أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 15th August,2001 العدد:10548الطبعةالاولـي الاربعاء 25 ,جمادى الاولى 1422

العالم اليوم

أحدهم خدم الموساد (20) سنة ثم خدعته باستدراج ابن عمه النشط وتصفيته
قصص الفلسطينيين المتعاونين مع إسرائيل كما يروونها بألسنتهم أمام قضاتهم!
* غزة رويترز:
يحاول كمال اخفاء وجهه وراء دخان سيجارته في زنزانته بسجن فلسطيني وهو يستعيد ذكريات سنوات طويلة تعاون فيها مع إسرائيل، يشعر كمال بالخزي والأسف بعد 14 عاما تعاون فيها مع إسرائيل بشكل ساعدها على تعزيز احتلالها لقطاع غزة الذي استولت عليه في حرب 1967،
ويقول كمال الذي يستخدم اسما مستعارا انه خدم مع المخابرات الإسرائيلية بجمع معلومات عن جماعات فلسطينية ساعدت في ارسال بعض مواطنيه إلى السجن، وانتهى تعاونه عندما القت قوات الأمن الفلسطينية القبض عليه في منزله في غزة في ابريل/نيسان الماضي بعد ستة شهور تقريبا من اندلاع الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية،
ويعترف كمال بتعاونه مع إسرائيل إلا انه يعتبر نفسه ضحية،
ويقول انه كان سيفقد وظيفته كموظف مدني وكان سيسجن إذا لم يرضخ لضغط المخابرات الإسرائيلية عام 1986 للتعاون معهم،
ويضيف لرويترز «هددوا بطردي من وظيفتي، ، وقالوا انهم سيضعونني في السجن، أرادوا تدمير حياتي وعائلتي، «لم اشعر بالفخر ابدا بما افعله، ، غرقت في وحل الخيانة لمدة 14 عاما»،
وكمال واحد من بين العديد ممن اعتقلوا للاشتباه في تعاونهم مع إسرائيل اثناء الانتفاضة التي اندلعت في أواخر سبتمبر/ايلول بعد زيارة للحرم القدسي الشريف قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي ارييل شارون وسط مئات من الحراس، وحوكم اثنان من المتعاونين واعدما في الضفة الغربية وقطاع غزة في يناير/كانون الثاني، وصدرت احكام بالاعدام على اربعة آخرين الشهر الحالي وينتظرون كلمة من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بشأن ما إذا كانت هذه الاحكام ستنفذ،
وقتل آخرون يشتبه في تزويدهم إسرائيل بمعلومات مكنتها من تعقب وقتل نشطين متهمين بالتخطيط لتفجيرات قنابل بالرصاص في الشارع بأيدي فلسطينيين قرروا تنفيذ العدالة بأيديهم،
وادينت جرائم القتل هذه بالخارج كما انتقدت جماعات حقوق الانسان المحاكمات السريعة التي تجرى وصفتها بأنها ظالمة،
وقال كمال ان عائلته لم تعلم بعلاقته بإسرائيل إلى ان اعتقل، وقال انه كان يخبئ جهاز استدعاء وهاتفا محمولا يتصل بهما بالإسرائيليين في ساعة خشبية،
وتوقف عن الاتصال بضابط المخابرات المسؤول عنه عام 1994 عندما سيطرت السلطة الفلسطينية على معظم قطاع غزة وأجزاء من الضفة الغربية، إلا ان ضباط المخابرات استمروا في الاتصال به وحثوه على مواصلة عمله،
ومضى يقول «هددوا بنقل معلومات عن تعاوني معهم للسلطة الفلسطينية كنت خائفا ووافقت على مواصلة عقدي معهم»،
وأجاب ردا لسؤال بخصوص الاسباب التي منعته من تسليم نفسه للشرطة الفلسطينية حتى عندما طالبت السلطة الفلسطينية كل المتعاونين مع إسرائيل تسليم انفسهم وتعهدت بمنحهم عفوا بقوله «لم يكن لدي أي دليل على انهم سيكتشفونني»،
هذا ومن المعتقد ان إسرائيل جندت مئات الفلسطينيين منذ احتلالها غزة والضفة الغربية والذي انتهى جزئيا فقط عام 1994 بعد التوقيع على اتفاقات السلام الفلسطينية الإسرائيلية، وساعدت المعلومات التي قدموها الجيش الإسرائيلي في جمع بيانات عن المنظمات السياسية والعسكرية الفلسطينية كما ساعدتهم في تعقب النشطين وقتلهم، وتمكن بعض المتعاونين من التسلل إلى هذه الجماعات واصبحوا اعضاء نشطين بها قبل انكشاف امرهم،
وقال أمين الهندي رئيس المخابرات العامة الفلسطينية ان معظم المتعاونين تعرضوا لضغط اسرائيلي مالي واجتماعي، وخاف آخرون من تهديدات بالقتل أو الاحتجاز،
وقال ان إسرائيل لم تتوقف أبدا عن تجنيد الفلسطينيين حتى بعد التوقيع على اتفاقات سلام،
واتهم إسرائيل التي تسيطر على الدخول إلى الاراضي الفلسطينية والخروج منها بمحاولة اغراء الفلسطينيين بتسهيل عبور نقاط التفتيش إلى إسرائيل للعمل أو لأسباب اخرى،
وتحتفظ إسرائيل بسياسة عدم التعليق على قضية المتعاونين،
ويشعر جمعة وهو متعاون آخر ويستخدم اسما مستعارا ايضا بالندم ويقول «أنا غبي»،
وقتل ابن عمه زعيم جماعة إسلامية فلسطينية في مخيم للاجئين بغزة عام 1995 بعد ان بدأ جمعة التعاون مع المخابرات الإسرائيلية،
والقى اعضاء من قوات الأمن الفلسطينية القبض على جمعة في منزله منذ اربعة شهور،
واثناء التحقيق معه اخبرهم انه تعاون مع إسرائيل لمدة 20 عاما إلا انه قال انه لم يدرك ان هناك نية لقتل ابن عمه،
واضاف «لم اعلم انهم يريدون قتله، ، لقد خدعوني»،
ومضى يقول ان ضباط المخابرات الإسرائيلية تمكنوا من تحديد مكان ابن عمه قبل دقائق من قيام مهاجمين مجهولين بفتح النيران عليه،
والقى فلسطينيون باللوم في قتله على إسرائيل، اما جمعة فقد حمله اقاربه المسؤولية ونبذوه،
ويواجه جمعة وكمال مستقبلا غامضا داخل زنزانتيهما، وحتى إذا اطلق سراحهما فهما لا يعلمان ما إذا كانت عائلتيهما ستقبل بهما ثانية لأن تعاونهما مع إسرائيل يعتبر تلويثا لاسم العائلة،
وقال جمعة «لا استحق الحياة، ، استحق الاعدام انا مذنب، ، حاولت مرة الانتحار ولكني فشلت لقد انقذوني لكي اواصل عملي الآثم»،
وحث كمال كل من يتعاونون مع إسرائيل على تسليم أنفسهم لقوات الأمن الفلسطينية وتزويدها بكل المعلومات لديهم قائلا انه لا يمكن ألا يكتشف أمرهم إلى الأبد،
وقال «احثهم على تسليم انفسهم وعدم الخوف من ضباط الأمن الفلسطينيين»،

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved