أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 17th August,2001 العدد:10550الطبعةالاولـي الجمعة 27 ,جمادى الاولى 1422

الاقتصادية

الفقر والبطالة يعصفان بإندونيسيا ويضعان 21% من سكانها تحت خطر المجاعة
الأزمة الاقتصادية تبرز مصرفية فقيرة تقدم قروضاً للفقراء في جاكرتا
* جاكرتا «جون رويتش» رويترز:
سري ويدياواتي واحدة من انجح المصرفيين في العاصمة الاندونيسية لكنها لا تركب سيارة فارهة ولا ترتدي ملابس غالية أو تعمل في مكتب فخم،
انها تكسب مايزيد قليلا على دولار واحد في اليوم وهو ما يكفي بالكاد لاعالة زوجها وطفليها وسداد دين كبير مستحق على والديها،
ويقع مكتبها في شارع مترب في إحدى الضواحي الفقيرة بجاكرتا حيث تسكن، ولكن خلال عامين منذ ان اشتركت في مؤسسة كيسوما تيارا للادخار والاقراض التعاوني تحسنت احوالها بدرجة كبيرة على المستويين الشخصي والمهني،
على الجانب المهني اصبحت ويدياواتي المولودة في جاوة الشرقية تدير قروضا لنحو 240 سيدة في ثلاث ضواحٍ، ، فالرجال غير مسموح لهم بالاقتراض من كيسوما،
وتظهر قصتها الانتصارات التي حققها البنك الوحيد الذي يساعد الفقراء والذي تأسس عام 1999 بعد الأزمة الاقتصادية لمساعدة الاكثر فقرا بين فقراء جاكرتا،
فقد كانت جموع الفقراء هي التي تحملت عبء الأزمة المالية التي شهدتها اندونيسيا في اواخر التسعينيات وهبطت بملايين من سكانها تحت خط الفقر،
وقدر البنك الدولي معدل الفقر في اندونيسيا عام 1997 بنحو 23، 7 في المائة، لكن بحلول النصف الثاني من عام 1998 قفز هذا الرقم إلى 21 في المائة من سكان اندونيسيا الذين يبلغ عددهم نحو 200 مليون نسمة والاقتصاد لم ينتعش بعد،
وحققت كيسوما تيارا نتائج كبيرة حتى الان في المساعدة على تخفيف الاعباء الاقتصادية عن كاهل القاعدة الواسعة من المقترضين الذين يتعاملون معها، وقصة صاحبة المتجر سري الام «45 عاما» تعد من قصص النجاح النموذجية،
فقبل ان تنضم لبنك الاقراض الصغير لم تكن تدخر سوى القليل وكانت تنفق اغلب ما تكسبه مرة اخرى في الكشك الصغير الذي تملكه لبيع المأكولات الخفيفة والسجائر واغراض منزلية صغيرة،
ومنذ ذلك الحين تمكنت من شراء المزيد من السلع لبيعها مما مكنها من توفير بعض المال للانفاق على اسرتها،
وقالت «تمكنت من ارسال ابني للمدرسة»،
ووفقا لقواعد المؤسسة اعتمادا على حجم القرض كان يتعين عليها على الفور ايداع مبلغ يتراوح بين 50 الف روبية «ستة دولارات» و60 الف روبية في حساب ادخار شخصي لدى المؤسسة،
ومثل مؤسسات الاقراض الصغير على مستوى العالم تقدم كيسوما تيارا قروضا صغيرة لغير القادرين على الحصول على تمويل أو ليس امامهم سوى الاقتراض من مؤسسات محلية باسعار فائدة عالية،
ونجحت المؤسسة عن طريق العلاقات الاجتماعية، ولأن عملاءها ليس لديهم ما يقدمونه كضمان للقروض فانها تلتزم بقواعد صارمة تضمن الضغوط الاجتماعية تحقيقها،
واعتمدت المؤسسة في بادئ الامر على اعضاء في جمعيات ادخار منزلي اغلبهن سيدات بيوت يوفرن مبلغا من دخلهن كل شهر ويضعنه في صندوق تقبضه كل واحدة منهن كل شهر حسب دورها،
ولكن على عكس نظيراتها في العالم تأسست كيسوما على اساس مساعدة النساء العاملات بها مثلما تساعد النساء اللاتي يقترضن منها،
وقالت ليا جيلينيك وهي استرالية كانت صاحبة فكرة انشاء هذه المؤسسة بالمشاركة مع زميلة أخرى برأسمال 100 دولار وقدر هائل من العزيمة «كل الاجراءات وضعتها نساء يدرن البنك»،
وخلال عامين منذ تأسيسها نما عملاؤها من مجموعة واحدة من عشرة مقترضين إلى 32 مجموعة تضم 576 مقترضا،
ولا تفرض المؤسسة اسعار فائدة بل مجرد رسوم تشغيل على القرض لا تزيد على ثلاثة في المائة تمشيا مع مبادئ الشريعة الاسلامية التي تحرم الربا،
لكن عبء الفقر لا يتبدد بسهولة فقد تمضي ويدياواتي يومها تحمل المال للمقترضات في حين لا تتمكن هي من الخروج من دائرة الفقر رغم حصولها على قرض من المؤسسة واضطرارها للحصول على تمويل طارئ في اطار برنامج لمساعدة العاملين في المؤسسة،

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved