قطاع التكنولوجيا برمته أن يسقط فيها، وتضاعفت حدة الاخبار السيئة هذه بإعلان رئيس الشركة جوزيف شتراوس، أن الموقف شديد الظلمة لدرجة أن ليس بإمكانه التكهن بموعد انفراج الازمة التي أوضحت بما لا يدع مجالا للشك كيف أثرت المقادير السيئة لقطاع الانترنت على قطاعات الاقتصاد الأمريكي الاخرى، وأكثر الشركات المتضررة من متاعب قطاع الانترنت هي شركات توفير خدمات الاتصالات التي وسعت من نطاق أعمالها بجنون على اعتقاد ثبت خطؤه بأن ازدهار الانترنت سيدوم إلى الابد.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال مؤخرا قائمة بالشركات العملاقة التي أضيرت من متاعب قطاع الانترنت أكثر مما أضيرت شركات الانترنت ذاتها. منها لوسينت وسيسكو وإيه.تي.آند تي وكورننج.
لقد أنفقت هذه الشركات المليارات لتأسيس شبكات من الالياف البصرية استعدادا لان يتمخض الاعتماد المتعاظم على الانترنت عن امتلاء هذه الكابلات بتريليونات البيانات الرقمية المتنقلة من نقطة لاخرى في العالم كله لكن الامال في حدوث ذلك تبددت، وظلت البيوت الأمريكية حتى يومنا هذا لا يربطها بالانترنت سوى وحدات الموديم التقليدية مما يعني أن الغالبية العظمى من كابلات الالياف البصرية المجهزة لا داعي لاستخدامها.
وقد تراجع الانفاق في مجال الاتصالات من 124 مليار دولار العام الماضي إلى مبلغ لا يكاد يذكر، مما أدى إلى تسريح 225 ألف موظف في شركات توفير خدمات أو معدات الاتصالات، أي خمس إجمالي عدد الموظفين الذين تم تسريحهم في الولايات المتحدة. وفي حين يقول بعض المحللين ورؤساء الشركات أن موجة تسريح الموظفين الاخيرة تعد مؤشرا على أن أسوأ ما في الازمة مر بسلام في قطاع التقنية العالية إلا أن مشاعر التشاؤم هي التي تهيمن على الاوضاع في سيليكون فالي. ويقول من يتبنون مشاعر التشاؤم تلك ان أحدث موجات تسريح الموظفين التي أعلنت عنها شركة هيولت باكارد قبل أيام (6 آلاف موظف) تعكس الوضع الذي سيكون قائما في الفترة المقبلة.
ويتوقع المحللون الذين التقت بهم صحيفة سان خوزيه ميركيوري نيوز أن الايرادات في نهاية العام ستكون صفرا على أفضل تقدير، وهو تغير كبير عما كان متوقعا لعام 2001. وقال فريد هيكي رئيس تحرير نشرة هاي تيك ستراتيجيست «بما أنه قد أصبح واضحا الآن أن مناخ الاعمال لن يتحسن حتى العام المقبل فيمكنهم المضي قدما في تخفيض العمالة» وقد أدى ما حدث إلى دوران للخلف بطريقة محرجة لصناعة التكنولوجيا المتطورة كما قالت جريدة لوس أنجلوس تايمز فقد تحول هذا القطاع من «البطل المغوار» إلى «عقب أخيل» الذي يمثل نقطة الضعف في العملاق الاقتصادي الأمريكي.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved