أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 17th August,2001 العدد:10550الطبعةالاولـي الجمعة 27 ,جمادى الاولى 1422

مقـالات

كلمات معدودة
مقاهي الإنترنت كل شيء إلا السعودة!!
د. محمد بن سليمان الأحمد
وزارة الشؤون البلدية والقروية أصدرت مؤخراً تنظيماً لمقاهي الإنترنت تحدثت فيه عن كل شيء إلا توطين الأيدي العاملة في هذه المقاهي، فقد تحدث التنظيم الجديد عن مواقع مقاهي الإنترنت، وطريقة التصميم الداخلي للمقاهي، وأهمية عدم وجود حواجز بين الأجهزة، لقد تطرق التنظيم الخاص بمقاهي الإنترنت الذي أصدرته مؤخرا الوزارة الى كل صغيرة وكبيرة تهم العاملين والمتعاملين مع هذه الظاهرة الجديدة التي دخلت المملكة والعالم مع نهايات الألفية الميلادية الثانية وبدايات الألفية الثالثة.
ولابد هنا من تقديم الشكر للوزارة وللقائمين عليها، لمسارعتهم في الاهتمام، بتنظيم هذه المقاهي قبل أن تتوسع لتشمل كل المدن والقرى وحينها تصبح عملية إعادة التنظيم صعبة بل شبه مستحيلة، ولعل نفس الوزارة قد جربت هذا الأمر عندما تركت الاستراحات والمقاهي الواقعةعلى الطرق بين مناطق ومحافظات المملكة دون أي تنظيم وإشراف، ولم تربطها لا ببلديات المدن ولا بالمراكز القروية، وهو الأمر الذي جعل من الصعوبة تنظيمها الآن بحيث غدت تعطي أبشع صور القذارة والغش والتلاعب في الأسعار.
وزارة الشؤون البلدية والقروية، عندما أصدرت تنظيم مقاهي الإنترنت، تناست بل أغفلت متعمدة الحديث مطلقا في هذا النظام عن عمالة هذه المقاهي، وأهمية سعودتها، خصوصا أن كل مؤسسات التعليم العالي الخاصة والعامة في المملكة ودون أي استثناء تقدم البكالوريوس أو الدبلوم في تخصصات الحاسب المختلفة وبينها الإنترنت، لماذا إذاً لم تشترط هذه الوزارة في تنظيمها الجديد ضرورة أن تكون عمالة مقاهي الإنترنت عمالة وطنية سعودية مؤهلة تحمل على الأقل دبلوماً في الحاسب؟ ولماذا لم تربط أي ترخيص جديد أو تجديد أي ترخيص قديم لمقاهي الإنترنت بسعودة القوى العاملة.
لقد سعودت هذه الوزارة مشكورة أسواق الخضار والفواكه، ولكن بعد أن واجهت العديد من الصعوبات لأن هذه الأسواق قد بنيت على عمالة أجنبية منذ الأيام الأولى لتأسيسها بعد أربع سنوات أو خمس عندما تنتشر مقاهي الإنترنت في كل مدننا وقرانا وعندما تفكر الوزارة في توطين عمالة هذه المقاهي حينها سوف تواجه نفس الصعوبات التي واجهتها وما زالت في سعودة أسواق الخضار والفاكهة.
تُرى هل تصدر الوزارة ملحقاً لنظام مقاهي الإنترنت يؤكد على سعودة عمالة هذه المقاهي خلال فترة زمنية تمتد الى عام واحد من تاريخ صدور التنظيم الإلحاقي الخاص بالعمالة بحيث نرى مقاهي الإنترنت، وقد قام عليها شباب سعودي مؤهل، وقد يجيز التنظيم افتتاح مقاهٍ للإنترنت خاصة بالسيدات مع اشتراط أن تكون العاملات في هذه المقاهي من المواطنات السعوديات الحاصلات على مؤهل لا يقل عن دبلوم في الحاسب الآلي.
صناعة المعلومات ومنها دون شك مقاهي الإنترنت صناعة حديثة في بلادنا ومجال جديد يدخله رأس المال الوطني لأول مرةولم تنتشر هذه المقاهي في المملكة على نطاق واسع كما هو حال تجارة الذهب، وأسواق الخضار، فما المانع من اشتراط سعودتها من البداية، بدلا من الانتظار حتى انتشارها واستقدام عمالة أجنبية والارتباط مع هذه العمالة بعقود، وحينها تصبح عملية توطين عمالة هذه المقاهي أمرا يشوبه الكثير من الصعوبات.إن عملية الالتفات الى سعودة بعض المهن وخصوصا الحديثة في وقت مبكر لقيامها سيجنب المؤسسات الوطنية والتنظيمية مشاكل الاحلال، ويجعل عملية السعودة تتم بكل يسر وسهولة ودون صعوبات تذكر، ولعل هذا الأسلوب نجح في كبائن الاتصالات الهاتفية، إذ تم اشتراط سعودة عمالتها مع بداياتها الأولى كنشاط تجاري.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved