أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 15th August,2001 العدد:10548الطبعةالاولـي الاربعاء 25 ,جمادى الاولى 1422

عزيزتـي الجزيرة

الاهتمام بالأسرة في الإسلام
عزيزتي الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
..وتواصلاً لحديث سابق عن «الإسلام والاهتمام بالأسرة» لنقرأ هذه المعاني في ست كلمات من كتاب الله تعالى حيث يقول جل جلاله:« هُنَّ لِباسٌُ لكم وأنتم لِباسٌ لهن» صدق الله العظيم سورة البقرة آية «187». ويظهر الارتباط الغريزي الفطري والعاطفي الوجداني بين الزوجين على أنه آية من آيات الله ونعمة من نعمه، وذلك في قوله تعالى:«ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون» صدق الله العظيم سورة الروم آية «21». فسكون الزوج إلى زوجه وكذلك التصاق المرأة بزوجها أمر طبيعي فطري، وما بينهما من المودة والرحمة والمحبة أمور عاطفية تتولّد وتنشأ عن الجانب الغريزي وغيره، فكلما تأججت الغريزة الجنسية في كلا الطرفين كانت أبواب الحب والرحمة والمودة مفتحة ومهيأة لكي يندمج الطرفان ويضحي كل منهما من أجل الآخر بالكثير من مغريات الحياة، وإثارة الغريزة الجنسية بينهما ترجع إلى حسن تصرف كل منهما تجاه الآخر. وإلى أشياء أخرى، فقد يسكن الرجل إلى أي امرأة وقد تسكن المرأة إلى أي رجل وتلتصق به عن طريق الحلال أو الحرام. بدون أن توجد بينهما عواطف الحب والرحمة والمودة، وقد توجد هذه العواطف طفرة ثم تتلاشى، لأن العواطف ليست من طبيعتها الدوام بالنسبة للشخص الواحد أو الشيء الواحد مثلاً، ونجد ذلك واضحاً بين الشباب المستهتر.. يحب الشاب فتاة فيلهو بها أياماً ثم يذهب إلى غيرها فهو بالنسبة للسكن إلى المرأة التي تلبي غريزته الجنسية. يبحث دائماً عنها أينما وُجِدتْ وكيفما كانت.. أما الحب والرحمة والمودة التي تشده إلى ربط نفسه بالمرأة وربطها بهو، حتى يكونا زوجين مستقرين فذلك يأتي ابتداء من التوافق في أشياء عديدة. يأتي من التوافق الروحي والاجتماعي والثقافي، والتوافق في الآلام وفي الآمال ويأتي بالتوافق في التربية، والأخلاق، والأهواء، وأشياء كثيرة هي في الحقيقة أسرار نفسية لا يعلمها إلا الله تعالى.. ولذلك كان من الأهمية بمكان أن يرى كل من الزوجين الآخر قبل الزواج وأن يحصل نوع من التعارف عن قرب أو بعد حتى يشعر كل منهما أنه وفق لصاحبه فيتزوجان وقد أحس كل منهما بأن من يسكن إليه بينه وبينه عواطف المحبة والمودة والرحمة.. وبعد الزواج على كل من الزوجين أن يحرص على أن تظل هذه العواطف لتظل الحياة حلوة جميلة وحتى تؤدي هذه الزيجة ثمرتها بإنجاب الأولاد في هذا الجو المستقر السعيد. وقد يهمل كل من الزوجين أسباب دوام المحبة والرحمة، أو يهملها أحدهما فيترتب على ذلك فتور في العواطف وفي العلاقة قد يتبعه نفور، ثم تباعد قد يصل إلى الطلاق. أو يضطر كل منهما أن يعايش الآخر على مضض فيكون بينهما تلبية للغريزة فقط وهي السكن وقضاء المأرب الجنسي وانجاب الأولاد دون أن يكون بينهما العواطف التي هي أساس الجمال والسعادة كما سبق. وفي القرآن سورة من طوال السور هي «سورة النساء» نالت المرأة فيها حقوقاً ما كانت تخطر ببالها، ولا تحلم بأن يجود عليها الزمن ببعضها، لذلك لم تستطع المرأة أن تستعمل هذه الحقوق إلا في اطار الإسلام، لأن الإسلام يوجد التغيير ويرفع من شأن الانسان، ويضع المسلمين على بساط المساواة ويعطي كل مسلم ومسلمة الحق في أن يقول للآخر: هذا حقي أعطاني الله إياه فلا تتعرض لغضب الله بمنعه عني، ومن بين آيات السورة آية تحرك مشاعر الرجل نحو المرأة بالعطف والرحمة إلى أبعد حد، وفي نفس الوقت تضع الرجل أمام عهد قوي،وميثاق عظيم أخذه على نفسه وهو عقد الزواج وما يترتب عليه وتحذره من التفريط فيه، أو في أثر من آثاره، وإلا اعتبر ناقض عهد وغادراً وخائناً ثم تشير الآية في نفس الرجل والمرأة الشعور بأخص خصائص الحياة الزوجية، وأن كل واحد من الزوجين أفضى إلى الآخر بما عنده من أسرار، ومن تكشف، ومن شهوة وامتزاج والتئام.. الخ. هذا كله والأمر ليس أمر دوام للعشرة الزوجية، إنما الأمر هنا أمر انقطاع هذه العشرة ومحاولة الرجل أن يحتجز بعض ما بقي للمرأة عنده من متأخر المهر. فإذا كان ذلك كله والأمر أمر طلاق فماذا يكون المطلوب والأمر أمر وفاق ودوام عشرة؟
وهذه هي الآية والآية التي قبلها ليتضح الموقف كله.
قال الله تعالى:«وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاً أتأخذونه بهتاناً وإثماً مبيناً وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقاً غليظاً» صدق الله العظيم. «سورة النساء آية «20» و«21». هذه هي الصورة الجميلة المشرقة الرحيمة التي وضع الإسلام الزوجين في إطارها. هذا والحمد لله رب العالمين ولله الأمر من قبل ومن بعد وبالله التوفيق..
سعد مسفر شفلوت
عسير سراة عبيدة

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved