أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 17th August,2001 العدد:10550الطبعةالاولـي الجمعة 27 ,جمادى الاولى 1422

أفاق اسلامية

حادثة وحديث
الحياء معشر النساء
الشيخ/ عبيد بن عساف الطوياوي
ذهبت إلى السوق، لشراء بعض الملابس، واخترت محلاً نائياً بعيداً عن الزحام، فلما دخلته وأخذت أبحث عن حاجتي، وإذا بصوت جهوري يسأل سؤالاً وقف له شعر رأسي، إنها امرأة، تسأل عن فستان غريب، قالت للبائع: هل عندكم فستان عاري؟ تعجبت من سؤالها، وازداد عجبي حينما سمعت الجواب، إنني توقعت من صاحب المحل أن يزجرها، أو على الأقل يقول لها: لا يوجد عندي مثل هذا، ولكنه قال وبكل برود: انظريه أمامك! أذهلني الموقف، وقلت في نفسي: ياسبحان الله، أإلى هذه الدرجة من قلة الحياء وصل بعض الناس؟ نعم، إنه قلة الحياء من السائلة والمسؤول، فالسائلة قليلة حياء لأنها تبحث عن هذا النوع من اللباس المحرم، والمسئول قليل حياء لأنه يعين على تعري نساء المسلمين بجلبه لهذا النوع من أنواع اللباس وللمعلومية اللباس الذي يسأل عنه لا يستعمل في البيت إنما يستعمل للمناسبات، كالعيد وحفلات الأعراس وغير ذلك من المناسبات التي تتجمع فيها النساء وقد تذكرت قول الشاعر:


إذا لم تخش عاقبة الليالي
ولم تستحي فاصنع ماتشاء
فلا والله مافي العيش خير
ولا الدنيا إذا ذهب الحياء
يعيش المرء ما استحيا بخير
ويبقى العود ما بقي اللحاء

ولذلك جعل الحياء من الإيمان، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «الإيمان بضع وسبعون أو بعض وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان». وفي حديث آخر يقول صلوات ربي وسلامه عليه: «الحياء والإيمان قرناء جميعاً، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر». وقد صدق صلى الله عليه وسلم، إذا وجد الإيمان وجد الحياء، ولا حياء مع فقد الإيمان، تأمل تجد أن أقل الناس حياء هم ضعاف الإيمان، الذين لا يؤهلهم إيمانهم لترك معصية أو تورع عن رذيلة، الذين يجاهرون بمعاصيهم ويعلنون ذنوبهم، ولا يبالون في ذلك.
إن الحياء خلق نبيل، وصفة كريمة، وهو بحق النساء آكد، وإذا نزع الحياء من النساء فعلى الأخلاق السلام، نساء دون حياء، مصيبة عظمى، فعند فقده يكون التبرج والسفور، والخضوع بالقول، وعدم القرار في البيت، والخلوة المحرمة، والعري والفجور، بل أعظم من ذلك.
إن الحياء إذا فقد من النساء، فإن ذلك يكون سببا في فقد الأمن وانتشار الأخطار وكثرة الشرور. فيامعشر النساء، الحياء.. الحياء، أتركن ما يعيبكن، واحذرن أن تكن ممن أشار إليهن النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «.. ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها..». وتذكرن القصة التالية: وقفت امرأة على قوم تسألهم عن ولد لها فقدته وهي متنقبة النقاب الشرعي فقال أحدهم:
تسأل عن ولدها وهي متنقبة! ويقول ذلك متعجباً، فسمعته فقالت: لأن أرزأ في ولدي خير من أرزأ في حيائي أيها الرجل.
يذهب الولد ولا يذهب الحياء، هكذا ينبغي أن تكن معشر النساء.
* إمام وخطيب جامع الخلف بحي صلاح الدين بحائل

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved