أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 19th August,2001 العدد:10552الطبعةالاولـي الأحد 29 ,جمادى الاولى 1422

المجتمـع

في حضورهم للأفراح إرباك وإزعاج وتخريب
خلاف بين أهل العريس والعروس في اصطحاب الأطفال
* تحقيق روضة الجيزاني:
نحن نعيش الآن أيام الأجازة الصيفية التي يتخللها الكثير من الأفراح والمناسبات السعيدة، والفرحة بحضور تلك المناسبات والمشاركة فيها قد يعكرها لدى بعض الأسر ما يكتب في البطاقة وبالتحديد في آخرها «ممنوع اصطحاب الأطفال»، وللحديث عن هذه الظاهرة التقينا بعض الأمهات مع أخذ رأي المختصين حول تلك الظاهرة للتعرف على الإيجابيات أو السلبيات من منظور علمي وذلك من خلال التحقيق التالي:
في البدء تقول نوال زمزمي المشرفة التربوية قسم رياض الأطفال مكتب الاشراف التربوي غرب الرياض: إن ظاهرة اصطحاب الأطفال إلى الأفراح ظاهرة غير صحية لعدة أسباب قد يكون أهمها بقاء الطفل في الفرح حتى ساعة متأخرة من الليل وهذا الشيء يعرضه إلى التعب والمرض أحياناً خاصة إذا كان صغيراً كما أن أصحاب الفرح قد يتعرضون إلى الازعاج من كثرة الأطفال وهذا الأمر يفرض عليهم نهر وزجر الأطفال وأحياناً إلى ضربهم وفي الواقع لا نضع اللوم على أصحاب الفرح فوجود أعداد كثيرة من الأطفال يسبب أزعاجاً لضيوف الفرح وتخريب صالة الأفراح لذا فأنا أؤيد عدم أصطحاب الأطفال لحفلات الزواج مع ملاحظة أنه يجب على كل أم حريصة على أطفالها أن تؤيد هذا الأمر ولكن هذا لا يعطي الأم الحق الذهاب إلى حفلات الزواج بشكل شبه يومي خاصة في موسم الاجازات حيث تكثر المناسبات فيه وتكون حياتها سهرا بالليل ونوما بالنهار وبالتالي تضطر لتترك أطفالها بالمنزل يومياً بحجة أن لديهم بالمنزل كل وسائل التسلية. وأردفت نوال زمزمي قائلة: كما اتوجه لهؤلاء الأمهات أن تسلية أنفسهن على حساب أطفالهن يعد أمرا خطيرا فكما ترغبين أنت في رؤية صديقاتك وقريباتك للتسلية معهم فإن أبنائك لهم الحق في أخذهم إلى مراكز الترفيه مثلاً أو اصطحابهم إلى أقربائهم والاجتماع بأبناء أخوالهم أو أعمامهم بصحبتك وليس بمفردهم حتى لا يتسببوا في إيذاء الغير، كذلك يمكن دعوة أصدقائهم للمنزل وإقامة حفل بسيط لهم لنشعرهم بالاهتمام.
كما قدمت نوال زمزمي بعض الحلول للأمهات اللاتي اضطررن لاصطحاب أطفالهن بأنه يجب عليها الاّ تذهب إلى الفرح وأن تراجع نفسها عدة مرات قبل أن تصطحب الأطفال للحفل ولكن إذا كان الفرح لأحد أقربائها ممكن أن تصطحب خادمتها أو إحدى قريباتها الكبار في السن للاعتناء بالطفل في مكان بعيد عن صالة الفرح حتى لا ينزعج الطفل من الأصوات كما يجب عليها عدم الانشغال عنه ومتابعته بين الحين والآخر والأولى ألاّ تذهب للفرح كما قلت سابقاً.
وقد تحدثت نوال زمزمي عن الآثار السلبية المترتبة على ترك الأطفال في المنزل حيث تقول: من المعروف ارتباط الطفل بأمه خصوصاً عندما يكون في سن صغيرة وتركه حتى ساعة متأخرة من الليل يجعله يفقد صوابه عندما لا يجدها حوله مما يترتب على ذلك آثار سلبية على الطفل تعيش معه لفترة طويلة من حياته وتتمثل هذه الآثار في خوف دائم واضطرابات نفسية وصحية تتمثل في قيء مستمر للطفل بمجرد فقدانه لأمه ونوبات صراخ لا تهدأ إلا بحضور الأم ورؤيتها مما يزيد تشبثه بأمه وهنا أوجه الاتهام إلى الأم وذلك في عدم إعطاء طفلها قدراً من الشعور بالمسؤولية منذ نعومة أظفاره وذلك بتركه ينام بمفرده في غرفة قريبة منها أو مع أخوته وعدم اصطحابه في كل مكان تذهب إليه حتى عندما تذهب إلى الطبيب. وعندما يكبر الطفل ويصبح في عمر 3 إلى 5 سنوات يصبح تعلقه بأمه كبيرا جداً مما يضطر الأم هنا إلى فصله عنها بالقوة. فنصيحتي لهذه الأم وغيرها بعدم ترك الأمور من بدايتها حتى لا تصل إلى هذا الحد وأن تعوّد طفلها الصغير على تحمل المسؤولية بترك الطفل مع إخوته أو والده والخروج أمامه وعدم التستر عنه وحمل العباءة ولبسها بعيداً عن ناظره وأن تتحدث معه عن المكان الذي سوف تذهب إليه وكأنها تتحدث مع كبير وعدم الكذب عليه حتى لا يفقد الثقة في كلامها.
وقد تحدثت أم سعد والتي تعمل مضيفة بأحد قصور الأفراح عن معاناتها بعد حضور الأطفال من عبثهم وشقاوتهم مما قد يشكل خطراً كبيراً عليهم لا تدركه الأمهات وقالت فهم يترددون على مطبخ القصر الذي نعد فيه القهوة والشاي وغيره وما كنا نخشاه حصل حيث أسكب ماء ساخن على أحد الأطفال وتحول الحفل إلى بكاء وعويل حيث طلبنا المساعدة من الرجال حتى ينقذوا هذا الطفل البريء ناهيك عن تكسير أواني الضيافة ولكنهم في النهاية معذورون لأنهم أطفال لا يدركون عواقب تصرفاتهم.
أما أم فيصل فتقول: لقد قمت بعمل حفل زواج لابني في مكان راق وعملت ترتيبات خاصة واشترطت عدم دخول الأطفال في كرت الدعوة لما يسببونه من إزعاج في الحفل فالأطفال بفطرتهم يميلون للعب وحفل الزواج ليس صالة للعب أو تجمعا الأطفال تفاجأت عندما امتلأت الصالة بالأطفال والشغالات أكثر من النساء المدعوات وتحولت الصالة إلى مهرجان أو مسرح للأطفال.
وتضيف أم سعد السبيعي أن للزوج دورا كبيرا في حضور الأطفال معنا حيث يرفض حضورنا لتلك الحفلات دون اصطحابهم فأصبح أمام أمرين لا ثالث لهما اما أن أجلس معهم في المنزل وأحرم نفسي من الذهاب أو أن أذهب وأصطحبهم معي خاصة وأنه ليس لدي خادمة وأنا ربة منزل لا أعمل فأغتنم الفرصة للخروج لمثل تلك المناسبات السعيدة.
بينما تعارض أم راكان الآراء السابقة حيث تؤيد حضور الأطفال للزواجات لأنهم يلعبون بدون حسيب ولا رقيب وتقول لأننا في البيت نضيق عليهم فلماذا نحرمهم من الحضور ليستمتعوا بالوقت فمن حقهم اللعب واللهو ولكن مع المراقبة لكل تصرفاتهم بشكل يضمن سلامتهم من المخاطر أو الأذى الذي يحيط بهم والأهم مما سبق عدم إبقائهم في الحفل حتى منتصف الليل حفاظاً على صحته.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved